اهتمت صحيفة التايمز في عددها الصادر اليوم بالقتال في سوريا، فيما ركزت الصحف الأخرى بشكل رئيسي على تطورات فضيحة الانتهاكات الجنسية للموظف السابق لدى بي بي سي جيمي سافيل. في صحيفة التايمز، مقال بعنوان الرفيقان البريطانيان اللذان قضيا في حرب مقدسة في سوريا ، يقول فيه الكاتبان توم كفلان ولورا بيتل: في ليلة باردة في مارس/ اذار، قتل رجلان بريطانيان في منطقة جبلية بسوريا. وبعد ايام على مقتلهما، اعلنت السلطات السورية ان نسيم تيريري (25 عاما) ووليد بليدي (26 عاما)، كانا ارهابيين اجنبيين، فيما اعتبرتهما الصحف الاجنبية صحفيين شجاعين . لكن كل من عرفوهما قالوا انهما لم يكونا لا هذا ولا ذاك . وتضيف الصحيفة: كانا شابين حاولا الاندماج في بريطانيا التي وجدا فيها هوية ومعنى للدين، لكن ايضا استقطبتهما دائرة المتطرفين الذين القوا الدروس في الجهاد والشهادة . ويمضي المقال: انهما اثنان من عدد متزايد من البريطانيين الذين تشير تقارير الى سفرهم الى سوريا للجهاد والذين تثير نواياهم قلقا لأجهزة لااستخبارات، مما قاد الى توقيف شخصين في مطار هيثرو الاربعاء بتهمة التورط في خطف صحفيين اجانب في سوريا من قبل جهاديين يتحدثون بلكنة جنوبلندنية . وقد نشأ تيريري في بيت على نفقة الحكومة في شارع بورتوبيللو في غرب لندن، فيما ترعرع بليدي في شقة حكومية اخرى في ثاوثوورك جنوبلندن، وكلاهما من اصل جزائري. ووصفت عائلة الاول ابنتها بأنه كان شابا طيب القلب، لكنه كان يكافح للعثور على دربه في الحياة. اما اسرة بليدي، فرفضت التعليق على حياته ووفاته، فيما ثبت انه دخل السجن عام 2007 لمدة عامين، بتهمة الاتجار بالمخدرات. وبحسب الصحيفة، فإن تيريري زار مكةالمكرمة، واطلق لحيته وارتدى الجلباب، فيما جذبه العمل الخيري حتى انه شارك في حملة النائب البريطاني المثير للجدل جورج غالاواي التي نقلت مساعدات الى غزة. وحتى نهاية عام 2011، كانت اسرة تيريري تتساءل ما اذا كان تدينه هذا مرحلة وعبرت. اذ بدا انه بعد ذلك عاد انسانا طبيعيا ، حلق لحيته، خفف وزنه وأغرم بفتاة. وغادر بعد ذلك بأسبوعين في رحلة سياحية مفترضة الى فرنسا برفقة بليدي. لكنه اتصل بوالدته من هناك ليبلغها بعزمه السفر الى سوريا. وبعد اسبوعين على ذلك، تلقت الام اتصالا يبلغها بوفاة ابنها وكذلك صديقه بطلق ناري، وانه تم دفنهما في دمشق. وخصصت التايمز صفحة كاملة لتحقيق كتبه الصحفي نيكولاس بلاندفورد من منطقة مشاريع القاع في البقاع اللبناني بعنوان المتمردون يواجهون عدوا قاتلاً جديداً فيما زاد حزب الله ثقله . وفي هذا المقال اشارة الى مروحية عسكرية بالكاد يمكن ابصارها مع بزوغ الشمس، وهي تقوم بدورية فوق الجوزية، القرية الحدودية اللبنانية المحاذية لسوريا. ويلفت بلاندفورد الى ان المروحية تبدو واثقة من ان متمردي الجيش السوري الحر لا يشكلون لها اي تهديد . ويضيف انه مع تحليق مروحية ال ام اي-24 في جولة ثانية، يدوي انفجار بين المباني متسببا في غمامة سوداء تمتد من السماء الى خط الحدود اللبنانية- السورية. انها المروحيات تنزل حمولات من براميل متفجرات التي ان تي على حد قول اسماعيل، وهو لبناني متطوع مع مقاتلي الجوزية التابعين للجيش الحر. واضاف: لقد خسرنا 10 من رجالنا امس، حين سقطت احدى هذه البراميل على موقع قتالي . ويقول حسين وهو مهندس زراعي يقود وحدة الجيش الحر في المنطقة، انه نصب كمينا لعدد من عناصر حزب الله، بعد ان اوحى لهم بانه مناصر لهم. وقال: يظهر بوضوح انهم مقاتلون محترفون من خلال طريقة تحركهم في ارض المعركة واساليبهم القتالية ، مضيفاً ان المقاتلين هؤلاء شاركوا في حرب تموز التي دارت بين حزب الله واسرائيل في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت. وينقل المراسل عن وجه شيعي بارز في سهل البقاع: ليس امام حزب الله سوى ان يكون حاضرا هناك ، وتساءل: اذا كان هناك في صفوف المعارضة مقاتلون من لبنان وليبيا والسعودية وتونس يساعدونها. لماذا لا يحق لنظام الاسد اذاً الحصول على مساعدة حزب الله؟ . وفي صحيفة الغارديان مقابلة مع عضو فرقة بوسي رايوت الروسية المعفى عنها من السجن ييكاترينا ساموتسيفيتش تعد فيها زميلتيها السجينتين بالاستمرار في النضال ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتقول مراسلة الصحيفة في موسكو ميريام إلدر، إن ساموتسيفيتش التي اخلت سبيلها المحكمة هذا الاسبوع انها ستكون اكثر حذرا وذكاء هذه المرة كي لا يتم اعتقالها من جديد. وفي اول مقابلة تلفزيونية تجري معها منذ خروجها من السجن، تقول الشابة للغارديان انها تتوقع من السلطات ان تزيد الضغوط عليها. وقالت: انهم لم ينقضوا الحكم بعد. لم يقولوا انني غير مذنبة. وانما اعطوني حكما مع وقف التنفيذ. اذا ارتكبت اصغر خطأ، حتى وان كان انتهاكاً إدارياً، يمكنهم اعادتي الى السجن . وحكم على زميلتيها الاخريين في الفرقة بالسجن عامين بتهمة التخريب المدفوع بالكراهية الدينية بعد آدائهن اغنية مناهضة لبوتين في كاتدرائية موسكو. وجرت المقابلة في مقهى في موسكو وظهرت فيه الشابة مرتدية سروال الجينز والسترة البيضاء نفسيهما اللذين ارتدتهما في جلسة الحكم عليها، وقالت خلال المقابلة انها لم تكن تتوقع ان يطلق سراحها. في المحكمة، كنا نناقش كيف سنذهب الى السجن وكيف سيكون الحال هناك. وعندما اعادونا الى قاعة المحكمة، قلنا: كان هذا تداولاً سريعاً. ربما لن يصدروا حكماً . وتحدثت عن محاولة من السلطات لتهميشنا واظهارنا على اننا مجموعة من غير الاصحاء عقلياً. لقد تم سجننا بسبب معتقداتنا السياسية . في الاندبندت، مقال استحوذ على صدر الصفحة الاولى بعنوان ضحايا سافيل يستعدون لمقاضاة بي بي سي ، مع عنوان فرعي يفيد: تحقيق يسير في 340 خطاً ، 14 من قوات الشرطة، 12 تهمة بانتهاكات جنسية . ويفتتح المقال بالقول: حاول المدير العام لبي بي سي جورج انتويسل الليلة الماضية ان يوقف العاصفة المتعلقة بطريقة ادارته فضيحة المذيع السابق جيمي سافيل الجنسية عبر الاعلان عن تحقيقين داخليين احدهما طبي والاخر روحي . كما عبر انتويسل عن اشمئزازه من جرائم الموزع الموسيقي السابق لدى بي بي سي . وبحسب الصحيفة، يأتي ذلك فيما قد تواجه هيئة الاذاعة البريطانية قضايا بمئات ملايين الجنيهات الاسترليني قد ترفعها نساء يقلن انهن تعرضن لانتهاكات جسدية من قبل سافيل الذي توفي عن 84 عاماً بعد اربعة عقود من الزمن بنى خلالها سمعة كجامع تبرعات بارع وغريب الاطوار. وارتفع عدد الضحايا المفترضين لسافيل الى 40 شخصاً، فيما قالت المحامية ليز دكس ان مرضى سابقين في مستشفى ستوك ماندفيل اتصلوا بها وهي تحضر ملف قضية سترفعها باسمهم. ولفتت المحامية التي قد تقاضي ايضا عيادة باكنغهامشير المتخصصة باصابات العمود الفقري التي طالتها نشاطات سافيل، الى ان موكليها غير مهتمين باللاربح المادي بقدر اهتمامهم بالاعتراف بمعاناتهم. ومع ظهور اتهامات جديدة في كل يوم، من المحتمل ان تتعرض بي بي سي نفسها وكذلك وكذلك الهيئة الصحية الرسمية في بريطانيا ( ان اتش اس) لدعاوى بملايين الجنيهات. مما سيعطي زخماً للجهود التي تبذلها الشرطة وبي بي سي المتعلقة بهذا الملف. وتناولت صحيفة الغارديان الموضوع ذاته، في مقال بعنوان جر الحكومة البريطانية الى فضيحة سافيل . وتقول الصحفيتان اللتان اعدتا التقرير، إستير آدلي وليزا أوكارول: جُرَّت الحكومة البريطانية الى فضيحة جيمي سافيل، بعد معلومات عن امكانية مقاضاة القطاع الصحي مباشرة على خلفية اتهامات للنجم السابق بممارسة انتهاكات في حق مرضى خلال تطوعه للعمل الخيري في مستشفى برودمور في سبعينيات القرن الماضي . ويضيف المقال ان محامية باسم الضحايا تحضر دعوى ضد مستشفى ستوك ماندفيل، فيما قالت بي بي سي ان ثمة احتمالا ان تواجه الحكومة دعاوى مدنية باعتبارها كانت مسؤولة مباشرة في تلك الفترة عن ادارة امن مستشفى برودمور. وكان سافيل متطوعا في المستشفى المذكور لأكثر من اربع عقود. وكان يحمل مفاتيح ابواب وحدات تخضع لحماية عالية، حتى انه جرى تعيينه عام 1998 لقيادة فريق لمراقبة اداء المستشفى بعد حل ادارتها من قبل وزير الصحة حينها كينيث كلارك. وأكدت وزارة الصحة انها فتحت تحقيقا داخليا في ادارة امن المستشفى قبل نقل ادارتها الى هيئة الصحة العقلية لغرب لندن عام 2001. جاء ذلك فيما اعلنت بي بي سي عن فتحها تحقيقين داخليين في شأن الفضيحة على خلفية تحقيقات الشرطة.