طالبت صحيفة "الجارديان" البريطانية بمنح سوريا فرصة لإحلال السلام الحقيقي، بدلا من منح الشعب السوري محادثات سلام بلا نهاية . وأضافت الصحيفة البريطانية – في مقال للرأى أوردته اليوم الاثنين وكتبته ريم علاف من برنامج الشرق الأوسط في المعهد الملكي للشؤون الدولية – أنه بدلا من العمل على إنهاء الصراع الدائر في سوريا، فإن مؤتمر جنيف يبدو كأنه حيلة أمريكية لإجراء محادثات لا نهاية لها. ولفتت إلى أن مجموعة من وزراء خارجية بعض الدول أعلنت الأسبوع الماضي أن الرئيس السوري بشار الأسد لن يكون له أي دور في سوريا عند انتخاب حكومة انتقالية قادرة على المضي قدما بمستقبل البلاد . وتابعت قولها "وبالنظر لعدم الوفاء بالوعود السابقة التي لم يتحقق أي منها حتى الآن، يبدو أن المعارضة السورية لم تعد تثق أو تبنى آمالا كبيرة على مؤتمر جنيف 2". ومضت تقول "إنه بدلا من المطالبة بوقف غير مشروط لإطلاق النار بين المعارضة والقوات الحكومية السورية ورفع حصار القوات النظامية عن المناطق السكنية وتأمين خطوط إمدادات لوكالات الإغاثة الدولية، فإن أصدقاء سوريا يطالبون الأسد باتخاذ "تدابير لبناء الثقة" قبل البدء بالمحادثات الرسمية بينهما". وأشارت الصحيفة إلى أنه عقب المجزرة التي ارتكبها النظام السوري ضد أبناء شعبه باستخدام الأسلحة الكيميائية، وعقب أن تجاوز الأسد الخطوط الحمراء التي وضعها الرئيس الأمريكي باراك أوباما ، يبدو أن واشنطن حريصة على تفادي المواقف المستقبلية التي يمكن أن تؤدي إلى تورطها بشكل مباشر في الأزمة السورية الدامية. ومن هذا المنطلق ، يبدو أن أمريكا تأمل في تدويل الجهود الدبلوماسية وجعل كافة الأطراف الدولية المعنية بالأزمة السورية تشارك في جولات لا حصر لها من المحادثات بينهم ، في حين أن هناك حاجة ماسة إلى بدء العملية الانتقالية؛ ولكن رغبة أوباما بعد التدخل في المزيد من الحروب سيسمح للآخرين بتأجيج الصراع، وجعل العالم أكثر عرضة للخطر. واعتبرت أن التوصل إلى إبرام اتفاقية على غرار اتفاقية "أوسلو" قد يناسب الأسد بشكل جيد، إلا أن طموحه يتطلع إلى التوصل إلى اتفاق شبيه باتفاق "الطائف"، وهى الاتفاقية التي أدت إلى إنهاء الحرب الأهلية اللبنانية. ونوهت الصحيفة بأن العديد من السوريين يرون أن كافة هذه الخيارات كارثية، لاسيما عقب مرور عامين ونصف العام على المعاناة والآلام والخسائر التي تكبدوها والجهد المبذول لإغلاق صفحة مؤلمة من التاريخ السوري ثم النهوض وإعادة بناء البلاد والمضى قدما من دون هذا النظام الوحشي، لذا فالعديد من السوريين يريدون صياغة نسخة خاصة بهم من اتفاق دايتون الذي جلب السلام للبوسنة. واختتمت "الجارديان" مقال الرأى قائلة " إلا أنه مع تفكير الأسد وسعيه إلى اتفاق الطائف، وسعى أوباما وحلفائه إلى أوسلو، لن يكون هناك فرصة لدايتون، كما أنه بدون الضغط الدولي على روسيا لوقف تقديم الأسلحة التقليدية إلى نظام الأسد، لن يكون هناك سوى عملية جنيف بدون التوصل إلى اتفاق حقيقي".