خرجت والدة رجل اعمال بريطاني قتل في الصين في حادثة سرعت سقوط القيادي السياسي بو تشيلاي، عن صمتها للمطالبة السلطات الصينية بتعويضات. وفي تصريح نشرته الاثنين صحيفة وول ستريت جرنال قالت آن هيوود ان مقتل ابنها يترك ابنين بدون موارد مالية. واعربت عن "خيبة املها" لان السلطات الصينية لم تجر اتصالات متواصلة مع عائلة نيل هيوود بعد مقتله في تشرين الثاني/نوفمبر 2011 في مدينة شونغكينغ، الكبيرة وسط الصين. وردا على سؤال لوكالة فرانس برس الاثنين، لم يتسن لوزارة الخارجية الصينية الادلاء بتصريحات. واعتقل بو تشيلاي المسؤول السابق في الحزب الشيوعي والنجم الصاعد على الساحة السياسية الصينية، في ربيع 2012 بعد تورط زوجته غو كايلاي في مقتل نيل هيوود. ووجهت مؤخرا الى بو تشيلاي تهم فساد واستغلال النفوذ بينما ادينت غو كايلاي في اب/اغسطس 2012 بقتل هيوود رجل الاعمال الذي وصف بانه قريب من الزوجين منذ التسعينيات لكن تدهورت علاقاته كثيرا مع غو اثر خلافات مالية. وتفيد وثائق شرعية استلمتها محكمة تجارة فرنسية وحصلت فرانس برس عليها، ان نيل هيوود كان بين 2007 وحزيران/يونيو 2011 مسؤولا عن ادارة شركة مقرها في منزل فخم في كان (جنوبفرنسا). وقد خلف نيل هيوود مقرب آخر من بو تشيلاي المهندس الفرنسي باتريك دفيلييه في مهمة ادارة الشركة التي أسست في 2001 حسب الوثائق التي حصلت عليها فرانس برس. وافادت معلومات نشرتها نيويورك تايمز ان فيلا كان التي تم شراؤها في 2001 بواسطة تلك الشركة قد تستعمل خلال محاكمة بو تشيلاي كدليل على رشاوى كبيرة تلقاها القيادي السابق. وصرحت والدة هيوود لصحيفة وول ستريت جرنال ان "الظروف تجبرني على الخروج عن الصمت (...) فوجئت وخابت آمالي رغم اتصالات متكتمة لدى السلطات الصينية لم تسفر عن اي نتيجة جوهرية ملموسة من جانبهم". واضافت "آمل ان يتحرك قادة هذا البلد الكبير الذي كان نيل يحبه ويحترمه وان يظهروا تعاطفا بمنح تعويضات على انعكاسات هذه الجريمة الفظيعة وايجاد حل لعائلتي من هذا الكابوس المستمر". من جهته قال السفير البريطاني في الصين الاثنين لفرانس برس انه "نقل للسلطات الصينية قلق الاسرة بشأن التعويضات وذلك مرارا منذ بدء المحاكمة". وبحسب القانون الصيني يمكن لاقارب شخص توفي جراء تصرفات هيئة حكومية او موظفيها "اضرت بالمصالح المشروعة للضحية" مطالبة الحكومة بتعويضات. وقيمة التعويضات توازي عندها عشرين مرة متوسط الراتب السنوي المسجل في الصين خلال العام السابق (اي مبلغ اقصاه 90660 يورو استنادا الى الارقام الرسمية في 2010) تضاف اليها مبالغ اضافية لضمان مستقبل الافراد الذين كانوا في عهدة الضحية. لكن هذا المبدأ ينطبق فقط عندما تكون هئيات حكومية متورطة اثناء ممارستها سلطاتها، وهذا الامر لا ينطبق في عملية اغتيال نيل هيوود. ويجوز لاسر ضحايا عمليات اغتيال المطالبة بتعويضات من المذنب في اطار محاكمة جنائية او دعوى مدنية. وقد ساهم في تسريع السقوط المثير لبو تشيلاي، مساعده قائد شرطة المدينة سابقا وانغ ليجون. وبعد سقوطه حاول وانغ في شباط/فبراير 2012 طلب اللجوء السياسي في القنصلية الاميركية في شينغدو، المدينة الكبيرة المجاورة في جنوب غرب الصين.وقد كشف في القنصلية عن جريمة قتل رجل الاعمال البريطاني التي حكم فيها على غو كايلاي زوجة بو تشيلاي.