كرزاي يدعو العاهل السعودي للمساهمة في تحقيق السلام بأفغانستان الرئيس الافغاني حامد كرزاي لندن: دعا الرئيس الأفغاني حامد كرزاي العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز اليوم الخميس للقيام بدور كبير في تحقيق السلام في أفغانستان. وأضاف في كلمته في افتتاح مؤتمر أفغانستان الدولي في لندن إنه "نأمل ان يتكرم جلالة لملك عبد الله بن عبد العزيز بالقيام بدور بارز في توجيه عملية السلام والمساعدة فيها". وقال "سأدعو لعقد مجلس لويا جيركا لكبار الوجهاء لبحث المصالحة في أفغانستان" ، كما دعا ايضا الدول المجاورة وخاصة باكستان الى دعم جهود تحقيق السلام. وأكد كرزاي أن بلاده ستكون في حاجة إلى دعم العالم لمدة تصل إلى عشر سنوات ، مطالبا الجارة باكستان ببذل مزيد من الجهد من أجل محاربة الإرهاب. وتابع: "ندعو شركاءنا للمساعدة في تحقيق الأمن الذي يبقى أولوية بالنسبة لنا ونطالب الحلفاء باتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق هذا الهدف". أعرب كرزاي عن اسفه عن سقوط مدنيين في غارات لقوات التحالف على بلاده ، قائلا"نحن نضع حماية المدنيين على سلم أولويتنا ، لذا نطالب أن تكون الهجمات التي تشنها القوات الدولية على أهداف مسلحة وحملات التفتيش الليلة تحت إشراف القوات الأفغانية". ويسعى الرئيس الأفغاني حامد كرازي خلال المؤتمر إلى جمع أقصى حد ممكن من الدعم لاستراتيجيته الجديدة التي تقضي بإجراء "مصالحة" مع طالبان ، والتي تنص على تأمين المال والوظائف للذين يتخلون عن العمل المسلح. ومن جانبه ، قال رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون، في مستهل مؤتمر لندن حول افغانستان، ان تسليم المهام الامنية من عهدة القوات الدولية الى القوات الافغانية سيبدأ هذا العام. وأضاف براون" على المؤتمر الاتفاق على ضرورة زيادة حجم قوات الامن الافغانية لتصل الى نحو 300 ألف جندي في غضون اكتوبر/ تشرين الاول من العام المقبل". ومن المنتظر ان تنشئ البلدان المانحة المجتمعة في لندن صندوقا ماليا لجذب مسلحي طالبان واعادة تأهيلهم ضمن نسيج المجتمع الافغاني مجددا، الا ان بلدانا غربية ستطلب ايضا مزيدا من التوضيحات والتفاصيل حول الاستراتيجية الجديدة. وكان الرئيس الافغاني حامد كرزاي قد حصل على تأييد عام لخطته لاعادة دمج مقاتلي طالبان الاعتياديين في مجتمعهم من جديد. ويساعد الصندوق المالي المزمع تأسيسه على اعادة دمج مقاتلي طالبان الساعين الى ترك الحركة والعودة الى قراهم وبيوتهم، من خلال التعهد بتوفير فرص العمل والمعونة المالية والحماية. وتشارك نحو ستين دولة في المؤتمر سواء كانت من البلدان التي تنشر قوات في أفغانستان أو تلك المجاورة لها. وسيحضر المؤتمر وزراء خارجية الولاياتالمتحدة هيلاري كلينتون وفرنسا برنار كوشنير وأوروبا كاثرين أشتون إلى جانب الرئيس حامد كرزاي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وسيكون الموضوع الرئيسي للمؤتمر "العملية الانتقالية"، أي النقل التدريجي للمسؤوليات الأمنية إلى القوات الأفغانية التي يجري تأهيلها ، فضلا عن نقل المهام الأمنية في نهاية هذه السنة أو مطلع 2011، ولن يقدم أي برنامج زمني لانسحاب الحلفاء لكن "أرقاما عدة" ستعلن وتتعلق بتعزيز الجيش والشرطة الأفغانيين. جمع الأموال ومن جانبه ، أعلن أندرس فوغ راسموسن الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" أن مؤتمر لندن سيُستخدم لجمع ملايين الجنيهات الاسترلينية لدفعها إلى قادة طالبان. قال راسموسن لصحيفة "ديلي تلجراف" :" من الضروري بناء الثقة لتمويل برنامج إعادة الإدماج والذي سيُقنع مقاتلي طالبان بإلقاء أسلحتهم وهذا يترتب عليه مسؤوليات مالية، لأنه من دون مساعدة المجتمع الدولي لن يصبح من الممكن انجاز هذا البرنامج". وأكد راسموسن أهمية "وجود حاجة ماسة للمخصصات المالية من أجل تزويد الناس في افغانستان ببدائل أفضل من القتال في صفوف طالبان وتعزيز الفرص الاقتصادية وخلق فرص عمل جديدة للشعب في افغانستان". واعترف أن حلف الأطلسي "لم يضع خطة بديلة لعملية زيادة قواته في افغانستان، وأن مهمته عانت من نقص الموارد منذ البداية، في حين أساء المجتمع الدولي تقدير حجم التحدي الذي يواجهه هناك'، كما اعترف بأن الأوضاع في افغانستان حالياً 'غير مرضية". وحذّر من أن السماح لافغانستان بالتحول مرة أخرى إلى ملاذ آمن للارهابيين "سيسمح لهؤلاء الانتشار بسهولة في بقية أنحاء العالم وزعزعة استقرار باكستان التي تُعد قوة نووية"، مشيراً إلى أن الأشهر الثمانية عشر المقبلة ستكون حاسمة على صعيد مهمة الناتو في افغانستان. مضيعة للوقت ومن جانبها ، أعلنت حركة طالبان أن مؤتمر لندن الدولي "سيكون مضيعةً للوقت"، مؤكدة أنّها "لن تدخل في مفاوضات قبل إنسحاب القوات الدولية من البلاد". وأضاف بيان صادر عن حركة طالبان "لقد سبق أن عُقدت مؤتمرات مماثلة في الماضي، ولم ينجح أيّ منها في حل مشكلات أفغانستان، والأمر نفسه سيحصل بالنسبة لمؤتمر لندن". وتابع البيان : "الواقع أنّ هدف مؤتمر لندن هو توسيع إجتياح قوات الإحتلال لأفغانستان". وختم البيان مشدداً على أن "إمارة أفغانستان الإسلامية تعتبر أن الحل الوحيد لمشكلات أفغانستان يكمن في رحيل كل قوات الإحتلال فوراً".