قال مدير عام هيئة الاذاعة البريطانية ''بي بي سي'' جورج انتويسل، اليوم الثلاثاء، إن الفضيحة الجنسية التي تحوم حول أحد أشهر مذيعي التلفزيون والاذاعة في بريطانيا ''أمر خطير للغاية '' يمكن أن يضر بسمعة الشبكة. وجرى استدعاء انتويسل، لتقديم إفادته اليوم أمام لجنة برلمانية مختصة بالإعلام والثقافة والرياضة، لتفسير سبب ''تهاون '' شبكة بي بي سي على مدى عقود حيال اتهامات الاعتداء على النساء والاطفال من جانب جيمي سافيل. وعمل فنان الديجيه ذو الشهرة الواسعة والمذيع البارز لأكثر من أربعة عقود لدى بي بي سي وتوفي في أكتوبر الماضي. وقال ''انتويسل'' - المهدد بفقد منصبه جراء العاصفة الإعلامية التي اندلعت بسبب سافيل - أمام اللجنة إنه شعر ''بالهول'' لدى اكتشافه أن المزاعم ضد سافيل مرت ''دون أن تكتشف'' طيلة سنوات . وأضاف: ''لدينا عقود من الثقافة للنظر فيها، هناك مشكلة ثقافية أوسع جعلت من سلوك سافيل ممكنا''. وكشف عن أن ''بي بي سي''، تحقق حاليا في تسعة ادعاءات خاصة بالتحرش الجنسي، والاعتداء أو السلوك الشائن بين العاملين والمساهمين المتصلين بفضيحة سافيل. وردا على سؤال ما إذا كانت تلك هي أسوأ أزمة تواجهها بي بي سي على الإطلاق، قال انتويسل الذي يشغل منصبه منذ شهر فقط :'' إنها قضية في غاية الخطورة ''. ووصفت الشرطة سافيل بانه '' مفترس جنسي'' ، وبدأت تحقيقا جنائيا بشأن ادعاءات بأنه اعتدى على أكثر من 200 ضحية ، من بينهم أطفال في بي بي سي ومؤسسات أخرى خلال مسيرته العملية في الشبكة حيث بدأ في منتصف ستينات القرن الماضي . وبالرغم من ذلك إلا أنه لم يتهم بأي اعتداء خلال حياته. وخلال ساعتين من الاستجواب من قبل أعضاء اللجنة، اعترف انتويسل انه كان خطأ ''كارثيا'' للشبكة أن تلغي حلقة تحقيقية لبرنامج ''نيوز نايت'' عن سافيل في تشرين ثان نوفمبر الماضي. ويشاع أن رئيس تحرير البرنامج بيتر ريبون: ''اعتمد بشكل كبير'' على رؤسائه في البى بي سي لوقف عرض البرنامج ، لأنه سيربك خطط المحطة في الاحتفال بسافيل في برنامجها لعيد رأس السنة. وأوقف ريبون عن ممارسة عمله في الشبكة الإخبارية يوم أمس الاثنين انتظارا لما ستسفر عنه التحقيقات الداخلية. ودافع انتويسل عن تعامل البي بي سي مع الفضيحة ، قائلا إن التحقيقات المفصلة الجارية حاليا ستكشف عن أي فشل في الادعاءات الخاصة قضية سافيل. وأضاف: ''أعترف انه في بعض الأحيان استغرقنا وقتا أطول للقيام بأشياء أكثر مما كنا نرغب ، ولكن قدرة البي بي سي في التحقق من أمر ما لا يضاهيها أحد''. واتهم أعضاء اللجنة انتويسل بإظهار نقص معرفي يؤسف له بتفاصيل الفضيحة خلال التحقيق وعدم الاكتراث بمحاولة اكتشاف سبب إلغاء حلقة سافيل في برنامج ''نيوز نايت''. وقال إنه لم يرغب في التدخل بشكل واسع في قرار إلغاء الحلقة حتى لا يظهر ''اهتماما لا مبرر له'' بالأمور التحريرية. ولاقت إجابته سخرية من فيليب دافيس، عضو اللجنة عن حزب المحافظين، الذي قال : ''إنه يبدو أن تصميمك على عدم إظهار الاهتمام اللا مبرر له ينطبق على كل شيء في البي البي سي وليس فقط هذا البرنامج''.