جوبا (رويترز) - قال جيش جنوب السودان إنه استعاد يوم الجمعة السيطرة على بانتيو عاصمة ولاية الوحدة من أيدي المتمردين ليمنح الحكومة السيطرة على حقول النفط في الولاية حيث كان الإنتاج قد توقف. وقال المتحدث باسم الجيش فيليب أقوير لرويترز إن قوات الرئيس سلفا كير استعادت بانتيو بعد الظهر. وأضاف "السيطرة على بانتيو تعني السيطرة على كل حقول النفط في ولاية الوحدة." وأسفر القتال على مدى ثلاثة اسابيع بين القوات الحكومية ومتمردين موالين لنائب الرئيس السابق ريك مشار عن مقتل اكثر من الف شخص ونزوح 230 الفا عن ديارهم كما فرض خفض إنتاج النفط. وقال لول رواي كوانج المتحدث العسكري باسم وفد المتمردين الذين يشاركون في محادثات السلام المتعثرة في اثيوبيا إن المتمردين قاموا "بانسحاب خططي لتفادي وقوع خسائر في صفوف المدنيين" في بانتيو. وأضاف أن المتمردين مازالوا يسيطرون على الريف حول المدينة. وقال ان القوات الحكومية يدعمها مقاتلون من حركة العدل والمساواة وهي جماعة متمردة من اقليم دارفور بغرب البلاد. واتهم متمردو جنوب السودان ايضا اوغندا المجاورة بمساعدة كير من خلال شن غارات جوية على مواقعهم وهو ما تنفيه كمبالا. وتقوم القوات الاوغندية بدوريات في مطار جوبا وتحرس القصر الرئاسي بناء على طلب كير. وانخفض انتاج جنوب السودان من النفط بمقدار 45 الف برميل يوميا الى 200 الف برميل يوميا بعد اغلاق حقول النفط في ولاية الوحدة بسبب القتال. وتقول الحكومة إن ولاية اعالي النيل مازالت تضخ نحو 200 الف برميل يوميا. وعلى صعيد منفصل قالت مصادر مطلعة على مناقشات امريكية إن واشنطن تبحث فرض عقوبات مستهدفة على جنوب السودان لفشل زعمائه في إنهاء الازمة. وتركز هذه العقوبات على الافراد والكيانات او القطاعات في البلاد. وقال مصدر طلب عدم نشر اسمه لرويترز "انها اداة جرت مناقشتها". ويظهر احتمال فرض عقوبات على دولة ساعدت واشنطن في إنشائها عام 2011 مدى غضب إدارة الرئيس الامريكي باراك اوباما من كير والفصيل المتمرد الذي يقوده مشار. وزادت واشنطن الضغط يوم الخميس ايضا من اجل التوصل لاتفاق قائلة إن جنوب السودان يجازف بخسارة مساعدات امريكية بمئات الملايين من الدولارات اذا لم يوقف الجانبان العنف. وهذا هو أسوأ قتال يشهده جنوب السودان منذ استقلاله عن السودان عام 2011. وتهدد الاضطرابات بزعزعة استقرار شرق افريقيا الهش. وحث الامين العام للامم المتحدة بان جي مون رئيس جنوب السودان على الافراج عن جميع المعتقلين السياسيين ودعا الجانبين الى "التفاوض بجدية." وفي وقت سابق يوم الجمعة اتهمت بعثة الاممالمتحدة في جنوب السودان قوات المتمردين والحكومة بعرقلة المساعدات. وقالت البعثة ان المتمردين سرقوا مخازن واستولوا على سيارات تابعة لوكالة اغاثة ونهبوا ممتلكات في بانتيو وفي بلدة بور. وأضافت أن السلطات الحكومية اعاقت رحلات جوية للامم المتحدة لنقل امدادات لقوات حفظ السلام والعيادات ومنعت بعض دوريات قوات حفظ السلام. وقالت رئيسة البعثة هيلدا جونسون في بيان "هذه انتهاكات واضحة للاتفاق المنظم لوجود الاممالمتحدة في جنوب السودان ويمنع بعثة الاممالمتحدة في جنوب السودان من تنفيذ تكليفها." وتقاتل قوات كير لاستعادة السيطرة على بور عاصمة ولاية جونقلي المضطربة. وفي الاجتماعات في اثيوبيا يختلف الجانبان على شروط وقف اطلاق النار. وكان من المتوقع أن يقدما اليوم الجمعة توصياتهما بشأن مقترح لوقف اطلاق النار صاغه وسطاء. وكانت البنوك والاسواق مفتوحة كالمعتاد في العاصمة جوبا لكن اسعار الغذاء قفزت كما ان هناك نقصا في الوقود وتراجع جنيه جنوب السودان في السوق السوداء. وفي الوقت الذي نفت فيه اوغندا علنا تنفيذها غارات جوية قال مصدران بالجيش الاوغندي مطلعان على العمليات انهما يعلمان بهجمات جوية واضافا أن هناك ما بين 1500 و1800 جندي اوغندي داخل جنوب السودان. وقال ضابط اوغندي لرويترز "في بور يدعم اولادنا الجيش الشعبي لتحرير السودان في أحدث مساعيه لاستعادتها." واضاف "امس (الخميس) نفذت طائراتنا من طراز ميج غارتي قصف هناك." وكان الرئيس الاوغندي يوويري موسيفيني الذي صرح بأن دول شرق افريقيا ستضطر ان "تهزم" مشار اذا رفض وقف اطلاق النار قد تعرض لانتقادات في الداخل لنشره قوات في دولة اخرى دون الحصول على اذن من البرلمان.