سيطرت قوات النظام السوري وحزب الله الاربعاء على مدينة القصير الاستراتيجية في وسط سوريا بعد اكثر من سنة من الحصار المفروض عليها ومعارك طاحنة منذ اكثر من اسبوعين. وهنأت طهران "الجيش والشعب السوريين" على "الانتصار"، فيما يتزامن سقوط القصير مع اجتماع ثلاثي مقرر الاربعاء في جنيف بين ممثلين عن الولاياتالمتحدة وروسيا والامم المتحدة تمهيدا للمؤتمر الدولي المقترح لايجاد تسوية للازمة السورية المستمرة منذ اكثر من سنتين. واعلن الاعلام الرسمي السوري وتلفزيون "المنار" التابع لحزب الله سقوط المدينة وانسحاب المسلحين منها منذ الصباح الباكر. واكد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون معارضون الخبر. وبسقوط القصير، لم يبق بين ايدي مقاتلي المعارضة في ريف حمص الجنوبي الا قرية البويضة الشرقية الصغيرة التي قالت قناة "المنار" ان المقاتلين المنسحبين من القصير فروا باعداد كبيرة اليها. ويرى خبراء ان سقوط القصير قد يسهل سيطرة قوات النظام على مدينة حمص حيث لا يزال مقاتلو المعارضة موجودين في احياء عديدة. كما يسيطر المعارضون ايضا على مدينتي الرستن وتلبيسة اللتين تعتبران معقلين مهمين لهم في الريف الشمالي لحمص. وتربط حمص بين دمشق والساحل السوري غربا، وتعتبر السيطرة عليها بالكامل امرا مهما للنظام لتامين امتداد جغرافي طويل له يسهل عمليات التنقل والامدادات. واجرت قناة "المنار" مقابلة داخل مدينة القصير مع احد ضباط الجيش السوري قال فيها "نعلن مدينة القصير مدينة آمنة وندعو كافة الاهالي للعودة الى منازلهم". وقال ضابط آخر ان الجيش السوري لم "يتحرك لدخول القصير، الا بعد تأمين ممر آمن للمدنيين للخروج منه"، وتم الدخول بعد التاكد من عدم وجود مدنيين في المدينة. واكد التلفزيون ان "مدينة القصير اصبحت خالية تماما من المسلحين بعد تقدم الجيش في احيائها الشمالية"، وان "المسلحين فروا باعداد كبيرة منها". وكانت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ذكرت ان "قواتنا المسلحة الباسلة اعادت الامن والاستقرار الى كامل مدينة القصير بريف حمص". ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول ان "جيشنا الباسل قام بعمليات خاطفة ونوعية في مدينة القصير اسفرت عن القضاء على اعداد من الارهابيين واستسلام اعداد اخرى واعادة الامن والامان الى المدينة كاملة". واكد المرصد السوري ان "قوات نظامية ومقاتلين من حزب الله اللبناني يسيطرون حاليا على مدينة القصير"، مشيرا الى ان اقتحام المدينة تم "بعد غطاء كثيف من القصف على المدينة منذ ليل امس واستمر الى فجر اليوم". واوضح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان مجموعات من المقاتلين انسحبت باتجاه بلدتي الضبعة والبويضة الشرقية شمال القصير، في حين انسحب بعض المقاتلين في اتجاه بلدة عرسال الحدودية في شرق لبنان، وهي ذات غالبية سنية متعاطفة عموما مع المعارضة السورية. واكدت الهيئة العامة للثورة السورية، احدى ابرز المجموعات الناشطة ميدانيا، على صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك، سقوط المدينة. وجاء على الصفحة "نعم اخواني انها جولة خسرناها، ولكن الحرب سجال. ونحمد الله أن هيأ لأبطالنا أن يؤمنوا خروج المدنيين والجرحى"، مشيرة الى ان المقاتلين واجهوا "الترسانة المرعبة ونقص الإمدادات، وتدخل سافر من حزب إيران اللبناني أمام سمع العالم وبصره". ونشرت تنسيقية القصير على موقع فيسبوك نداء من مشفى البويضة الشرقية اشار الى "حملة بربرية وقصف همجي تنفذه قوات النظام" على القرية، مضيفة ان "مشفى البويضة الميداني يعج بالجرحى الآن وسط شح كبير في المواد الطبية والمعدات والشاش وغيره", ودعا "العالم أجمع ومنظمات الاغاثة وحقوق الانسان" الى تقديم العون. وعرضت قناة "المنار" لقطات مصورة من وسط المدينة، ظهرت فيها دبابات للقوات السورية، اضافة الى ضباط وجنود يجولون في الشوارع التي تعرضت لدمار كبير. وكانت القوات النظامية ومقاتلو حزب الله تمكنوا منذ اليوم الاول من الهجوم في 19 ايار/ مايو من دخول القصير من الجهات الغربية والجنوبية والشرقية، وتركزت بعدها المعارك في الشمال وترافقت مع قصف مدفعي وصاروخي وجوي عنيف من القوات المهاجمة. وهنأت طهران، على لسان نائب وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان "الجيش والشعب السوريين بالانتصار على الارهابيين التكفيريين في مدينة القصير". في واشنطن، اعلنت وزارة الخارجية الاميركية الثلاثاء ان الولاياتالمتحدة تحضر لمؤتمر جنيف-2 لكنها غير متأكدة بعد من موعد حصوله او جدول اعماله او حتى من قائمة المشاركين فيه. وقالت المتحدثة باسم الخارجية جنيفر بساكي ان مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية ويندي شيرمان ونائبته لشؤون الشرق الاوسط اليزابيث جونز غادرا الى جنيف حيث سيعقدان الاربعاء اجتماعا تحضيريا للمؤتمر مع نظيريهما الروسيين والمبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا الاخضر الابراهيمي. في لندن، اعلن متحدث باسم الحكومة البريطانية الاربعاء ان المملكة المتحدة لديها عينات "فيزيولوجية" تؤكد استخدام غاز السارين في سوريا على الارجح من قبل نظام بشار الاسد.