في مقدمة الشؤون الشرق أوسطية في صحف الاثنين الحديث عن ضرورة العمل على منح سوريا فرصة لإحلال السلام في مؤتمر جنيف 2، والمفارقة الديمقراطية في قطر التي تطالب بتحقيق مطالب المعارضة السورية برحيل الاسد بينما تسجن شاعراً قطرياً لأنه أساء لحاكم البلاد. ونطالع في صحيفة الغارديان مقالاً لريم علف بعنوان امنحوا سوريا السلام، لا عملية سلام . وقالت علف عوضاً عن العمل لإنهاء الصراع الدائر في سوريا، فإن مؤتمر جنيف يبدو وكأنه حيلة أمريكية لبدء محادثات لا نهاية لها . وأضافت علف في مقالها أن مجموعة من وزراء خارجية بعض الدول أعلنت الأسبوع الماضي ، إن الرئيس السوري بشار الأسد لن يكون له اي دور في سوريا عند إنتخاب حكومة انتقالية قادرة على المضي قدماً بمستقبل البلاد . ورأت علف أنه نظراً لعدم الإيفاء بالوعود السابقة التي قطعت للسوريين المعارضيين لنظام بشار الأسد، فإنهم لا يبنون آمالاً كبيرة على مؤتمر جنيف 2 . وأضافت كاتبة المقال عوضاً عن المطالبة بحظر إطلاق للنار غير المشروط بين المعارضة والقوات الحكومية السورية ورفع الحصار عن المناطق السكنية وتأمين خطوط إمدادات لوكالات الإغاثة الدولية، فإن أصدقاء سوريا يطالبون الأسد باتخاذ تدابير لبناء الثقة قبل البدء بالمحادثات الرسمية بينهما . وأشارت علف إلى أنه بعد المجزرة التي خلفها النظام السوري باستخدامه الأسلحة الكيماوية وبعد تجاوز الأسد الخطوط الحمراء التي وضعها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، فإن واشنطن حريصة على عدم التورط المباشر بالوضع الدائر في سوريا . وأوضحت أن أمريكا تأمل في جعل المحادثات الدباوماسية بين أطراف الصراع الدائر في سوريا على المستوى الدولي وجعلهم يشاركون في جولات لا حصر لها من المحادثات بينهم . وختمت علف بالقول إن التوصل إلى اتفاقية شبية باتفاقية أوسلو قد تناسب الأسد جداً ، إلا أن طموحه يتطلع إلى التوصل إلى إتفاق شبيهة باتفاق الطائف الذي عمل على إنهاء الحرب الأهلية اللبنانية ، مضيفة أن العديد من السوريين يرون أن كل هذه الخيارات كارثية بعد مرور عامين ونصف العام على المعاناة الكارثية وكوسيلة لإغلاق صفحة مؤلمة من التاريخ السوري ثم النهوض وإعادة بناء البلاد من دون هذا النظام القاسي، لذا يرى الكثير من السوريين أنهم يريدون صياغة نسخة خاصة بهم من إتفاق دايتون الذي جلب السلام إلى البوسنة . ونقرأ في صحيفة الاندبندنت مقالاً لمراسها روبرت فيسك تناول فيه المفارقة بين سعي قطر التي تأسيس ديمقراطية تمثيلية في سوريا من خلال دعمها للمعارضة لكنها قضت الاسبوع الماضي بحبس شاعر قطري يدعى محمد العجمي 15 عاماً لانتقادة أمير البلاد والتحريض على الثورة . وكان الشاعر القطري محمد العجمي كتب قصيدة حول الثورات العربية التي أطاحت بحوالي 4 قادة عرب ووصف الشيوخ العرب بأنهم يلعبون على لعبة البلاي ستيشين الاليكترونية . وأعرب محامي العجمي أن موكله لم يقرأ القصيدة إلا مرة واحدة في شقته في القاهرة، مضيفاً إن أمر إطلاق سراحه هو بمكرمة من امير البلاد السيخ تميم بن حمد آل الثاني. وختم فيسك بالقول إن الأسد سجن العديد من الشعراء، ولكن هل ستكون دمشق أكثر ليبرالية تحت أيدي المعارضين الذين يدافعون عن حريتهم من قبل القطريين المحبين للديموقراطية. ونشرت صحيفة الفاينشال تايمز مقالاً لكوينتين بيل بعنوان حول مزاعم تنصت وكالة الأمن القومي الأمريكي على المستشارة الألمانية انغيلا ميركل و أزمة الثقة بينها وبين الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وقال بيل بعد مرور 8 سنوات على اعتلائها منصب المستشارة الألمانية ونحو 14 عاماً على وصولها لمنصب رئيسية حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في المانيا، فإنه لا يمكننا أن نصف ميركل بأنها ساذجة . وأضاف بيل ميركل عكس ذلك بتاتاً، إذ تعد بأنها من أقوى السياسيات وأكثرهن مكراً وكذلك من أحرصهن على مستوى العالم ، مشيراً إلى كونها قضت ال 35 عاماً من حياتها في جمهورية المانيا الشيوعية، فإنها تعرف أكثر من أي شخص آخر ولد وترعرع في أوروبا بأن الجميع يخضع للمراقبة . وأوضح كاتب المقال أن غضب ميركل بدا واضحاً عليها خلال أول ظهور علني لها بعد الكشف عن تقارير زعمت بأن وكالة الأمن القومي الأمريكي تنصتت على هواتفها ، مضيفاً إن ميركل لطالما استخدمت كلمة الثقة لتوصلها لابرام أهم صفقة في العالم ألا وهي استعادة الثقة في الاسواق المالية في إطار سعيها لإنهاء الأزمة المالية العالمية . وأشار إلى أن كلمة الثقة تستحوذ مكاناً ذا أهمية كبرى في قاموس ميركل اللغوي وهي تستخدمها لوصف أهم الأشياء التي تنجزها في حياتها . وختم المقال بالقول أن ميركل قالت خلال كلمتها التي القتها عقب الكشف عن تسريب تقارير تشير إلى تجسس الوكالة الأمريكية على هواتفها بأن الثقة التي كانت موجودة بينها وبين امريكا يجب أن تبنى من جديد ، موضحاً أن التنصت الامريكي على هاتف ميركل يعتبر أمراً محرجاً لها وخيانة للثقة المتبادلة بين البلدين .