موسكو/برلين (رويترز) - يبدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الاحد جولة تشمل المانياوهولندا اكبر شريكين تجاريين لموسكو في اوروبا. وقد يؤدي تزايد القلق الغربي بشأن سجل بوتين في مجال حقوق الانسان والديمقراطية الى استقباله بفتور . وتحتاج الدولتان روسيا من اجل الحصول على الطاقة ولتسويق صادراتهما التي تتراوح بين السيارات الفولكسفاجن وزهور الاقحوان ولكن كلاهما لا تشعر بارتياح ازاء النفوذ الذي يمنحه النفط والغاز لموسكو واسلوب معاملة بوتين للمعارضين والناشطين خلال فترة رئاسته الجديدة. وادت موجة من التفتيش الحكومي على المنظمات الاهلية التي تمول من الخارج في روسيا ومن بينها معهدان بحثيان المانيا الى تحذيرات من برلين وانتقاد من الاتحاد الاوروبي . ومن المرجح ان تؤدي عمليات التفتيش تلك بالاضافة الى انتقاد روسيا لبرنامج الانقاذ المالي لقبرص والذي نسقته المانيا والخلافات المستمرة بشأن الحرب الاهلية في سوريا الى تقويض الرسائل المتفائلة خلال جولة تهدف اساسا لبحث العلاقات التجارية. ومن المقرر ان يحضر بوتين الذي بدأ ثالث فترة رئاسة له مدتها ست سنوات في مايو ايار معرضا تجاريا صناعيا في هانوفر مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل يومي الاحد والاثنين ثم يتوجه بعد ذلك الى امستردامبهولندا. وتحصل المانيا على 30 في المئة من احتياجاتها النفطية و40 في المئة من احتياجاتها من الغاز من روسيا مما يجعلها واحدة من اكبر مشتري الطاقة من شركة جازبروم لتصدير الغاز والتي تسيطر عليها الحكومة اروسية. وتبلغ قيمة الاستثمارات الالمانية في روسيا نحو 30 مليار دولار. ولكن ميركل تواجه ضغوطا لانتقاد بوتين بشأن عمليات مراقبة الجمعيات غير الحكومية وخطوات اخرى يقول معارضو الكرملين انها تهدف الى اسكات المعارضة. ورفض بوتين في مقابلة مع هيئة الاذاعة والتلفزيون الالمانية(ايه ار دي) انتقاد عمليات مراقبة الجمعيات الاهلية وقال انها لن تؤثر على زيارته مرددا رفضه المتكرر للمخاوف الغربية بشأن سياساته الداخلية. واتهم بوتين وهو ضابط سابق في جهاز المخابرات السوفيتية (كيه.جي.بي) كان مركزه في المانياالشرقية حيث نشأت ميركل الدول الغربية باستغلال المنظمات غير الحكومية للتجسس على روسيا والتأثير على السياسة. وقال في المقابلة ان للروس حقا في معرفة من هي المنظمات غير الحكومية التي تمول من الخارج "ولاي غرض." اما هولندا فهي اكبر شريك لروسيا في التجارة المتبادلة بينهما بعد الصين . وتزيد الاستثمارات الهولندية في روسيا مرتين عن الاستثمارات الالمانية ولكن ذلك الى حد كبير لان شركات اجنبية كثيرة تسجل ممتلكاتها في هولندا بسبب قوانين الضرائب المشجعة. وهولندا مهمة لحملة روسيا لزيادة امدادات الغاز وكمصدر للتقنية التي تحتاجها لاستغلال احتياطيات الطاقة التي يصعب استخراجها . وقال الكرملين يوم الخميس ان شركتي جازبروم نفط ورويال دتش شل ستتفقان خلال الزيارة على التنقيب عن النفط في سيبريا . وسيلتقي بوتين مع الملكة بياتريس ومع رئيس الوزراء الهولندي مارك روته الذي قال للصحفيين يوم الجمعة انه يعتزم ان يناقش مع بوتين قضايا من بينها الرقابة على المنظمات الاهلية.