واشنطن (رويترز) - حث السناتور الأمريكي جون كيري المرشح لتولي وزارة الخارجية الكونجرس على ضبط الاقتصاد الامريكي للحفاظ على دور الولاياتالمتحدة كزعيمة للعالم وتعهد بمواصلة الضغط على ايران خلال جلسة استماع عقدت في مجلس الشيوخ بددت أي شك في حصوله على تصديق سهل على شغله منصب وزير الخارجية. وقال السناتور الذي خدم في مجلس الشيوخ الامريكي خمس فترات وقاتل في حرب فيتنام وكان مرشحا ديمقراطيا للرئاسة في عام 2004 ان "أولويته" لحماية مصداقيته كوزير للخارجية هو قدرة البلاد على اصلاح أوضاعها المالية. وقال كيري للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الامريكي يوم الخميس "السياسة الخارجية هي سياسة اقتصادية. من المهم ان نظهر للناس في شتى أنحاء العالم ان بوسعنا ان نقوم بعملنا بشكل فعال وفي الوقت المناسب." ورأس كيري لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ طوال الأربع سنوات الماضية. ورشح الرئيس الامريكي باراك أوباما كيري ليخلف هيلاري كلينتون على رأس وزارة الخارجية وكانت من أبرز الشخصيات في ادارته وأكثرهم شعبية. وقال السناتور الديمقراطي هاري ريد ان مجلس الشيوخ سيعقد جلسة للتصديق على تعيين كيري يوم الثلاثاء القادم. وخلال جلسة الاستماع يوم الخميس امتدح الجمهوريون والديمقراطيون على السواء سناتور ماساتشوستس طوال جلسة استمرت ثلاث ساعات ونصف. وقال الجمهوريون على وجه الخصوص انهم يقدرون دعوته لاصلاح الاوضاع المالية. وقال السناتور بوب كروكر من تنيسي وهو أكبر عضو جمهوري في اللجنة موجها حديثه لكيري "للحظة وددت لو كنت قد رشحت لوزارة الخزانة." وأكد كيري التزامه بسياسة أوباما في السعي للتوصل الى حل دبلوماسي لاقناع ايران بالتخلي عن سعيها المشتبه به لامتلاك أسلحة نووية. وتقول طهران ان برنامجها لاغراض سلمية بحتة. وعبر كيري عن أمله في إمكان إحراز تقدم مع طهران على الصعيد الدبلوماسي. وقال "هو (أوباما) وأنا نفضل حلا دبلوماسيا لهذا التحدي وسأعمل على اعطاء الدبلوماسية كل جهد حتى تنجح. لكن لا يشك أحد في تصميمنا على خفض الخطر النووي." وأضاف كيري "الكل يأمل في ان نتمكن من تحقيق قدر من التقدم على الجبهة الدبلوماسية الان" وان أوباما قد أوضح رغبته في اجراء مفاوضات مباشرة مع ايران اذا كان ذلك ضروريا. وقال منتقدون لكيري انه لم يطالب بتشديد العقوبات أكثر لمنع الجمهورية الاسلامية من مواصلة برنامجها النووي. وأعلن كيري أيضا خلال جلسة الاستماع أنه سيعمل على إحياء محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة يمكن أن تدرس مبادرة سلام جديدة رغم فشل جهود الرئيس الامريكي في فترة ولايته الأولى. وانهارت محادثات السلام التي توسطت فيها الولاياتالمتحدة في 2010 وسط تبادل للانتقادات بين الطرفين. وسرعت إسرائيل منذ ذلك الحين وتيرة البناء الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقية واتخذ الفلسطينيون خطوات لكسب مزيد من الاعتراف في الأممالمتحدة ووكالاتها. وقال كيري "آمل ... وأصلي من أجل أن تكون هذه لحظة يمكننا فيها استئناف بعض الجهود لجمع الطرفين في نقاش لتبني نهج مختلف عما كنا عليه في العامين الماضيين" مشيرا إلى أن شكل الحكومة الذي ستسفر عنه الانتخابات الإسرائيلية التي جرت يوم الثلاثاء ليس واضحا. وأضاف "علينا ان نحاول العثور على طريق للتحرك قدما وانا أومن بان هناك طريقا للتحرك قدما. لكني اعتقد ايضا انه اذا لم ننجح.. فان الباب او النافذة... امام امكانية حل الدولتين يمكن ان تنغلق علينا جميعا وفي تقديري ان هذا سيكون كارثيا." وكرر كيري موقف الولاياتالمتحدة المعارض منذ فترة طويلة للخطوات المنفردة من جانب الإسرائيليين أو الفلسطينيين. وحذر الفلسطينيين من محاولة شكوى إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. وقال الفلسطينيون يوم الأربعاء إنه لن يكون أمامهم بديل سوى شكوى إسرائيل إلى المحكمة إذا مضت في خططها لبناء مساكن في الأراضي المحتلة. وقال كيري "هذا نوع من الافعال المنفردة التي سنعارضها بقوة ونعتبرها غير بناءة بالمرة."