تعقد ايران والقوى الكبرى الجمعة اجتماعا في كازاخستان على امل احراز تقدم في مفاوضاتهما حول البرنامج النووي المثير للجدل بعد المؤشرات الاخيرة "الايجابية" التي تحدثت عنها طهران. وياتي هذا الاجتماع الجديد بعد خمسة اسابيع على جولة المفاوضات السابقة بين ايران ودول مجموعة 5+1 (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي، الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين الى جانب المانيا) في الماتي، كبرى مدن كازاخستان. وكانت المحادثات استؤنفت في نهاية شباط/فبراير بعد ثمانية اشهر على تعليقها. وصرح كبير المفاوضين الايرانيين سعيد جليلي ان طهران تريد ان يتم الاعتراف بحقها في تخصيب اليورانيوم في المفاوضات التي ستجرى غدا الجمعة. وقال جليلي في خطاب في جامعة الماتي قبل بدء المفاوضات "نعتقد انه يمكنهم افتتاح المفاوضات غدا بجملة هي القبول بحق ايران وخصوصا بحقها في التخصيب". واضاف "نأمل الا يكرروا في الماتي التجربة المريرة التي مروا بها خلال 34 عاما من ثورتنا وان يتخذوا القرار الصائب هذا الربيع"، في اشارة الى الثورة الاسلامية التي اطاحت بالشاه في 1979. وهذا الطلب الايراني مرفوض من قبل القوى الكبرى لان الاممالمتحدة تحظر على ايران تخصيب اليورانيوم. واستبعد جليلي اي لقاء على انفراد مع كبيرة المفاوضين الاميركيين ويندي شيرمان، وهي محادثات تسعى واشنطن لاجرائها منذ سنوات. وقال جليلي ان "ما ينتظره شعبنا هو ان تصحح الولاياتالمتحدة سلوكها ليس بالاقوال فقط وغدا في الماتي سيكون هناك اختبار جديد". وتابع ان "الذين يأتون الى المفاوضات يجب ان يأتوا بالمنطق وليس بالتهديدات والقول ان كل الخيارات مطروحة على الطاولة. هذا ليس حسا سليما". وقدمت مجموعة 5+1 في الماتي عرضا جديدا لطهران يطالبها "بتعليق" بدلا من "وقف" انشطة تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% في ايران ويقترح في المقابل تخفيف بعض العقوبات على تجارة الذهب وقطاع البتروكيميائيات التي تضر كثيرا بالاقتصاد الايراني. وتنفي ايران سعيها الى امتلاك قنبلة نووية وتقول ان برنامجها النووي هو لاعراض طبية واخرى تتعلق بالطاقة. واعلن مسؤول اميركي كبير الخميس ان القوى الكبرى تنتظر من ايران "ردا ملموسا وجوهريا" حول برنامجها النووي. وقال هذا المسؤول الاميركي الكبير الذي لم يشأ الكشف عن اسمه "من المستحيل توقع النتائج لكننا سنبقى ملتزمين" في الشأن الايراني. واضاف "نامل في ان تاتي ايران وهي مستعدة لهذا اللقاء وان تعطي ردا ملموسا وجوهريا" على اقتراح القوى الكبرى الهادف الى احراز تقدم في المفاوضات. وكانت ايران وصفت اللقاء السابق بانه شكل "منعطفا" فيما اكدت القوى الكبرى على طابعه "المفيد" معبرة عن املها في ان تدرس طهران عرض المجموعة "بجدية". وعبر وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي في نهاية اذار/مارس عن امله في ان يتواصل "التقدم" الذي تحقق في الماتي خلال المحادثات الجديدة مؤكدا في الوقت نفسه ان "المشكلة لن تحل في يوم واحد". واذا كانت طهران بدت في شباط/فبراير شبه مؤيدة لتعليق تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، الا انها رفضت المطالب الاخرى من الغربيين لا سيما اغلاق موقع فوردو لتخصيب اليورانيوم والذي يعتبر الوحيد في البلاد الذي لا يمكن ضربه عسكريا، او ارسال مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% الى الخارج. وتشتبه الدول الغربية واسرائيل في سعي ايران الى صنع قنبلة نووية تحت غطاء برنامج نووي مدني، لكن ايران تنفي ذلك قطعيا. وفرضت الاممالمتحدة على الجمهورية الاسلامية مجموعة من العقوبات عززها الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة من جانب واحد بحظر مصرفي ونفطي. وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما اعلن في اذار/مارس انه يقدر بان ايران بحاجة الى "ما يزيد بقليل عن عام" للحصول على السلاح النووي ملمحا الى انه لا يزال هناك مجال لايجاد حل دبلوماسي فيما هددت اسرائيل عدة مرات باللجوء الى الخيار العسكري. ويرى محللون انه من غير المرجح احراز تقدم في المحادثات بين طهران والقوى الكبرى قبل الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 14 حزيران/يونيو في ايران والتي لا يمكن للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان يترشح فيها بعدما شغل ولايتين متتاليتين.