حثت الطائفة اليهودية في ألمانيا البنك المركزي الالماني يوم الثلاثاء على اقالة عضو مجلس ادارته الذي أحدث استقطابا في البلاد بادلائه بتصريحات تحط من شأن المهاجرين المسلمين وتأكيده أن اليهود يشتركون في صفات جينية خاصة. وقال ديتر جراومان نائب رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا ان تيلو ساراتسن عضو مجلس ادارة البنك المركزي حاد عن جادة الطريق حتى لو أظهرت استطلاعات الرأي أن كثيرا من الالمان يؤيدون اراءه. وقال جراومان لصحيفة هاندلسبلات "ينبغى ألا يكون للبنك المركزي أي علاقة بساراتسن." ومضى يقول "انه يلحق الضرر البالغ بالبوندسبنك. وهذا لا يمكن أن يستمر." ووجه البنك المركزي اللوم لساراتسن وحذره من اتخاذ اجراء اخر. ولكن من الصعب اقالة عضو في مجلس ادارة البنك بسبب الميثاق الذي يحمي استقلاليته. ونشر ساراتسن (65 عاما) كتابا بعنوان "ألمانيا تلغي نفسها" يرى فيه حسب المقتطفات التي نشرتها وسائل الاعلام أن المهاجرين المسلمين يقوضون المجتمع الالماني ويرفضون الاندماج ويستنزفون موارد الدولة. وأجبر ساراتسن يوم الثلاثاء على الغاء القراءة الاولى لكتابه الاكثر اثارة للجدل في ألمانيا في سنوات كثيرة بسبب مخاوف أمنية. وقالت جماعات مناهضة للفاشية انها تعتزم تنظيم احتجاجات في بلدة هيلدشايم بوسط البلاد حيث كان من المقرر أن تتم القراءة الاولى. وحظى ساراتسن بالتأييد في ألمانيا بسبب نظرياته. وقال لتلفزيون ايه ار دي مساء الاثنين ان 95 في المائة من المكالمات التليفونية والخطابات التي تلقاها قالت ان أفكاره بشأن الهجرة لم تكن جريئة بما يكفي. وقال تلفزيون ايه ار دي ان 70 في المئة من المشاهدين الذي بعثوا رسائل بالبريد الالكتروني أثناء بث البرنامج أيدوا اراء ساراتسن. وعلى الرغم من انتقاد المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل وزملائه في الحزب الديمقراطي الاشتراكي المنتمي لتيار يسار الوسط أيدته افتتاحيات بعض الصحف. وأظهر استطلاع اخر للرأي أجراه تلفزيون ان تي في نيوز عبر التليفون أن 96 في المئة من المشاركين أيدوا اراءه. ووجد استطلاع لاراء القراء أجرته صحيفة بيلد أن 90 في المئة يعتقدون أنه يجب ألا يفصل من الحزب الاشتراكي الديمقراطي. وأثار ساراتسن الذي نالت تصريحاته تأييدا من أحزاب اليمين المتطرف في ألمانيا والخارج مزيدا من الغضب يوم الاحد عندما قال في مقابلة صحفية ان اليهود والباسك لديهم جينات خاصة تميزهم عن الاخرين. ودافعت صحيفة فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج المحافظة عن تصريحات تساراتسن. وكتبت تقول انه "مس عصبا لم يلمسه أي سياسي من قبله." ولكن الانتقادات الموجهة له استمرت يوم الثلاثاء. وهاجم كلاوس فوفيرايت رئيس بلدية برلين تساراتسن وزير ماليته الاسبق قائلا ان الكتاب حافل "بأنصاف الحقائق والهراء." وقال فوفيرايت للراديو الالماني "من الواضح أن ليس لديه ما يكفي من العمل في البوندسبنك وانه يشعر بالغبطة للحراك الاعلامي الذي أحدثه... هناك الكثير من الخيلاء في الامر."