تواصل الشرطة البريطانية تحقيقاتها في فضيحة مفترضة بطلها نجم قناة البي. بي.سي الراحل جيمي سافيل المتهم بارتكاب اعتداءات جنسية على مدى 40 عاما، في قضية دفعت بالمجموعة البريطانية العريقة الى الدفاع عن نفسها في وجه الاتهامات الموجهة اليها بمحاولة طمس الفضيحة. وتشهد البي.بي.سي حاليا ازمة كبيرة منذ عرض قناة "اي تي في" الخاصة مطلع تشرين الاول/اكتوبر الجاري تقريرا يكشف عن اعتداءات جنسية مفترضة قام بها نجم القناة السابق جيمي سافيل الذي توفي في تشرين الاول/اكتوبر 2011 عن 84 عاما. واعلنت الشرطة البريطانية الخميس عن احصاء حوالى 300 ضحية محتملة في قضية مقدم البرامج الراحل في تلفزيون بي بي سي جيمي سافيل المتهم باعتداءات جنسية. واوضح المفوض بيتر سبيندلر ان الضحايا من الفتيات باستثناء حالتين تتعلقان بفتيان. كما تشمل الاتهامات عدة اشخاص الى جانب سافيل الذي توفي عام 2011 عن 84 عاما. وتحوم شبهات حول تورط المذيع الراحل، الاشقر الشعر والغريب الاطوار المعروف ايضا بنشاطه في مجال الاعمال الخيرية، في اعتداءات جنسية على مراهقات طوال اربعين عاما، بعضهن داخل مقار "بي بي سي". الا ان المجموعة الاعلامية البريطانية متهمة بمحاولة طمس الفضيحة من خلال رفضها نهاية 2011 بث وثائقي ضمن برنامج "نيوز نايت" الشهير يلقي الضوء على تهم الاعتداء الجنسي هذه. ودفعت هذه القضية بالمدير الحالي للمجموعة جورج اينتويسل الى تبرير موقفه امام البرلمانيين البريطانيين الثلاثاء كما تسبب احراجا لمدير البي بي سي حينها مارك تومسون الذي يستعد لتولي منصبه الجديد كمدير عام ورئيس لصحيفة نيويورك تايمز. وافادت صحيفتا الغارديان والديلي ميل البريطانيتان الخميس ان من بين المتورطين في الفضيحة ثلاثة اطباء كانوا يعملون في مستشفى يشتبه في ان سافيل تحرش داخله بمرضى صغار في السن او مصابين بامراض حساسة خلال قيامه باعماله الخيرية. ولم تعلق اسكتلنديارد على التقارير. الا ان الشرطة التي تحقق في الادعاءات ضد سافيل اعلنت الاسبوع الماضي انها فتحت تحقيقا كاملا مع مشتبه بهم اخرين ما زالوا على قيد الحياة. ونشرت الشرطة اسماء الاطباء الثلاثة بعد ادعاءات بانهم كانوا وراء شبكة ضيقة من مرتكبي اعتداءات على اطفال على صلة بسافيل، على ما ذكرت الغارديان من دون تسمية المستشفيات التي يرتبط بها هؤلاء. وكجزء من نشاطه الخيري، كان سافيل يملك جناحا في مستشفى ستوك ماندفيل في وسط انكلترا متخصص في امراض العمود الفقري، وغرفا في مستشفى برودمور للامراض النفسية شمال انكلترا. ونقلت صحيفة الديلي ميل عن ضحية مفترضة انها تعرضت لاعتداء جنسي عندما كانت في سن ال12 من جانب طبيب في مستشفى ستوك ماندفيل كان يضع ملصقا على الجدار لاحد البرامج التلفزيونية المعروفة لجيمي سافيل القائم على فكرة تحقيق امنيات الاطفال. وقالت امرأة اخرى تبلغ حاليا 52 عاما لصحيفة ديلي مايل ان طبيبا في المستشفى نفسه اعتدى عليها جنسيا على مدى اربع سنوات من سن ال14 بعد ان اجرى لها عملية اثر اصابتها بحروق جراء حادث سير. وكان جيمي سافيل من اكثر مقدمي البرامج البريطانيين شعبية في بلاده، الا ان الفضيحة التي بدأت تتكشف منذ وفاته في تشرين الاول/اكتوبر 2011 دمرت سمعته، وذلك بعدما وصفته الشرطة بانه "معتد جنسي شرس" اعتدى على ما يصل الى 200 صبي وفتاة. والاربعاء، حذر كريس باتن رئيس هيئة "بي.بي.سي ترست" المكلفة مراقبة مجموعة البي.بي.سي، من اي مس باستقلالية المجموعة، وذلك ردا على انتقادات حكومية لادارتها لقضية جيمي سافيل. وكانت وزيرة الثقافة والاعلام ماريا ميلر ابلغته ب"مخاوف حقيقية تتعلق بثقة الجمهور في ال+بي.بي سي+". ورد لورد باتن "لدي ثقة بانكم لا تريدون اعطاء انطباع بانكم تشككون باستقلالية ال+بي بي سي+". والثلاثاء، ابدى مدير مجموعة بي.بي.سي جورج اينتويسل اسفه لان مجموعته الاعلامية لم تعرض التقرير الوثائقي عن الشكوك في تورط سافيل بفضائح جنسية، الا انه نفى في الوقت عينه ان يكون مرد هذا القرار الى ضغوط مارستها ادارة القناة.