اكد الرئيس السوري بشار الاسد الاحد ان سوريا لن تسمح بنجاح المخطط الذي يستهدفها "مهما كلف الثمن"، فيما اعلنت ايران استعدادها للمساعدة في اجراء حوار بين النظام السوري والمعارضة مشددة على اهمية "الحل السياسي". وجاءت هذه المواقف عشية انعقاد قمة عدم الانحياز التي تستضيفها طهران اخر الشهر الجاري والتي اكد مسؤول ايراني يزور سوريا ان دمشق ستتمثل فيها برئيس الوزراء وائل الحلقي ووزير الخارجية وليد المعلم. وكان ناشطون اعلنوا صباح الاحد العثور على مئات الجثث في مدينة داريا في ريف دمشق التي اقتحمتها القوات النظامية بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلين معارضين استمرت اياما عدة. وقال الاسد الاحد لدى لقائه رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي ان سوريا "ثابتة في نهجها المقاوم والمدافع عن الحقوق المشروعة للشعوب مهما كان حجم التعاون بين الدول الغربية وبعض الدول الاقليمية لثنيها عن مواقفها"، مؤكدا ان "الشعب السوري لن يسمح لهذا المخطط بالمرور والوصول الى اهدافه مهما كلف الثمن". وراى الرئيس السوري بحسب وكالة الانباء السورية الرسمية ان "ما يجري حاليا من مخطط ليس موجها ضد سوريا فقط وانما ضد المنطقة بأسرها التي تشكل سوريا حجر الاساس فيها"، مشيرا الى انه لذلك "تحاول القوى الخارجية استهداف سوريا لاستكمال مخططها في كامل المنطقة". من جهته، قال بروجردي "نحن نعتقد ان اجتماع طهران فرصة للمساعدة في حل الازمة السورية" مشيرا الى انه عرض هذا الموضوع خلال لقائه المسؤولين السوريين، في اشارة الى قمة دول عدم الانحياز التي تعقد في طهران الاسبوع المقبل. واعرب عن استعداد بلاده "الكامل" لتامين الجو المناسب "لاجراء مباحثات مع المعارضة بمشاركة الحكومة السورية" مؤكدا ان بلاده "تؤمن ان الطريق لحل الازمة السورية هو الحل السياسي". واضاف بروجردي "ان الحل العسكري عمليا وصل الى مازق وطريق مسدود" مشيرا الى ان "الذين يرحبون بالحل السياسي (من المعارضة) يزدادون يوما بعد يوم". واعتبر ان قبول الحكومة السورية بهذه المبادرة "خطوة ايجابية". الا انه اشار الى ان المعارضة السورية بكاملها "لا تبحث عن حل سياسي لهذه الازمة" داعيا اياها "لوضع السلاح جانبا والخروج من الطريق العسكري والدخول في الحل السياسي". وللتوصل الى ذلك، اشار المسؤول الايراني الى مبادرة بلاده المتعلقة بتشكيل مجموعة اتصال تضم السعودية وتركيا وايران ومصر خلال اجتماع خاص على هامش القمة من اجل توفير الارضية اللازمة لهذا الحوار والتوصل الى هدنة تؤدي الى وقف العنف وتوفير البيئة الملازمة للحوار، "وعندها ندخل في الاجراءات التنفيذية". واكد ان اي خطوة في هذا المجال "يجب ان تتم بالتشاور مع الحكومة السورية" لافتا الى انه "دون ذلك لا يمكن انجاح اي مقترح". وكانت ايران اعلنت اخيرا انها ستقدم اقتراحا لتسوية النزاع في سوريا خلال قمة عدم الانحياز. بدورها، دافعت مصر الاحد عن اقتراحها بتشكيل مجموعة اتصال اقليمية بشان سوريا تضم ايران، مؤكدة ان طهران يمكن ان تكون "جزءا من الحل" للازمة السورية. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية ياسر علي "لو كتب النجاح لهذه اللجنة ونحن مصرون على نجاحها ستكون ايران جزءا من الحل وليس من المشكلة وبالتالي نحن دعونا ايران لتكون جزءا من هذه اللجنة الرباعية". الى ذلك، اوضح بروجردي ان الرئيس السوري ابلغه انه "سيرسل رئيس الوزراء السوري للمشاركة" في قمة عدم الانحياز. واضاف ان وزير الخارجية السوري سيشارك كذلك في القمة. واوردت وكالة سانا ان نائب الرئيس السوري فاروق الشرع التقى بروجردي و"بحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين"، وقد