تحدى الرئيس الأمريكي باراك أوباما، اليوم، الأعضاء المترددين في الكونجرس وطلب منهم الموافقة على خطته لتوجيه ضربة عسكرية لسوريا، قائلا إن عدم الموافقة يعني أنهم يعرضون مصداقيتهم ومكانة أمريكا الدولية للخطر. واغتنم أوباما فرصة زيارته للسويد، لتقديم المبررات لعمل عسكري محدود ضد الرئيس السوري بشار الأسد وشدد على أنه لا يمكن للمجتمع الدولي أن يقف صامتا أمام "همجية" الهجوم الكيماوي الذي وقع في 21 أغسطس والذي ألقي بمسؤوليته على القوات السورية. وقال أوباما في مؤتمر صحفي في ستوكهولم "مصداقيتي ليست معرضة للخطر. مصداقية المجتمع الدولي هي المعرضة للخطر". وأضاف "مصداقية مريكا والكونجرس معرضة للخطر لأننا نتحدث كثيرا عن أهمية الأعراف الدولية" المتعلقة بحظر استخدام الأسلحة الكيماوية. وقبل يوم من سفره إلى سان بطرسبرج لحضوره قمة مجموعة العشرين التي يستضيفها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال أوباما إنه لا يزال يأمل في أن الرئيس الروسي سيتراجع عن تأييده للأسد. لكنه لم يصل إلى حد القول إن لديه توقعات كبيرة في تغير حقيقي. وجاءت تصريحات أوباما بعد أن لمح بوتين إلى إمكانية التوصل إلى تفاهم دولي بشأن سوريا، اليوم، برفضه أن يستبعد تماما مساندة روسيا لعمل عسكري في الوقت الذي يستعد فيه لاستضافة قمة تضم زعماء العالم. وفي الوقت نفسه قال بوتين إن أي ضربة لسوريا ستفتقر للشرعية بدون دعم الأممالمتحدة. وأقدم أوباما على مقامرة سياسية كبيرة بتأجيله التحرك العسكري ضد سوريا، وسعى بدلا من ذلك إلى إقناع الكونجرس الأمريكي المنقسم بالموافقة على توجيه ضربة لأهداف حكومية سورية. ويقول مساعدون إن أوباما سيظل رغم سفره في قلب النقاش الدائر في الكونجرس، حيث يواصل فريقه للأمن القومي حملة مكثفة لتهدئة مخاوف المشرعين الرافضين للتدخل والأمريكيين الذين سئموا الحرب. وفي حين أبدى أوباما ثفته في تأييد الكونجرس لخطته زاد من ضغوطه من أجل تحرك سريع، قائلا إن عدم التحرك قد يشجع الأسد على شن المزيد من الهجمات. وقال "الأمر يتعلق بمدى مصداقية الكونجرس عندما يوافق على معاهدة تقضي بحظر استخدام الأسلحة الكيماوية". وأحجم أوباما عن القول إنه سيمضي قدما في توجيه ضربة عسكرية لسوريا حتى لو رفض الكونجرس ذلك. لكنه قال إن القانون لا يلزمه بعرض الأمر على الكونجرس، مشيرا إلى أنه يحتفظ بحقه في التحرك لحماية الأمن القومي الأمريكي. وعن لقائه مع بوتين في قمة العشرين، قال أوباما للصحفيين متسائلا "هل ما زلت متمسكا بالأمل في أن يغير بوتين موقفه من بعض هذه القضايا.. أنا متفائل دائما وسأظل على تواصل معه". وتتصدر المشكلة السورية قائمة الخلافات التي دفعت العلاقات الأمريكية الروسية إلى أدنى مستوى لها منذ انتهاء الحرب الباردة. وتتيح الجولة الخارجية لأوباما التي تستمر ثلاثة أيام فرصة للضغط على زعماء العالم لكسب تأييدهم وربما لدعم ائتلاف دولي هش ضد سوريا.