اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوى المعارضة المسلحة والجيش النظامي السوري في دمشق صباح الخميس، بحسب ما افاد ناشطون سوريون، بعد يوم من مقتل العشرات في محافظة دمشق. وقتل الاربعاء 128 شخصا في اعمال عنف في انحاء سوريا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان، هم 77 مدنيا و19 مقاتلا مناهضا للنظام و32 جنديا نظاميا. ووفقا المرصد، فقد قتل 44 مدنيا في محافظة دمشق وحدها. واعلنت لجان التنسيق المحلية اليوم في بيان عن اندلاع "اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام" في حي التضامن في جنوبدمشق، مشيرة الى "اطلاق نار من رشاش الدوشكا ومدفعية دبابات النظام على الحي". من جهتها ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية سانا ان "وحدات من جيشنا الباسل دخلت بناء على طلب الاهالي الى مدينة زملكا بريف دمشق لتخليصها من المجموعات الارهابية المسلحة التي عاثت فيها فسادا وتخريبا". واضافت ان "المواطنين عبروا عن ارتياحهم الكبير لعودة الامن والامان الى المدينة بعد دخول الجيش اليها ودحر المجموعات الارهابية المسلحة منها". وكان المرصد السوري لحقوق الانسان اعلن عن مقتل 12 شخصا الاربعاء "جراء القصف على بلدات زملكا وحزة وكفربطنا وعربين ويبرود والبويضة والغوطة الشرقية والحجيرة وعقربا" في ريف دمشق. وفي مدينة دير الزور، تدور بحسب المرصد اشتباكات عنيفة "بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة الثائرة والقوات النظامية السورية في مناطق جسر الجورة وبالقرب من مقر الامن العسكري فيما تعرضت احياء الجبيلة والبعاجين الى قصف عنيف من قبل القوات النظامية". وذكر المرصد ان "عناصر من الكتائب المقاتلة قامت بقصف مقر الامن العسكري في مدينة البوكمال" الواقعة عند الحدود مع العراق بقذائف الهاون. الى ذلك، اعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية ان قوات خاصة سورية احبطت "فجر امس محاولة تسلل مجموعة ارهابية مسلحة من الاراضي اللبنانية الى سوريا عبر معبر نورة بريف تلكلخ". وقال الاسد بحسب مقتطفات من مقابلة تبثها قناة الدنيا السورية القريبة من النظام مساء اليوم ان "القضية هي معركة ارادات (...) نحن نتقدم الى الامام، الوضع عمليا هو افضل ولكن لم يتم الحسم بعد وهذا بحاجة الى وقت". واكد ان "الجيش والقوات المسلحة والامن يقومون باعمال بطولية بكل ما تعنيه الكلمة"، معتبرا انه "على الرغم من الاخطاء الكثيرة الموجودة فهناك ارتباط وثيق بين سياسات هذه الدولة (سوريا) وعقيدة هذا الشعب". واكد الاسد في المقابلة التي اجريت معه في القصر الجمهوري في دمشق ان "هذه القاعدة العريضة من الشعب هي التي تحمي البلد، ومن هذا الشعب اذا اردنا ان نقول من هي اهم فئة جعلت هذا البلد يصمد هي بلا شك القوات المسلحة"، مقللا في الوقت نفسه من الانشقاقات التي شهدها نظامه. وراى ان "الشخص الوطني والجيد لا يهرب. لا يفر خارج الوطن. عمليا هذه العملية هي عملية ايجابية وهي عملية تنظيف ذاتية للدولة اولا وللوطن بشكل عام". وخاطب الشعب السوري بالقول ان "مصير سوريا هو بيدك وليس بيد اي احد آخر"، معتبرا ان "ما يحصل لا هو ثورة ولا ربيع بل هو عبارة عن اعمال ارهابية بكل ما تعني الكلمة". وراى الرئيس السوري ان بلاده تخوض "معركة اقليمية وعالمية فلا بد من وقت لحسمها"، معتبرا ان "الدولة التركية تتحمل مسؤولية مباشرة في الدماء التي سفكت وتسفك في سوريا". واعلنت الرئاسة الفرنسية في بيان مساء الاربعاء ان الرئيس المصري محمد مرسي، على غرار نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند، اعتبر ان "اي حل سياسي لن يكون ممكنا (في سوريا) من دون تنحي بشار الاسد". وقالت الرئاسة الفرنسية انه خلال اتصال هاتفي "ناقش الرئيسان خصوصا الوضع في سوريا ولاحظا ان اي حل سياسي لن يكون ممكنا من دون تنحي بشار الاسد". وخلال الاتصال، ذكر هولاند "بالتزامه تقديم دعم فاعل للمعارضة السورية، بما في ذلك المساعدة الميدانية". وامل مجددا بان "تشكل (هذه المعارضة) في الوقت المناسب حكومة موقتة، جامعة وذات صفة تمثيلية بحيث تتمتع سوريا الجديدة بسلطات شرعية".