قال رجل دين يقود مشروع انشاء مركز اسلامي قرب موقع هجمات 11 سبتمبر ايلول بنيويورك وأئمة اخرون بالمدينة إن الجدل الامريكي بشأن خطط اقامة المركز اكتسب طابعا سياسيا قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس. وقال الامام فيصل عبد الرؤوف الكويتي المولد الذي يقوم بجولة في دول خليجية للتحدث عن التشدد الديني إن خطته لاقامة المركز الاسلامي والمسجد في وسط مانهاتن بتكلفة مائة مليون دولار أصبحت قضية في الحملات الانتخابية قبل الانتخابات المقررة في الثاني من نوفمبر تشرين الثاني. وأيد الرئيس الامريكي باراك أوباما ورئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرج المشروع لكنه يواجه معارضة شرسة من جانب بعض السياسيين المحافظين والاشخاص الذين يعتبرون مكانه يفتقد الحساسية بالنسبة لاسر نحو ثلاثة الاف شخص قتلوا في هجمات 11 سبتمبر ايلول التي نفذها انتحاريون من القاعدة عام 2001. وقال عبد الرؤوف في مقابلة مع صحيفة ذا ناشيونال التي تصدر في ابوظبي "ما من شك ان موسم الانتخابات لديه تأثير كبير على طبيعة الخطاب" في اشارة الى الجدل المحتدم في الولاياتالمتحدة بشأن المركز. واضاف الباحث في التصوف الاسلامي الذي مولت وزارة الخارجية الامريكية جولته في البحرين وقطر والامارات العربية المتحدة ان القضية "ليست بين المسلمين وغير المسلمين بل بين المعتدلين والمتشددين من جميع الملل." ويسعى الجمهوريون لاستعادة السيطرة على الكونجرس من الديمقراطيين ويعارض غالبيتهم بناء المشروع في موقع على بعد مربعين سكنيين من موقع برجي مركز التجارة العالمي وهو شعور يشارك فيه 60 في المئة من الامريكيين على الاقل طبقا لاستطلاعات رأي أجريت مؤخرا. ولم يتحدث عبد الرؤوف أثناء جولته في الشرق الاوسط عن خطط بناء المركز الاسلامي والمسجد بل ركز محادثاته عن الاسلام في الولاياتالمتحدة والحرب ضد التطرف. وقال إنه يعتزم التعليق عندما يعود الى الولاياتالمتحدة في وقت لاحق هذا الاسبوع. ويوجد في نيويورك نحو 800 ألف مسلم يشكلون حوالي 10 في المئة من سكانها ويوجد نحو مئة مسجد في أنحاء أحيائها الخمسة. وأحد هذه المساجد وهو مسجد مانهاتن يبعد أربعة مجمعات سكنية عن موقع مركز التجارة العالمي. وقال الامام شمسي علي من المركز الثقافي الاسلامي في نيويورك الذي كان أول مبنى يقام في المدينة ليضم مسجدا على نحو خاص وافتتح عام 1991 انه لا يعتقد ان المقر المزمع للمركز الاسلامي في وسط مانهاتن يفتقد الحس. وقال علي لرويترز في مقابلة في المسجد المقام بشرق مانهاتن "في قلب المكان الذي هاجمه الارهابيون ... نريد أن نظهر اننا هنا كي نداوي (الجراح) اننا هنا لبناء جسور التفاهم." وقال "انهم يريدون منا أن نحول أنفسنا الى أعداء للولايات المتحدة ... لذا فاننا نريد أن نقول لهم اننا لا ننصت اليكم. اننا هنا في قلب المكان الذي هاجمتموه اننا هنا كي نعيد بناءه وأن نبني جسور التفاهم." وقال علي الاندونيسي المولد إن الاسلام اختطف تبريرا لهجمات 11 سبتمبر وإن الجدل الصاخب حول خطط المركز الثقافي والمسجد اكتسب طابعا سياسيا. وأضاف "لا أعتقد انها مناقشة صحية بأي حال." ووصف الامام غلام رسول من مسجد المجلس الاسلامي في حي ستيتين ايلاند في نيويورك المعارضة للمركز الثقافي والمسجد بأنها "غير أمريكية." وقال رسول لرويترز أثناء افطار أقيم بالمسجد "أن يتحول هذا الامر الى جدل على مستوى البلاد لهو أمر مدهش ... انها أحسن طريقة لخلق صورة أفضل لامريكا من خلال السماح ببناء المسجد لاننا مجتمع حر." وتتضمن الخطة بناء مبنى من 13 طابقا يضم قاعة ضخمة وحمام سباحة وغرف اجتماعات ومكان للصلاة. ولا يتضمن الرسم التخطيطي للمبنى أي مآذن أو قباب أو اي زخارف من تلك التي تكون عادة بالمساجد. لكن على النقيض من العديد من أقرانه قال الامام حافظ محمد صابر امام المسجد المكي في بروكلين انه يتعين نقل المركز الثقافي والمسجد أبعد قليلا عن موقع مركز التجارة العالمي اذا تم العثور على موقع اخر. وأضاف صابر "من غير الضروري بالنسبة لنا بناء مسجد بجوار جراوند زيرو (موقع مركز التجارة العالمي) ... من أجل اعطاء لفتة طيبة للامريكيين يتعين علينا اعادة النظر في موقفنا." من اريكا سولومون وميشيل نيكولز