رأت المعارضة السورية ان قرار الاتحاد الاوروبي رفع الحظر على نقل الاسلحة الى سوريا "غير كاف" و"جاء متأخرا جدا" بينما حذرت موسكو من ان هذه الخطوة تضر بمؤتمر السلام الذي يجري الاعداد لعقد الشهر المقبل. وفي الوقت نفسه، قتل ثلاثة جنود لبنانيين ليل الاثنين الثلاثاء في لبنان المجاور لسوريا المهدد بامتداد النزاع اليه. وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اعلن ان وزراء الخارجية الاوروبيين قرروا مساء الاثنين في بروكسل رفع الحظر المفروض على الاسلحة للمقاتلين السوريين المعارضين. لكن هذا القرار لن يغير شيئا في الواقع بالنسبة لمقاتلي المعارضة الذين يواجهون هجوم الجيش السوري في مدينة القصير(وسط)، اذ ان وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسيلبورن اكد ان الدول ال27 "تعهدت بالامتناع عن تصدير السلاح في هذه المرحلة وتطبيق عدد من المعايير القاسية لاحتمال تصدير السلاح في المستقبل". ورأى المتحدث باسم الائتلاف السوري المعارض المجتمع في اسطنبول الثلاثاء ان قرار الاتحاد الاوروبي "غير كاف" وياتي "متاخرا جدا". وقال لوكالة فرانس برس ان القرار "بالتاكيد خطوة ايجابية لكننا نخشى ان يكون غير كاف وجاء متاخرا جدا". من جانبه قال قاسم سعد الدين المتحدث باسم قيادة مجموعة الجيش السوري الحر اهم قوى الائتلاف المعارض "نامل ان يكون قرارا فعليا وليس مجرد كلام"، مؤكدا ان "الشعب السوري خاب امله. كان يعتقد ان الديموقراطيين يهتمون بمن يرغبون في الديموقراطية". وتابع "نحن بحاجة الى اسلحة لحماية المدنيين والشعب السوري. الاسلحة هي احد العوامل لكننا نريد ايضا من الاتحاد الاوروبي ان يتخذ موقفا اكثر جدية واكثر حزما". وعبرت روسيا من جانبها عن اسفها للقرار الاوروبي واعتبر وزير خارجيتها سيرغي لافروف انه "يضر بشكل مباشر" بالجهود القائمة لعقد مؤتمر دولي لحل النزاع السوري. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف ان "هذا الامر يضر مباشرة بافاق عقد مؤتمر دولي" مقرر في حزيران/يونيو بمبادرة روسية-اميركية ويعرف بمؤتمر جنيف 2. ومبادرة عقد مؤتمر دولي جديد تحت اسم "جنيف-2" وتضم خصوصا ممثلي الحكومة السورية والمعارضة اطلقها في مطلع ايار/مايو وزيرا خارجية روسيا سيرغي لافروف والولاياتالمتحدة جون كيري. من جهة اخرى، اكد ريابكوف ان عدم وجود قيادة للمعارضة يشكل "العقبة الاساسية" امام تنظيم مؤتمر دولي. وقال للصحافيين في موسكو ان "الخلافات بين المجموعات التي تقاتل الحكومة، وعدم قدرة شركائنا بمن فيهم الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي على ضمان مستوى تمثيل للقوى المعارضة يملك ما يكفي من السلطة، يشكل العقبة الاساسية اليوم" امام عقد مؤتمر جنيف 2. ووافقت السلطات السورية مبدئيا على المشاركة في المؤتمر، لكن المعارضة السورية المجتمعة منذ الخميس الماضي في اسطنبول تبدو منقسمة جدا ولم تعلن حتى الان موقفا من المشاركة. من جانب آخر، اكد ريابكوف ان الصواريخ ارض جو المتطورة من طراز اس-300 المقرر تسليمها الى سوريا تشكل عامل "استقرار" هدفه ردع اي مخطط لتدخل خارجي في النزاع في هذا البلد. وقال "نعتبر عملية التسليم هذه عامل استقرار ونرى ان اجراءات كهذه تردع الى حد كبير بعض العقول المحتدة من التفكير بسيناريوهات يتخذ فيها النزاع منحى دوليا بمشاركة قوات اجنبية". لكن اسرائيل حذرت من انها "تعرف ما ستفعله" اذا سلمت روسيا انظمة دفاع جوي الى سوريا. وقال وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون ان "الشحن (الاسلحة) لم يتم وآمل الا يتم. لكن اذا وصلت (صواريخ اس-300) الى سوريا، فسنعرف ما علينا ان نفعله". وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان يعالون يلمح بذلك الى غارات جوية جديدة يمكن ان تشنها اسرائيل، كما فعلت مطلع الشهر الجاري قرب دمشق. وقال مسؤولون اسرائيليون ان القصف هدف الى منع عمليات نقل اسلحة الى حزب الله. سياسيا ايضا، قام مسؤول فرنسي كبير بزيارة خاطفة الى طهران لمناقشة "حلول" تهدف الى انهاء النزاع في سوريا، كما ذكرت الثلاثاء مصادر دبلوماسية. وقد التقى مدير افريقيا والشرق الاوسط في وزارة الخارجية الفرنسية جان-فرنسوا جيرو، الاثنين نائب وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان، كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية عباس عراقجي. واضاف "ابدينا صراحة اراءنا حول سوريا والحل الذي يمكن ان يساعد في انهاء الازمة". واوضح "نأمل في ان تتبنى البلدان الاوروبية وفرنسا مقاربة تتسم بمزيد من الواقعية (للوضع) وألا تتورط في الطريق الخطأ". وفي جنيف، سيبحث مجلس حقوق الانسان لدى الاممالمتحدة الاربعاء مشروع قرار يدين "تدخل مقاتلين اجانب" في مدينة القصير الواقعة غرب سوريا والتي تشهد معارك عنيفة. ومشروع القرار هذا الذي تقدمت به الولاياتالمتحدة وتركيا وقطر يستهدف حزب الله الشيعي اللبناني بدون تسميته. وسيبحثه الدبلوماسيون في جنيف الثلاثاء وسيعرض الاربعاء خلال نقاش عاجل لمجلس حقوق الانسان الذي ليس لقراراته اي صفة ملزمة. وفي عمان، قال مسؤول اردني الثلاثاء ان اكثر من 58 الف لاجىء سوري عادوا طواعية الى بلادهم منذ تموز/يوليو الماضي 2012. واخيرا قتل ثلاثة جنود لبنانيين ليل الاثنين الثلاثاء برصاص مسلحين فيما كانوا في سيارة رباعية الدفع عند مدخل عرسال" البلدة المؤيدة للمعارضة السورية شرق لبنان قرب الحدود السورية، بحسب ما افاد مصدر امني وكالة فرانس برس. وشهدت الحدود الشمالية والشرقية للبنان عدة حوادث دامية احيانا منذ بدء الانتفاضة في سوريا في اذار/مارس 2011 وخصوصا في بلدة عرسال السنية التي يعبر منها العديد من اللاجئين السوريين هربا من اعمال العنف في بلادهم وكذلك مقاتلون معارضون لنظام الرئيس بشار الاسد.