وصلت آلة حفر ثانية الجمعة الى منجم سان خوسيه لزيادة كميات الامدادات التي يتم ارسالها الى 33 عاملا عالقين في قاع المنجم منذ 29 يوما، بينما وضعت السلطات خطتين رديفتين لحفر بئرين اخريين لاخراجهم، غير البئر الجاري حفرها والتي تستلزم ما بين ثلاثة الى اربعة اشهر. وبعد الحفارة "ستراتا 950" وصلت الى المنجم الحفارة "تي-130" وقد استقبلت لدى وصولها الجمعة على متن شاحنة بالترحاب والتصفيق. ومن المقرر ان تبدأ هذه الحفارة اعتبارا من الاحد بتوسعة احدى الفتحات التي تصل بين سطح الارض ومكان احتجاز العمال على عمق 700 متر. وهذه الفتحة التي تستعمل حاليا لايصال الامدادات الى العمال يبلغ قطرها 12 سنتيمترا وستصبح بعد التوسعة 30 سنتم ما سيسمح بانزال اشياء اكبر حجما. والحفارة "تي-130" هي اضعف ولكن اسرع من العملاقة "ستراتا" التي تعمل منذ مساء الاثنين على حفر بئر انقاذ قطره 66 سنتمترا وعمقه 700 ومترين لاخراج العمال واحدا تلو الآخر. وبعدما اوقفت اعمال الحفر ليل الخميس-الجمعة لتدعيم جدران بئر الانقاذ الجاري حفرها والتي بلغ عمقها حتى الآن حوالى 40 مترا، استؤنفت عمليات الحفر التي لا يزال عليها النزول 660 مترا في باطن الارض. وقال رودريغو كاستيلو وهو احد المسؤولين عن ادارة المنجم "يبدو ان (الحفارة الثانية) ستكون اسرع في ان تحفر عبر انبوب محفور اصلا للوصول" الى الرجال ال33. واعلن عمال الانقاذ بوضوح ان الحفارة الثانية ستعمل اولا على توسعة الانبوب المحفور اصلا، وانه في وقت لاحق سيبحث المهندسون في امكان توسيع هذه الكوة اكثر، ما يمثل خطة "ب" رديفة لبئر الانقاذ الرئيسية الجاري حفرها. وهذا ما حدا بعائلات العمال، التي تنتظر على احر من الجمر اي بشرى او بارقة امل، الى اطلاق اسم "آلة الامل" على الحفارة "تي-130". وكشف رئيس تشيلي سيباستيان بينيرا ان السلطات لديها الى جانب هاتين الخطتين "خطة ثالثة، اطلقنا عليها اسم الخطة ج، وتقوم على استقدام حفارة نفطية. ان تركيبها يستلزم قاعدة كبرى مساحتها تعادل مساحة ملعب لكرة القدم وقبل 18 ايلول/سبتمبر ستبدأ في حفر" بئر جديدة. وتعليقا على هذا الخبر قال المهندس في منجم سان خوسيه ميغيل فورت "طبعا يجب ان تكون هناك خطة رديفة، خطتان، ثلاث، اربع، بقدر ما يمكن". من جانبه قال كبير المهندسين اندرس سوغاريت "هناك دوما خطر حصول انهيار في البئر الجاري حفرها". وتابع "لدينا ثلاث خطط متوازية، الخطة أ الجاري تنفيذها، والخطة ب وهي على وشك التنفيذ --سيبدأ تنفيذها الاحد-- والخطة ج وهي قيد الاعداد"، مشيرا الى ان الفترة المتوقعة لانقاذ العمال لا تزال بين ثلاثة الى اربعة اشهر. والتقدم الاهم الذي تم احرازه الجمعة هو توفير المزيد من وسائل الراحة للعمال المحتجزين تحت الارض، وذلك عبر الفتحات الدقيقة التي تصل بينهم وبين سطح الارض. ومنذ عشرة ايام تلقى هؤلاء العمال بواسطة هذه الانابيب الغذاء والدواء وجهاز عرض افلام فيديو على الجدار وجهاز "ام بي3" للاستماع الى الموسيقى وكتبا والعاب وايضا مسابح باركها البابا بنديكتوس السادس عشر شخصيا. ومن المقرر ان يتم تزويدهم خلال الايام المقبلة بانبوب لمياه الشرب. وتم الجمعة تثبيت نظام اتصال بواسطة الالياف الضوئية. واعتبارا من نهاية هذا الاسبوع سيسمح هذا النظام للعمال باجراء اتصالات عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة مع عائلاتهم، كما اعلن وزير الصحة خايمي ماناليش. والثلاثاء المقبل، وبفضل هذا الكابل من الالياف الضوئية، سيتمكن العمال من ان يشاهدوا مباشرة على الهواء وقائع المباراة الودية بين المنتخبين التشيلي والاوكراني في كرة القدم، كما اعلن الرئيس. واضاف بينيرا ان هؤلاء العمال "وحتى وان لم يكونوا موجودين معنا جسديا للاحتفال بالمئوية الثانية (لاستقلال تشيلي في 18 ايلول/سبتمبر) فهم موجودون معنا معنويا".