اعرب الشرع عن "تقديره للمواقف الموضوعية لايران مما يجري فى سوريا". وهو اول ظهور للشرع منذ اكثر من شهر بعد معلومات تداولتها المعارضة السورية عن انشقاقه او فرض الاقامة الجبرية عليه. وكان بروجردي التقى في وقت سابق المعلم الذي اكد ان النظام لن يبدأ اي مفاوضات مع المعارضة حتى "تطهير" البلاد من المجموعات المسلحة. ميدانيا، اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان الاحد ان "320 شخصا على الاقل قتلوا في داريا بريف دمشق خلال الحملة العسكرية" التي استهدفت المدينة في الايام الخمسة الماضية. من جانبها، ذكرت سانا ان الجيش النظامي "طهر مدينة داريا بريف دمشق من فلول المجموعات الارهابية المسلحة التى ارتكبت الجرائم بحق ابناء المدينة وروعتهم وخربت ودمرت الممتلكات العامة والخاصة". وبحسب التلفزيون السوري الرسمي فان داريا "تم تطهيرها من بقايا الارهابيين". من جهتها، وصفت لجان التنسيق المحلية في بيان ما حصل في داريا ذات الغالبية السنية بانه "مجزرة ارتكبها النظام". واضافت ان "وحشية أجهزة النظام وميليشياته زرعت امس (السبت) الموت في شوارع البلدة وبساتينها من دون تمييز بين رجل او امراة او طفل في مقتلة (...) راح ضحيتها أكثر من 300 شهيد". واكدت ان "جيش النظام تحول الى جيش احتلال قاتل للسوريين". وفي مدينة حلب، قال المرصد مساء الاحد ان "اشتباكات عنيفة دارت بين مقاتلين من الكتائب الثائرة والقوات النظامية في احياء حلب الجديدة وهنانو وحلب القديمة وباب النصر والجندول وجسر النيرب ما ادى لاستشهاد أربعة مقاتلين من الكتائب الثائرة". واضاف ان "احياء الشعار وقاضي عسكري وباب الحديد والمرجة تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية فيما شوهدت اعمدة الدخان تتصاعد في سماء المدينة". وكان قائد كتيبة درع الشهباء في الجيش السوري الحر النقيب حسام ابو محمد قال لفرانس برس في اتصال من حي سيف الدولة في حلب ان الجيش النظامي "يحاول اقتحام الاحياء التي يسيطر عليها بمشاركة القوات الخاصة والحرس الجمهوري مدعومة بدبابات ت-72". واوضح ان الاستراتيجية الجديدة للجيش النظامي تقوم على محاولة الاقتحام من الاطراف"، مشيرا الى انه "بالامس جرت محاولة اقتحام من جهة الراموسة (جنوب) ودخلت ثلاث دبابات الى حي السكري فدمرنا واحدة وانسحبت الدبابتان الباقيتان". واكد ان "الجيش النظامي منهك ويفقد سيطرته على الاحياء بشكل تدريجي"، مشيرا الى انه "اعطيت الاوامر لكل عناصر المخابرات والشرطة وحتى الموظفين المدنيين الحزبيين لكي يلبسوا ثيابا عسكرية وينضموا للجيش". وفي دير الزور، تعرضت قرى وبلدات الحسينية والسفيرة تحتانية والمحيميدية للقصف من قبل القوات النظامية، وفق المرصد. وفي ريف دمشق، لفت المرصد الى "استشهاد أربعة مواطنين في بلدة المعضمية احدهم متأثرا بجروح اصيب بها في وقت سابق وثلاثة عثر على جثامينهم بعد اعتقالهم امس بينما سمعت اصوات اطلاق نار كثيف في البلدة، كما تعرضت بلدة عقربا لقصف من قبل القوات النظامية". وفي درعا، اشار المرصد الى ثمانية قتلى "إثر القصف الذي تعرضت له بلدة بصرى الشام"، موضحا ان "العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى بحالات خطرة". وفي طرابلس بشمال لبنان، قتل رجل اربعيني واصيب ستة اخرون بينهم ثلاثة عناصر من الجيش اللبناني، الاحد مع استمرار اعمال القنص في المدينة التي شهدت في الايام الاخيرة مواجهات عنيفة بين مجموعات سنية واخرى علوية على خلفية الازمة السورية، بحسب ما افاد مصدر امني فرانس برس. وارتفعت بذلك حصيلة الجولة الاخيرة من الاشتباكات التي شهدتها طرابلس منذ الاثنين الى 16 قتيلا و118 جريحا.