قتل اكثر من خمسين شخصا في تفجير انتحاري وقع اليوم بالقرب من مقر حزب البعث في دمشق، بحسب ما ذكر مصدر رسمي سوري، وتلاه بعد اقل من ثلاث ساعات اطلاق قذيفتي هاون على مبنى الاركان في العاصمة. في هذا الوقت، حث وزير الخارجية البريطاني من بيروت نظام الرئيس السوري بشار الاسد على التجاوب مع مبادرة رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب للتفاوض من اجل انهاء الازمة، في وقت اكد الائتلاف في اجتماعه الشهري في القاهرة على تنحي الاسد وكل قادة اجهزته الامنية. ودوى بعيد العاشرة من صباح اليوم انفجار قوي في حي المزرعة في وسط دمشق، تبين انه ناتج عن تفجير انتحاري سيارة مفخخة بالقرب من مقر حزب البعث في المنطقة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وصحافية في وكالة فرانس برس. واورد الاعلام الرسمي السوري خبر "التفجير الارهابي الانتحاري"، مشيرا الى انه "وقع في منطقة مكتظة بالسكان وتقاطع شوارع رئيسية"، ما "اوقع العديد من الشهداء والاصابات بين صفوف المدنيين وراكبي السيارات والمارة وطلاب المدارس وادى الى نشوب حريق في عدد كبير من السيارات بالمنطقة". واوردت وزارة الصحة في بيان نشرته وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" بعد الظهر انه "وصل الى المشافي العامة والخاصة بدمشق اليوم جثث 53 شهيدا و235 جريحا جروح بعضهم خطرة" نتيجة التفجير. واضافت الوزارة ان "العدد قابل للزيادة جراء الاصابات الحرجة لبعض المصابين في المشافي". واشار المرصد الى ان بين القتلى "ما لا يقل عن تسعة عناصر من القوات النظامية"، موضحا ان معظم القتلى والمصابين من "المدنيين من سكان المنطقة او مستقلي سيارات صودف وجودها في المنطقة". وهو التفجير الاكثر دموية في العاصمة بالنسبة الى الخسائر بين المدنيين منذ الانفجارين اللذين وقعا في العاشر من ايار/مايو 2012 وتسببا بمقتل 55 شخصا. وشهدت العاصمة السورية عددا من التفجيرات على مدى سنتين استهدف اخرها فرعا للمخابرات واسفر عن مقتل 53 عنصرا من المخابرات العسكرية السورية في 24 كانون الثاني/يناير الفائت. وكشف عنه المرصد بعد ايام من حصوله. ولم تتبن اي جهة بعد الانفجار. وتنسب العمليات الانتحارية بالسيارات المفخخة اجمالا الى المجموعات الاسلامية المتشددة، لا سيما جبهة النصرة. وبثت قناة "الاخبارية السورية" صورا لمكان الانفجار ظهرت فيها سيارات تحترق ودمار كبير. وقال احد سكان المنطقة للتلفزيون السوري الرسمي "هذا ليس اجراما. هذا ارهاب. اهلنا ونساؤنا واعراضنا هتكوها. هل تسمون هذا اسلاما؟". واصيب في الانفجار الامين العام للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة بجروح طفيفة، خلال وجوده في مكتبه القريب من مكان الانفجار. ولحقت اضرار بالسفارة الروسية. وبعد وقت قصير من تفجير اليوم، افاد المرصد السوري عن انفجار "سيارتين مفخختين بالقرب من مراكز امنية في منطقة برزة" في شمال دمشق، تلتهما اشتباكات. وبعد حوالى ثلاث ساعات، ذكرت قناة "الاخبارية" السورية ان "ارهابيين اطلقوا قذيفتي هاون" على مبنى الاركان في دمشق. والمبنى قيد الصيانة بعد التفجيرين اللذين تعرض لهما في 26 ايلول/سبتمبر وتلاهما اشتباكات، وقتل يومها اربعة من حراس المبنى. وكانت قذيفتا هاون سقطتا امس على مدينة تشرين الرياضية في حي البرامكة في وسط العاصمة وقتل فيهما لاعب كرة قدم واصيب اربعة لاعبين آخرين بجروح. كما سقطت قذيفتان اخريان الثلاثاء بالقرب من قصر تشرين الرئاسي في غرب دمشق. ودان الائتلاف السوري المعارض في بيان صادر عنه "التفجيرات الارهابية التي استهدفت دمشق"، مؤكدا ان "اي اعمال تستهدف المدنيين بالقتل او الانتهاكات لحقوق الانسان هي افعال مدانة ومجرمة ايا كان مرتكبها وبغض النظر عن مبرراتها". وهي المرة الاولى التي تتجنب فيها المعارضة السورية توجيه الاتهامات في تفجير بهذا الحجم الى النظام السوري. من جهة ثانية، اكد الائتلاف الذي بدأ اليوم اجتماعه الشهري في القاهرة بحسب ما جاء في بيان له نشر على صفحته على موقع "فيسبوك" على "مطالبته بتنحي بشار الأسد وكافة قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية المسؤولين عن شلال الدماء بسوريا". ويتوقع ان تتناول اجتماعات المعارضة السورية مبادرة الحوار التي اطلقها رئيس الائتلاف احمد معاذ الخطيب في مطلع كانون الثاني/يناير مبديا استعداده المشروط للجلوس مع ممثلين للنظام من اجل انهاء الازمة. ودعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الذي قام بزيارة الى بيروت اليوم الخميس النظام السوري الى التجاوب مع دعوة معاذ الخطيب. وقال هيغ ان الخطيب تقدم "باقتراح مثير جدا للاهتمام للتفاوض. ومن المهم ان يتم التجاوب من جانب نظام الاسد مع هذا العرض عبر بدء التفاوض". وردا على سؤال حول الرسالة التي يوجهها الى الاسد، قال هيغ "آن اوان الرحيل". من جهة اخرى، لم يصدر اي رد فعل في لبنان على تهديد رئيس هيئة الاركان في الجيش السوري الحر سليم ادريس الاربعاء بقصف مواقع لحزب الله داخل الاراضي اللبنانية ردا على قصف حزب الله كما قال لمواقع للمقاتلين المعارضين في الاراضي السورية القريبة من الحدود اللبنانية. وصدرت اليوم تقارير عدة تفيد ان الجيش الحر استهدف مواقع لحزب الله في الهرمل في شرق لبنان، الا ان مصدرا امنيا لبنانيا "نفى نفيا قاطعا تعرض الاراضي اللبنانية لاي قصف او سقوط قذائف".