هيمنت الازمة في سوريا على القمة السنوية لمجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى التي بدأت أعمالها في ايرلندا الشمالية الاثنين وسط تزايد ضغوط القادة الغربيين على روسيا بسبب دعمها لنظام الرئيس السوري بشار الاسد. ويستضيف كاميرون كلا من اوباما وبوتين وهولاند وهاربر والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل ورئيس الوزراء الياباني شينزو ابي ورئيس الوزراء الايطالي انريكو ليتا. واثر لقاء ثنائي مع الرئيس الاميركي باراك اوباما، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان الولاياتالمتحدةوروسيا لم تتخليا عن فكرة عقد مؤتمر جنيف للسلام حول سوريا، بعد ان بدا وأنه بدأ يختفي تدريجيا عن قائمة الاولويات. وقال بوتين على هامش القمة المنعقدة في لوخ ايرن في ايرلندا الشمالية حتى الثلاثاء، "بالطبع آراؤنا تختلف، ولكننا جميعنا عازمون على انهاء اعمال العنف في سوريا". واضاف "اتفقنا على تشجيع مختلف الاطراف على المجىء الى طاولة المفاوضات". واقر اوباما ان لديهما "رؤيتين مختلفتين" ولكنهما متفقان على ضرورة خفض العنف في سوريا. وتسعى واشنطنوموسكو منذ فترة الى دفع النظام السوري والمعارضة الى اجراء محادثات سلام في جنيف، الا ان هذه الجهود لم تثمر حتى الان. وخلال لقائهما وهو الاول منذ عام والذي استمر حوالى ساعة، اتفق اوباما وبوتين على عقد قمة ثنائية بين روسياوالولاياتالمتحدة يومي الثالث والرابع من ايلول/سبتمبر في موسكو. وجاء في بيان مشترك "من اجل تعزيز الطابع البناء لعلاقاتنا، نود ابقاء الاتصالات مستمرة على اعلى مستوى وتنظيم قمة بين الولاياتالمتحدةوروسيا يومي الثالث والرابع من ايلول/سبتمبر من اجل بحث تفاصيل مجمل المسائل الثنائية والدولية". وسوف تعقد هذه القمة قبل قمة مجموعة العشرين المقررة يومي الخامس والسادس من ايلول/سبتمبر في سانت بطرسبرغ في روسيا. ورفضت روسيا التقارير التي اشارت الى ان الولاياتالمتحدة تعد لفرض منطقة حظر جوي فوق سوريا. ومنذ أن اعلنت واشنطن عزمها تقديم المساعدات العسكرية لمسلحي المعارضة السورية بعد ان قالت ان النظام السوري استخدم اسلحة كيميائية، اصبح بوتين واوباما الان يقدمان الدعم العسكري لطرفي النزاع في سوريا. واعلن مسؤول اميركي الاثنين ان واشنطن ستقدم 300 مليون دولار اضافية الى اللاجئين السوريين داخل وخارج سوريا لترتفع المساعدات الاميركية للاجئين الى اكثر من 800 مليون دولار. وتشمل المساعدات الطعام والماء والخيام. وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يرغب في ان تركز القمة على جهود القضاء على الملاذات الضريبية واجبار الشركات المتعددة الجنسيات على ان تكون اكثر شفافية، الا ان النزاع الدموي في سوريا يهدد بأن يخيم على كل المواضيع الاخرى. وقال رئيس الوزراء البريطاني ان اولويته في الجلسة المخصصة لسوريا هي ضمان عقد مؤتمر سلام حول النزاع في وقت لاحق من هذا العام في جنيف. واضاف في سلسلة مقابلات تلفزيونية "ما يتعين علينا فعله هو عقد مؤتمر السلام هذا واجراء الانتقال حتى يتمكن الناس في سوريا من الحصول على حكومة تمثلهم بدلا من حكومة تحاول ذبحهم". وانتقد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاثنين تسليم روسيا اسلحة لنظام دمشق معتبرا انه يجب "الا نأمل كثيرا" في احراز تقدما في الملف السوري خلال قمة مجموعة الثماني. وقال هولاند لصحافيين لدى وصوله الى ايرلندا الشمالية "كيف يمكننا ان نقبل بان تستمر روسيا في تسليم نظام بشار الاسد اسلحة في حين لا تتلقى المعارضة سوى كميات محدودة من الاسلحة وهي تتعرض اليوم للقتل؟" الا ان الكابة التي تسببت بها الازمة السورية انقشعت لفترة وجيزة عند الاعلان عن بدء المفاوضات حول اتفاق التجارة بين جانبي الاطلسي. وقال كاميرون قبل ان يكشف اوباما عن ان الجولة الاولى من المفاوضات ستجري في واشنطن الشهر المقبل "هذه جائزة تحصل مرة واحدة كل عام، ونحن مصممون على كسبها". واتفقت دول الاتحاد الاوروبي على البدء في المحادثات بعد مناقشات جرت في وقت متاخر من ليل الجمعة في لوكسمبرغ لاقناع فرنسا بان الاتفاق لا يهدد صناعاتها التقليدية التي تعتز بها. وقال مسؤولون ان قيمة الاتفاق يمكن ان تعود على الاقتصاد الاميركي والاوروبي بأكثر من 200 مليار يورو (265 مليار دولار) سنويا. وهبطت طائرة الرئيس اوباما صباحا في بلفاست وتوجه الى مركز مؤتمرات محلي لكي يتحدث امام حوالى الفي شخص معظمهم من الشباب حول عملية السلام في ايرلندا الشمالية. وجرى نشر الالاف من رجال الشرطة الاضافيين لحماية القمة في اكبر عملية امنية في تاريخ ايرلندا الشمالية المضطربة. وواجه كاميرون اسئلة محرجة حول وثائق نشرها الجاسوس الاميركي السابق ادوارد سنودن اظهرت ان بريطانيا تجسست على وفد اجانب في اجتماعات مجموعة العشرين التي جرت في لندن في 2009. ومن بين المستهدفين في عمليات التجسس مسؤولون اتراك ومن جنوب افريقيا، طبقا لصحيفة الغارديان البريطانية. واستدعت تركيا القائم بالاعمال البريطاني لتقديم توضيحات حول المزاعم التي تقول ان لندن تجسست على وزير المالية التركي محمت شيشميك. وردا على سؤال حول ما اذا كان بامكانه ان يعد بعدم تعرض ضيوفه الى عملية مماثلة اثناء اجتماعهم في لوخ ايرن، قال كاميرون "نحن لا نعلق ابدا على القضايا الامنية والاستخباراتية، ولكن اكون اول من يبدأ ذلك".