بكين (رويترز) - قال دبلوماسي رفيع يوم الخميس إن الصين لم تتعهد قط لجنوب السودان بتقديم ثمانية مليارات دولار في شكل مساعدات للتنمية عندما زار رئيس جنوب السودان سلفا كير بكين في ابريل نيسان لكنه قال إن من الممكن تقديم أكثر من هذا المبلغ بكثير إذا حقق الجنوب السلام الدائم. وكانت حكومة جنوب السودان قد أعلنت هذا الرقم بعد الزيارة وحتى الآن لم تكن بكين قد أكدت أو نفت هذا الأمر. وفي مقابلة مع رويترز بغرفة اجتماعات في وزارة الخارجية الصينية قال تشونغ شيان هوا الممثل الخاص للحكومة الصينية للشؤون الافريقية "إذا كان هناك أي وعد فهو انه بعد أن يحقق جنوب السودان السلام مع السودان حينها يصبح بلدا واعدا ويمكن تعزيز التنمية ثم تصبح الصين مستعدة للعب دور في تنمية جنوب السودان ومساعدتهم. لكن هذه الخطط يجب أن تنتظر تحقيق السلام قبل أن نتحدث في هذا الأمر." وتشونغ ساعد في جهود الوساطة بين السودان وجنوب السودان وهو على دراية جيدة بالبلدين. وأضاف "لا أعتقد أن هذا أمر أقره الجانبان بعد الزيارة. لم يذكر شيء كهذا في التقارير الرسمية الصينية بعد الزيارة.. لم يكن هناك شيء بشأن الثمانية مليارات دولار." وقال تشونغ دون أن يقدم تفاصيل "إنه ليس مستحيلا .. ربما في المستقبل .. وربما لا تكون ثمانية مليارات دولار فقط." وأضاف "تحتاج بالطبع إلى خطة تنمية وخطة كبيرة أيضا. تواجه الكثير من التحديات. ذهبت إلى جوبا مرات كثيرة. إنها تحتاج إلى الكثير .. الى المياه الجارية والكهرباء والاضاءة في الشوارع والجسور." وتأزمت العلاقات بين جنوب السودان والسودان بعد وقت قصير من استقلال الجنوب في عام 2011 بعد حرب أهلية طويلة ودامية بسبب خلافات بشأن عائدات النفط والأراضي. وأوقف جنوب السودان إنتاجه النفطي الذي يقدر بنحو 350 ألف برميل يوميا في يناير كانون الثاني من العام الماضي بعد خلاف مع السودان حول المبلغ الذي يجب ان يدفعه الجنوب لنقل النفط عبر خطوط الأنابيب السودانية إلى البحر الأحمر. وقال جنوب السودان يوم الثلاثاء إنه سيكون مستعدا لاستئناف انتاج النفط في غضون ثلاثة أسابيع بعد التوصل لاتفاق لحل نزاعات حدودية وأمنية مع السودان. وكان على الصين القيام بدور متوازن حساس. فالصين أكبر مستثمر في حقول النفط بجنوب السودان عبر شركة النفط الوطنية الصينية وشركة سينوبيك الحكوميتين. وهي أيضا من أبرز مؤيدي الرئيس السوداني عمر حسن البشير. وقال تشونغ إنه على الرغم من سعادته بالاتفاق الذي تم التوصل إليه هذا الأسبوع فإنه يشعر بالقلق بشأن عملية السلام. وأضاف "هذه المشاعر العدائية ما زالت موجودة. لا يزال هناك أشخاص يعتقدون أن الوقت لم يحن للمصالحة.. لكن الاتجاه العام ما زال يتقدم بطريقة إيجابية." وأضاف أن الصين مستمرة في العمل مع المجتمع الدولي للتوسط بين الجانبين. وتابع "قال الرئيس هو (جين تاو) للرئيس كير بوضوح شديد عندما زار البلاد إنه إذا كنت تريد التنمية فإنها ستكون صعبة للغاية بدون سلام." وانتخب البرلمان الصيني شي جين بينغ رسميا رئيسا للبلاد اليوم ليخلف هو الذي ظل رئيسا للصين لمدة عشر سنوات.