اثارت مبادرة رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب حول الحوار مع النظام انتقادات واسعة داخل المعارضة نفسها، في وقت لم يدل النظام المعني بالرد على طلب التفاوض باي موقف رسمي بعد. على الارض، قتل الاربعاء ما لا يقل عن 12 عنصرا من قوات الامن السورية في تفجيرين انتحاريين في مدينة تدمر في وسط سوريا، في اول تطور دام على هذا المستوى في هذه المنطقة منذ بدء النزاع قبل اكثر من 22 شهرا. في الوقت نفسه، تتواصل الاشتباكات في احياء في دمشق ومناطق متاخمة لها وسط قصف افاد سكان في العاصمة انه بين الاعنف الذي تشهده المنطقة منذ بدء العمليات العسكرية الدامية في الريف الدمشقي قبل اشهر. واذا كانت مبادرة الخطيب حصلت على تأييد واشنطن وجامعة الدول العربية الداعمتين للمعارضة، وروسيا وايران الداعمتين للنظام، فان المجلس الوطني السوري، احد ابرز مكونات الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، رفض اي تفاوض مع النظام وجعل الازمة "رهينة تسويات دولية"، وانتقد معاذ الخطيب بشدة. وقال المجلس في بيان صدر عنه الثلاثاء ان "ما سمي بمبادرة الحوار مع النظام انما هي قرار فردي لم يتم اتخاذه ضمن مؤسسات الائتلاف الوطني". واضاف ان المبادرة تتناقض مع وثيقة تأسيس الائتلاف التي تنص على "ان هدف الائتلاف اسقاط النظام القائم برموزه وحل اجهزته الامنية والعمل على محاسبة المسؤولين عن سفك دماء الشعب السوري"، و"عدم الدخول في حوار أو مفاوضات مع النظام القائم". ورأى البيان ان "اجتماع رئيس الائتلاف مع وزير خارجية النظام الايراني يمثل طعنة للثورة السورية وشهدائها". وشملت انتقادات المجلس الدول الداعمة للمعارضة السورية بسبب امتناعها عن تسليح وتمويل هذه المعارضة وتقديم المساعدات الانسانية الكافية للسوريين، لكنه شدد على ضرورة "حماية الثورة من أن تكون رهينة تسويات دولية". واكد المجلس ان مبادرات رئيس الائتلاف "احدثت شرخا في المواقف السياسية لقوى المعارضة"، مشيرا الى انه بدأ اتصالات لتقييم الوضع. وولد الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية في قطر في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بعد تجاذبات كثيرة وضغط دولي كبير. ويتولى رئيس المجلس جوج صبرا نيابة رئاسة الائتلاف. بينما اختير احمد معاذ الخطيب رئيسا في حينه لكونه رجل دين معتدلا ومقبولا من الجميع ويتمتع بمصداقية بين المجموعات الناشطة ميدانيا. وقد اعلن الخطيب قبل ايام استعداده "للجلوس مباشرة مع ممثلين للنظام" من اجل التفاوض على "رحيله بسلام". وتوجه الى الرئيس السوري بشار الاسد داعيا اياه "للتساعد من اجل انهاء الازمة". ميدانيا، قتل 12 عنصرا من قوات الامن السورية واصيب اكثر من عشرين آخرين بجروح الاربعاء في تفجيرين انتحاريين متزامنين استهدفا فرعي المخابرات العسكرية (المعروف بفرع البادية) والمخابرات العامة (أمن الدولة) في مدينة تدمر في محافظة حمص، بحسب المرصد السوري. واشار المرصد الى اصابة ثمانية مواطنين "بعضهم بحالة خطرة اثر اطلاق رصاص تلى الانفجارين". واوردت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) من جهتها ان "ارهابيين انتحاريين فجرا اليوم سيارتين مفخختين بكميات كبيرة من المتفجرات قرب الكراج في حي الجمعية الغربي السكني بمدينة تدمر"، ما ادى الى "استشهاد عدد من المواطنين بينهم امرأة وجرح العشرات اضافة الى اضرار مادية كبيرة". وتدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين منذ صباح اليوم في عدد من احياء جنوب وشرق دمشق التي تتعرض ايضا لقصف من القوات النظامية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وتتركز الاشتباكات في حي القدم (جنوب) وعلى اطراف حيي جوبر (شرق) والقابون (شمال شرق). وافاد سكان في العاصمة ان عمليات القصف التي تتردد اصواتها في كل انحاء دمشق هي "من اعنف العمليات" منذ اشهر. وتستمر في الوقت نفسه عمليات القصف والمعارك في عدد من مناطق ريف دمشق المتاخمة للعاصمة شرقا وشمالا وجنوبا. وقتل في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الاربعاء 41 شخصا، في حصيلة اولية للمرصد السوري الذي يقول انه يعتمد للحصول على معلوماته، على شبكة من المندوبين والمصادر الطبية في كل سوريا. ويأتي ذلك غداة مقتل 106 اشخاص في اعمال مماثلة الثلاثاء. وبحسب ارقام الاممالمتحدة، تجاوز عدد ضحايا النزاع السوري المستمر منذ منتصف آذار/مارس 2011 الستين الف قتيل.