اكد الائتلاف السوري المعارض الثلاثاء رفضه مشاركة الرئيس بشار الاسد في الحكم الانتقالي الذي يفترض ان ينتهي اليه مؤتمر جنيف-2 المحدد في الشهر الاول من العام المقبل، في وقت اكدت فرنسا ان الهدف من المؤتمر التوصل الى حل "يستبعد بشار الاسد والارهابيين". على الارض، استمر سقوط قذائف الهاون على دمشق حاصدا مزيدا من القتلى، فيما المعارك محتدمة في ريف العاصمة، في وقت اعلنت جبهة النصرة اعدام خمسة عناصر من قوات النظام او المتعاملين معه. واكد بيان صادر عن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية التزام الائتلاف "المطلق بأن هيئة الحكم الانتقالية لا يمكن أن يشارك فيها بشار الأسد أو أي من المجرمين المسؤولين عن قتل الشعب السوري، كما لا يمكن لهم القيام بأي دور في مستقبل سورية السياسي". الا ان الائتلاف اكد انه "ينظر بكل ايجابية" الى "تحديد موعد انعقاد مؤتمر جنيف2 (...) الذي سيكون موضوعه الأساس تطبيق بنود بيان جنيف1 كاملة، بدءا بالوصول الى اتفاق حول تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، بما فيها الصلاحيات التنفيذية على الجيش والشرطة والأمن وأجهزة المخابرات في سورية". ودعا الائتلاف المجتمع الدولي الى التحضير للمؤتمر عبر تامين وصول الاغاثة الى كل المناطق السورية واطلاق المعتقلين، "لإثبات جديته في تهيئة الأجواء الإنسانية المناسبة (...) قبل انعقاد المؤتمر". ووافق النظام السوري على المشاركة في مؤتمر جنيف-2 "من دون شروط مسبقة" بحسب الاعلان الرسمي. ووافقت المعارضة السورية على المشاركة على ان يؤدي المؤتمر الى مرحلة انتقالية لا يكون فيها دور للاسد. ويؤكد الائتلاف ان هذا ليس شرطا، بل انه يتطابق مع "مقررات الشرعية الدولية" وبينها جنيف1 الذي انعقد في حزيران/يونيو 2012 وضم الدول الخمس الكبرى في مجلس الامن والمانيا ودولا عربية، واتفق خلاله على تشكيل حكومة انتقالية مؤلفة من ممثلين عن النظام وعن المعارضة من دون ذكر مصير الاسد. كما تبنى القرار الدولي رقم 2118 الذي نص على تفكيك الترسانة الكيميائية السورية بيان جنيف-1، ودعا الى مؤتمر دولي لوضعه موضع التنفيذ. في هذا الوقت، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الثلاثاء ان هدف المؤتمر "عدم اجراء مباحثات عابرة حول سوريا، وانما موافقة متبادلة بين ممثلي النظام (...) والمعارضة المعتدلة للوصول الى تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات". واضاف "انه امر صعب جدا لكنه الحل الوحيد الذي يؤدي الى استبعاد بشار الاسد والارهابيين"، في اشارة الى التنظيمات الاسلامية المتطرفة والجهادية التي تقلق الغرب الداعم للمعارضة السورية اجمالا. وتابع فابيوس ان "الاميركيين الان يدعمون هذا الموقف". واشار الى ان الاسد لن يحضر شخصيا المؤتمر، بل سيشارك فيه ممثلون عنه. واعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين ان مؤتمر جنيف2 سينعقد في 22 كانون الثاني/يناير، مضيفا "اخيرا، وللمرة الاولى، ستلتقي الحكومة السورية والمعارضة على طاولة المفاوضات وليس في ميدان المعركة". الا ان محللين يرون انه سيكون من الصعب الالتزام بالموعد المحدد، ويستبعدون وقفا سريعا للنزاع المستمر منذ حوالى 32 شهرا وقد اوقع اكثر من 120 الف قتيل. ميدانيا، قتل اربعة اشخاص الثلاثاء في سقوط قذائف هاون على بعض احياء دمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في قيادة شرطة دمشق اتهامه "ارهابيين" باطلاق القذائف. وتصاعدت خلال الاسبوعين الاخيرين وتيرة سقوط قذائف هاون على احياء عدة في العاصمة، مصدرها في معظم الاحيان مواقع مقاتلين معارضين قرب دمشق. في ريف دمشق، افاد المرصد عن غارات نفذها الطيران الحربي السوري على مناطق في القلمون شمال دمشق، مشيرا الى مقتل اربعة اشخاص على الاقل، والى ان الغارات تركزت على بلدة النبك التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. كما اشار الى استمرار "الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات حزب الله اللبناني ومقاتلي لواء ابو الفضل العباس الذي يضم مقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات سورية واجنبية من جهة ومقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وعدة كتائب مقاتلة من جهة اخرى في محيط اللواء 22 (قرب دوما) في الغوطة الشرقية". ويحاول مقاتلو المعارضة السورية وقف التقدم الذي احرزته القوات النظامية خلال الاسابيع الماضية في ريف دمشق، لا سيما في القلمون وجنوب العاصمة، عبر هجمات مضادة. وتمكنوا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، "من السيطرة على عدد من البلدات الصغيرة والحواجز" بين السبت والاثنين في الغوطة الشرقية. على صعيد آخر، اعلنت جبهة النصرة اعدام خمسة شبان، هم عسكريان وثلاثة "متعاونين" مع النظام السوري في الغوطة الشرقية، بحسب ما جاء في بيان نشر على مواقع جهادية على الانترنت. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان الدولة الاسلامية في العراق والشام قتلت قائد كتيبة مقاتلة في محافظة حلب (شمال) بعد اتهامه بالكفر. في مسلسل خطف الصحافيين الاجانب في سوريا، ذكرت وزارة الخارجية السويدية انها تلقت انباء تفيد بخطف صحافيين سويديين اثنين في سوريا، من دون ان تحدد الجهة او المنطقة التي قتلا فيها. وذكرت صحف سويدية ان المخطوفين هما المصور المستقل نيكلاس هامارستروم والصحافي المستقل ماغنوس فالكيهيد المقيم في باريس.