لقي حوالى خمسين طفلا مصرعهم السبت في اصطدام بين حافلتهم وقطار في محافظة اسيوط (وسط)، في حادث مأساوي ادى الى استقالة وزير النقل وسبب تظاهرات غاضبة. وقال محافظ اسيوط يحيى كشك ان الرجل الذي كان يفترض ان ينزل الحاجز عند مرور القطار كان نائما عند وصول الحافلة. واضاف ان "الرجل اوقف بالتأكيد". وبلغت حصيلة الضحايا 49 قتيلا و18 جريحا، كما قال المحافظ الذي اوضح ان "فريقا من 45 طبيبا موجود في المكان لمعالجة الاطفال الجرحى". وكان المحافظ قال للتلفزيون الرسمي ان "الحصيلة بلغت 47 قتيلا. واصيب ثلاثة عشر طفلا". وتظاهر افراد من عائلات الاطفال قرب مكان الحادث تعبيرا عن غضبهم مطالبين بعقوبة الاعدام للسمؤولين عن الحادث، كما ذكرت الشرطة. واعلن وزير النقل محمد رشاد المتيني انه "يقبل بتحمل مسؤولية" هذا الحادث وقدم استقالته. وكذلك فعل رئيس مصلحة السكك الحديد. وقد تعرضت الحافلة التي كانت تنقل 60 طفلا في رحلة نظتمها دار حضانتهم لحادث الاصطدام عند تقاطع طريق مع سكة حديد في منفلوط (356 كلم جنوبالقاهرة)، كما ذكرت الشرطة. وتتفاوت اعمار الاطفال بين 4 و6 سنوات. واضاف محافظ اسيوط ان "فريقا من 45 طبيبا وصل الى مكان الحادث لمعالجة الاطفال المصابين". وتحدث مراسل التلفزيون الرسمي في مكان الحادث عن مشاهد "مرعبة" ناجمة عن جثث الاطفال المتناثرة على الارض والغارقة في دمائها قبل نقلها الى مستشفى منفلوط. وامر الرئيس محمد مرسي رئيس الوزراء ووزيري الدفاع والصحة ومحافظ اسيوط "تقديم كل مساعدة ممكنة الى عائلات الضحايا"، كما ذكرت الوكالة. واعلنت السلطات تشكيل لجنة تحقيق لكن اجراءات مماثلة في حوادث سابقة لم تؤد الى نتائج عملية. وتتسم حوادث السير في مصر بالخطورة خصوصا بسبب عدم الالتزام بالقواعد المرورية وسوء اوضاع الطرق. كما تكررت حوادث القطارات في مصر في الفترة الاخيرة وكان اخرها في تموز/يوليو الماضي في مدينة البدرشين (جنوبالقاهرة) واسفر عن اصابة 14 شخصا. وكان ثمانية سياح اميركيين قتلوا في 27 كانون الاول/ديسمبر الماضي بعد ان اصطدمت حافلة كانت تقلهم الى معبد ابو سمبل بشاحنة بالقرب من مدينة اسوان. ووفقا للارقام الرسمية، يقع حوالى ثمانية الاف حادث سير في مصر سنويا. وفي تشرين الاول/اكتوبر 2010 اصطدم قطار ركاب منطلق بسرعة كبيرة بمؤخرة قطار اخر ما اسفر عن مقتل 18 شخصا واصابة 36 اخرين. ووقع الحادث بالقرب من قرية جرزة التي تبعد 70 كلم جنوبالقاهرة والقريبة من بلدة العياط التي شهدت اكبر كارثة سكة حديد في تاريخ مصر عام 2002. وقتل في هذا الحادث 361 شخصا احتجزوا داخل عربات قطار مزدحم شب فيه حريق.