قال الرئيس الاميركي باراك اوباما في ستوكهولم الاربعاء ان على الاسرة الدولية ان تفرض احترام "الخط الاحمر" الذي يحظر استخدام الاسلحة الكيميائية مؤكدا لشركائه انه "لا يمكن لزوم الصمت حيال الهمجية" في سوريا. وخلال مؤتمر صحافي في ستوكهولم عشية قمة العشرين في سان بطرسبورغ حذر اوباما من ان "مصداقية" المجتمع الدولي على المحك بشأن سوريا وانه "لا يمكن ان يبقى صامتا" بعد الهجوم باستخدام اسلحة كيميائية الذي يتهم النظام السوري بشنه الشهر الماضي على مناطق في ريف دمشق. وفي ختام لقاء مع رئيس الوزراء السويدي فريديريك ريفليدت قال اوباما "لقد ناقشت بالطبع العنف الفظيع الذي يعاني منه السوريون على ايدي نظام الاسد، والذي يتضمن اللجوء المرعب الى الاسلحة الكيميائية قبل نحو اسبوعين". واضاف ان "الاخفاق في الرد على هذا الهجوم لن يؤدي سوى الى زيادة خطر وقوع المزيد من الهجمات وكذلك زيادة احتمال استخدام دول اخرى لهذه الاسلحة". وبحسب الاستخبارات الاميركية اوقع الهجوم الكيميائي قرب دمشق قبل اسبوعين 1429 قتيلا بينهم 426 طفلا. واضاف الرئيس الاميركي "رئيس الوزراء وانا متفقان على انه في مواجهة مثل هذه الهمجية لا يمكن للمجتمع الدولي ان يبقى صامتا". وفي اب/اغسطس 2012 حذر اوباما الاسد من استخدام الاسلحة الكيميائية مؤكدا ان ذلك "سيغير المعادلة" في النزاع وسيعني تجاوز "خط احمر". لكن البيت الابيض الذي اقر لاول مرة في حزيران/يونيو بان دمشق شنت هجوما كيميائيا اكتفى بالاعلان عن "مساعدة عسكرية" للمعارضة دون مزيد من التفاصيل. وقال اوباما الذي كان سبق وتكلم في آب/اغسطس 2012 عن خط احمر على النظام السوري الا يتجاوزه عبر استخدام السلاح الكيميائي، ان "العالم اجمع" هو الذي وضع هذه الخطوط عبر اعتماد قرارات تحظر استخدام الاسلحة الكيميائية. وتابع "ليست مصداقيتي هي التي على المحك بل مصداقية المجتمع الدولي ومصداقية الولاياتالمتحدة والكونغرس". وكان طالب السبت الماضي اعضاء الكونغرس بالموافقة على ضربة عسكرية ضد النظام السوري. واكد اوباما انه مقتنع بان الكونغرس سيصوت الى جانب الموافقة على الضربة. وقال "اعتقد بان الكونغرس سيوافق لانه في حال لم يتمكن المجتمع الدولي من فرض التقيد ببعض القواعد فان العالم سيصبح لاحقا مكانا اقل امانا". واقر اوباما بان الراي العام العالمي قد يقارن بين سوريا 2013 والعراق 2003. وقال "ان الذاكرة لا تزال حية حول العراق والاتهامات بوجود اسلحة دامار شامل والناس قلقون ازءا مدى صحة المعلومة" حول استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا. واضاف "لقد عارضت الحرب في العراق. ولا اريد تكرار أخطائنا ببناء قراراتنا على معلومات استخباراتية خاطئة". وسئل الرئيس الاميركي عن الخلافات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي سيستقبل قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبورغ الخميس والجمعة بحضور اوباما. وقال اوباما "هل لا ازال آمل بان بوتين سيغير رايه حول بعض هذه الامور؟. نعم لا يزال لدي امل. وساواصل الكلام معه لانني اعتقد ان عملا دوليا سيكون اكثر فعالية" في حال تعاون موسكو. وتابع "آمل دائما في ان نتمكن في النهاية من وقف القتل بسرعة اكبر اذا ما تبنت روسيا موقفا مختلفا تجاه هذه المسائل". وبدوره قال رئيس الوزراء السويدي ان بلاده "تدين باقوى العبارات استخدام اسلحة كيميائية في سوريا". واضاف ان ذلك يعتبر "انتهاكا واضحا للقانون الدولي. ويجب محاسبة المسؤولين عنه". وخلال قمة مجموعة العشرين يلتقي اوباما على انفراد نظيريه الفرنسي فرنسوا هولاند والصيني شي جينبينغ ورئيس الوزراء الياباني شينزو ابي بحسب مسؤول في البيت الابيض. وفي حال حصول لقاء مع بوتين فسيجري بصورة غير رسمية "على هامش اعمال القمة بحسب المصدر نفسه. واستبعد البيت الابيض والكرملين لقاء ثنائيا رسميا. وكانت قمة روسية-اميركية في موسكو مقررة قبل قمة مجموعة العشرين الغتها واشنطن بعد ان منحت روسيا اللجوء الموقت لادوارد سنودن المستشار السابق في وكالة الامن القومي وكانت تطالب واشنطن بتسليمه بتهمة التجسس بعد كشفه عن المراقبة الاميركية الالكترونية في العالم. واعتمد بوتين الاربعاء نبرة اكثر مهادنة مؤكدا ان موسكو ستدعم تحركا ضد سوريا اذا قدمت ادلة "مقنعة" تثبت استخدام النظام اسلحة كيميائية في ريف دمشق. واكد ايضا ان تدخلا في سوريا من دون موافقة الامم المتحد سيعتبر "عدوانا". وبدعوة من رئيس الوزراء السويدي سيتناول اوباما العشاء مع الرئيس الفنلندي ورؤساء حكومات النروج والدنمارك وايسلندا. وصباح الخميس يلتقي العائلة المالكة السويدية قبل التوجه الى سان بطرسبورغ.