اوقع هجوم انتحاري بسيارة مفخخة ما لا يقل عن 14 قتيلا و38 جريحا الثلاثاء امام المحكمة العليا في العاصمة الافغانية كابول كما اعلنت وزارة الداخلية لوكالة فرانس برس. وقال محمد زاهر رئيس جهاز التحقيقات الجنائية في الوزارة ان الانتحاري فجر سيارته بحافلة كان بداخلها عدد من موظفي المحكمة لدى خروجهم من مكاتبهم. واضاف زاهر في مكان الهجوم حيث تناثرت قطع حطام سيارات وزجاج نوافذ الحافلة "لدينا 14 قتيلا و38 جريحا. ومعظم الضحايا هم من موظفي المحكمة. وجميع الضحايا هم من المدنيين وبينهم نساء واطفال". وتشهد كابول بشكل منتظم هجمات انتحارية غالبا ما ينفذها متمردو طالبان الذين يقاتلون منذ اكثر من عشر سنوات ضد حكومة كابول وقوات حلف شمال الاطلسي المتحالفة معها. ويأتي الهجوم على المحكمة العليا، احدى مراكز سلطة حكومة كابول غداة هجوم اخر في العاصمة الافغانية نفذته فجر الاثنين مجموعة من سبعة متمردين طالبان في حي المطار المدني والعسكري. وقد لجأ المهاجمون الى مبنى بدأوا اطلاق النار منه قبل ان يقتلوا بنيران قوات الامن المحلية المدعومة من الحلف الاطلسي بحسب الشرطة التي لم تشر الى وقوع ضحايا اخرين. واعلنت حركة طالبان على الفور مسؤوليتها عن هجوم المطار مؤكدة ان مقاتليها قتلوا عددا كبيرا من جنود الجيش الافغاني والاطلسي. ويتوزع عناصر طالبان بشكل كبير في الولايات المحيطة بكابول وليس بوسعهم الاستيلاء عسكريا على العاصمة لكنهم يريدون ان يظهروا من وراء هذه الهجمات الرمزية انهم يستطيعون الضرب في اي مكان وشل النشاط فيه بصورة موقتة. ويعود الهجوم الاخير في كابول قبل هجوم الاثنين في المطار الى 24 ايار/مايو. وقد تسبب بمواجهات مسلحة خلال سبع ساعات في وسط العاصمة. وقتل فيه سبعة اشخاص بينهم المهاجمون الاربعة. وكان هؤلاء تحصنوا في مبنى المنظمة الدولية للهجرة في حي مركزي في كابول يضم مقار منظمات دولية. وتعتبر قدرة القوات الافغانية على شل هجمات المتمردين امرا اساسيا لاستقرار الحكومة الافغانية لا سيما بعد نهاية العام 2014 الموعد المقرر لانسحاب القسم الاكبر من جنود الحلف الاطلسي المقدر عددهم بنحو مئة الف والذين يساندون السلطات الضعيفة. وقام التحالف الدولي بتدريب قوات الشرطة والجيش الافغانيين لكن كثيرين يشككون بقدرتها على فرض السلام على المدى الطويل وبدون الغربيين في بلد دمرته الحروب على مدى اكثر من ثلاثين عاما منها اكثر من اثنتي عشرة سنة بين طالبان الذين طردتهم من الحكم اواخر 2001 قوة دولية بقيادة الولاياتالمتحدة، وحكومة كابول المدعومة من الحلف الاطلسي.