بدأت النمسا في سحب عناصر كتيبتها المشاركة في قوة الأممالمتحدة لفض الاشتباك في الجولان، وكانت وزارة الدفاع النمساوية قد أكدت أن الدفعة الأولى من جنودها ستصل فيينا مساء اليوم الأربعاء. عبرت مجموعة أولى من عشرين جنديا نمساويا من قوة الأممالمتحدة معبر القنيطرة إلى الجانب الإسرائيلي من الجولان المحتل عملا بقرار فيينا سحب كتيبتها العاملة في إطار قوة الأممالمتحدة لمراقبة فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل، على ما افاد مراسل وكالة فرانس برس. وعبر الجنود الذين وصلوا في سيارات جيب تواكبهم آليات مدرعة عند الصباح نقاط التفتيش السورية ثم الإسرائيلية، بعدما قررت النمسا سحب عناصرها ال378 من القوة. وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع النمساوية اندرياس شتروبل قال أمس الثلاثاء لوكالة لرويترز 'إن الدفعة الأولى التي تضم ما بين 60 و80 جنديا ستصل إلى فيينا مساء الأربعاء وإن الانسحاب بدأ بالفعل في الموقع'. وأعلنت النمسا في السادس من حزيران/يونيو عزمها سحب كتيبتها من هضبة الجولان بسبب تصاعد النزاع في سوريا وتزايد أعمال العنف في الجولان. وقال وزير الدفاع النمساوي جيرالد كلوغ إن سحب الكتيبة سيستغرق 'ما بين أسبوعين وأربعة أسابيع'. وفي ختام اجتماع لمجلس الأمن القومي مساء الاثنين في فيينا اكد وزير الخارجية مايكل سبيندليغر قرار النمسا. وقال في حديث إلى الإذاعة النمساوية الرسمية 'لقد اتخذنا هذا القرار داخل الحكومة وسنطبقه' مستبعدا أي تراجع عنه خصوصا بعد الانتقادات الإسرائيلية. وكان السفير الأميركي في فيينا ويليام ايكو قد أعرب عن أسفه لهذا القرار. وقال 'كان على النمسا أن تجري نقاشا أوسع داخل الأممالمتحدة حول تزويد جنود القوة الدولية بسلاح أقوى وتجهيزات أفضل'. ودعا فيينا إلى 'إعادة النظر' في قرارها. من جهته افاد مسؤول كبير في الحكومة الإسرائيلية طلب عدم كشف هويته لوكالة فرانس برس الثلاثاء أن 'غالبية الجنود النمساويين سيبقون في المنطقة إلى أن تجد الأممالمتحدة بلدا يوافق على إرسال قوات تحل محل العسكريين النمساويين'. وأضاف أن 'مفاوضات تجري بين الأممالمتحدة وعدد من البلدان وأن العملية برمتها يفترض أن تتم خلال أربعة إلى ستة أسابيع حين يصبح من الممكن نشر القوة الجديدة ميدانيا'. وينتشر الجنود النمساويون في هضبة الجولان منذ تشكيل هذه القوة في عام 1974 في اكبر انتشار لجنود نمساويين في الخارج. واعلنت الاممالمتحدة في السابع من حزيران/يونيو أنها تدرس إمكانية تعديل تفويض قوة فض الاشتباك من خلال زيادة عدد جنودها إلى السقف المسموح به وقدره 1250 عنصرا كعديد إجمالي. ويذكر أن إسرائيل في حالة حرب مع سوريا وهي تحتل منذ 1967 حوالى 1200 كلم مربع من هضبة الجولان التي ضمتها، لكن المجموعة الدولية لم تعترف بهذا القرار، وما زال حوالى 510 كلم مربع تحت السيطرة السورية. ي ب/ ح ز (ا ف ب، رويترز)