اعتقلت الشرطة الفرنسية شابا في جنوب البلاد يوم الخميس للاشتباه في انه خطط لهجوم انتقامي ضد العاملين في مجلة ساخرة نشرت رسوما كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد. وقال مصدر قضائي إن محققين معنيين بمكافحة الإرهاب قرب مدينة طولون الساحلية المطلة على البحر المتوسط استجوبوا الشاب البالغ من العمر 18 عاما بعد أن هدد في رسالة على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي بضرب عنق كل من يجده في مقر صحيفة شارلي إبدو. وزاد نشر المجلة للرسوم المسيئة للنبي من حدة غضب المسلمين الذين ثارت حفيظتهم بالفعل بسبب فيلم مسىء للإسلام أنتج في الولاياتالمتحدة ونشر على الإنترنت. وأشار المصدر إلى أن المشتبه به ليس له أي سوابق جنائية ولكنه معروف بالفعل لدى الأجهزة الأمنية دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل. ورفعت الشرطة في فرنسا درجة الاستعداد تحسبا لأي هجمات يشنها متشددون إسلاميون. وتعرضت الشرطة الفرنسية لانتقادات لعدم تمكنها من وقف مسلح قتل سبعة أشخاص بالرصاص في مارس آذار الماضي بينهم ثلاثة أطفال يهود في مدينة تولوز جنوب البلاد في هجوم مستوحى من نهج تنظيم القاعدة. وكانت الشرطة قد استجوبت منفذ الهجوم ويدعى محمد مراح بعد عودته من زيارة إلى أفغانستان وتبين أن له سجل اجرامي في أعمال العنف. وتعتزم الحكومة التي انتقدت الرسوم إغلاق مدارس ومقار دبلوماسية في 20 دولة يوم الجمعة كإجراء احترازي ضد أي احتجاجات في أعقاب هجمات على سفارات أمريكية وألمانية أسفر بعضها عن سقوط قتلى. ورفضت الشرطة طلبا بتنظيم احتجاج ضد الفيلم في باريس بعد اعتقال نحو 150 مشاركا في مظاهرة غير قانونية قرب السفارة الأمريكية يوم الأحد الماضي. وتضم فرنسا أكبر عدد من السكان المسلمين في أوروبا. وقال رئيس رابطة لشباب المدن تأسست في أعقاب أعمال الشغب التي اجتاحت الضواحي الفرنسية في عام 2005 "الناس في الضواحي مستاءون للغاية من نشر هذه الرسوم." وأضاف "إنهم يشعرون أن هناك معيارا مزدوجا عندما يتعلق الأمر بحرية التعبير.. فمن المقبول أن تسخر من النبي ولكن لا يمكننا الاحتجاج ضد ذلك." وفي حادث آخر ربما زاد من حدة التوترات حكم على شابة فرنسية (18 عاما) بالسجن لمدة شهرين لرفضها الالتزام بفحص هوية تجريه الشرطة للتحقق من شخصيتها بينما كانت ترتدي النقاب في مكان عام. وقاومت المرأة الشرطة عندما طلبت منها التحقق من هويتها أمام أحد المساجد في وسط مرسيليا في يوليو تموز الماضي أثناء شهر رمضان. وبموجب قانون فرنسي صادر في عام 2010 يمكن لرجال الشرطة إيقاف أي امرأة ترتدي النقاب. وفي حال رفضت المرأة خلع نقابها يمكن حينئذ أن تواجه الغرامة أو عقوبة خدمة المجتمع بل ومواجهة عقوبة السجن في حال تكرار هذه المخالفة. اعداد عبد المنعم درار - تحرير رفقي فخري