قال الرئيس الافغاني حامد كرزاي يوم السبت انه تم تشكيل مجلس سلام أفغاني لمواصلة المحادثات مع طالبان في أحدث خطوة في عملية تدريجية نحو المصالحة مع المسلحين الاسلاميين. ونوقشت فكرة اقامة مجلس سلام في اجتماع للمجلس الاعلى للقبائل (لويا جيركا) حضره نحو 1600 من الزعماء الافغان وشيوخ القبائل في العاصمة كابول في يونيو حزيران. وأصدر القصر الرئاسي لكرزاي بيانا يوم السبت جاء فيه ان انشاء المجلس الاعلى للسلام "خطوة مهمة نحو محادثات السلام". وتشمل خطة كرزاي التي دعمها شيوخ القبائل خلال "جيركا السلام" اقناع الجنود العاديين في طالبان بالتخلي عن التمرد من خلال منحهم أموالا ووظائف مع السعي لتحقيق المصالحة مع الزعماء الكبار من خلال منحهم حق اللجوء في دول اسلامية اخرى وشطب اسمائهم من قائمة سوداء للامم المتحدة. لكن طالبان لم تبد حتى الان اهتماما بفكرة المحادثات قائلة انه يتعين ان ترحل أولا جميع القوات الاجنبية من أفغانستان. وقال البيان ان الاعلان عن اعضاء المجلس سيتم بعد انتهاء شهر رمضان وهو على الارجح في نهاية الاسبوع. وتشهد خطة كرزاي لتحقيق المصالحة في نهاية المطاف مع طالبان تطورا في الوقت الذي يدرس فيه عدة اعضاء اوروبيين بحلف شمال الاطلسي الى اي مدى يمكن الاستمرار في تعهداتهم في أفغانستان. وفي لندن رحبت وزارة الخارجية البريطانية باعلان كرزاي. وقالت في بيان "لن نجعل أفغانستان أكثر امنا من خلال السبل العسكرية فقط..قلنا دائما ان الامر يحتاج الى عملية سياسة لانهاء الصراع في أفغانستان." ويعتزم ايضا الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي سيجري مراجعة لاستراتيجية الحرب في ديسمبر كانون الاول البدء في سحب تدريجي للقوات الامريكية اعتبارا من يوليو تموز 2011 اذا سمحت الظروف. ويوجد ما يقرب من 150 ألف جندي أجنبي في أفغانستان يحاربون التمرد المتزايد الذي تقوده حركة طالبان مع وصول العنف الى أعلى مستوياته منذ الاطاحة بحكومة طالبان عام 2011. وقال الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الامريكية وقوات حلف الاطلسي في أفغانستان يوم الخميس ان الولاياتالمتحدة ستبدأ قريبا في اجراء محادثات اولية مع حلفائها بشأن "التحول" المزمع العام القادم وذلك قبل قمة حلف الاطلسي في لشبونة في نوفمبر تشرين الثاني. ويتزايد قلق حلفاء واشنطن بحلف الاطلسي تجاه الحرب التي لا تحظى بالتأييد ويحرصون على نقل المسؤوليات الامنية الى القوات الافغانية. ووضع كرزاي هدفا طموحا بتولي أفغانستان جميع المسؤوليات الامنية من الولاياتالمتحدة وقوات حلف الاطلسي بحلول عام 2014.