اهتمت الصحف البريطانية بنسختيها الورقية والاليكتروية الثلاثاء بالعديد من المواضيع السياسية والرياضية حيث لا زالت اخبار الاولمبياد تحظى بنصيب الاسد في تغطيتها الاخبارية والتحليلية وذلك مع اختتام هذه الالعاب امس بحفل موسيقي مميز. وتناولت هذه الصحف في افتتاحياتها وتحليلاتها التطورات الاخيرة في مصر وتعمقت في القرارات الحاسمة التي اصدرها الرئيس المصري محمد مرسي، ونظرت في قرار تعيين بول ريان نائباً للمرشح الجمهوري ميت رومني فضلا عن تأثير الالعاب الاولمبية التي انتهت امس على اللندنيين. جاء في صحيفة الغارديان مقالاُ تحليلاُ لإيساندر العمراني بعنوان ليلة القدر ساهمت في اتخاذ قرارات حاسمة في مصر . وكتب العمراني وهو متخصص في شؤون مصر وشمال افريقيا انه من الصعب تصديق ان توقيت القرارات الحاسمة الأخيرة التي اصدرها الرئيس المصري محمد مرسي بإحالة كل من وزير الدفاع رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي ونائبه رئيس الاركان سامي عنان على التقاعد وتعيينهما مستشارين لرئيس الجمهورية، هو محض صدفة . ويرى العمراني ان مرسي أصدر هذه القرارات الحاسمة في ليلة القدر. واشار كاتب المقال الى ان قرارات مرسي انهت حالة من التخبط والتشويش التي استمرت لأشهر.. والتي اثارت التساؤلات حول من يتولى السلطة في مصر؟ واضاف العمراني انه بالنسبة للعسكر، فإن الشخص الذي يتمتع حالياً بنفوذ قوي هو عبد الفتاح السيسي والذي كان سابقاً رئيس الاستخبارات العسكرية واليوم يشغل منصب وزير الدفاع. والسيسي اصغر سناً من طنطاوي الذي كان قد عينه الرئيس المصري السابق حسني مبارك في عام 1992. ويختم العمراني بالقول ان على مرسي محاولة تحقيق التوازن بين حزبه الاسلامي والعلمانيين ومطالب الثوار والمحافظين من حلفاءه الجدد في الجيش ، مضيفاً ليس هناك أي عذر لمرسي في اتخاذ أي قرار، خاصة وانه اصبح اخيراً في مركز قوة واصبح يمتلك سلطات واسعة . وكتبت الفاينشيال تايمز في افتتاحيتها مقالاً بعنوان قرارات مصر المتوازنة واللطيفة . واشار المقال الى ان الرئيس المصري محمد مرسي والذي يعد أول رئيس مصري منتخب استطاع تحقيق توازن من خلال القرارات الحاسمة التي اصدرها اخيراً ومنها إحالة طنطاوي وعنان على التقاعد. واضاف المقال ان السؤال الذي يطرح نفسه الآن، ما هو الاتفاق الذي ابرمه مرسي ليحظى بدعم الكثيرين من الجيش؟ وجاء في المقال ايضاً ان مصر بحاجة الآن الى حكومة قادرة على تحسين الأوضاع على كافة الاصعدة في مصر. واليوم، وبعد ان قام مرسي بخطوته الاولى تجاه الجيش، فإنه يجب ان يثبت الآن توجهاته الديمقراطية ويدعو لانتخاب برلمان جديد في اسرع وقت ممكن. وان يمنح الناخبون فرصة لانتخاب جمعية تأسيسة وهي الهيئة المنوط بها اعداد دستور جديد لجمهورية مصر العربية. وختم المقال بالقول ان اعطاء ابناء مصر فرصة لرسم مستقبل بلدهم هو الطريقة المثلى لنيل الحكومة المصرية الجديدة ثقة شعبها. ونطالع في افتتاحية التايمز مقالاً بعنوان الطريق نحو راين . وتبدأ الصحيفة افتتاحيتها بالقول ان الرئيس الامريكي باراك اوباما بدأ حملته الانتخابية الثانية الاسبوع الماضي ضد رجل اعمال تواق للوصول الى سدة الحكم والقوة. أما هذا الاسبوع، فأن اوباما يواجه ميت رومني الذي اظهر قدراته على اتخاذ قرارات حاسمة تحت الضغط والذي كشف فجأة عن خطة راديكالية لإعادة هيكلية الاقتصاد الامريكي ليصب في مصلحة القطاع الخاص واصحاب المشاريع التجارية. وتقول الصحيفة ان هذه الخطة الاقتصادية وضعها بول ريان وهو المرشح الجمهوري الجديد لمنصب نائب الرئيس. وتضيف ان ريان محبوب وشاب مليء بالحيوية ولديه خطط لخفض الانفاق الامريكي . وتشيد الصحيفة بريان فتقول انه سياسي محنك ويظهر قدرة جدية على مواجه التحديات ، وتضيف تم اختياره لهذا المنصب لجدراته ولرؤيته السياسية العميقة رغم وجود العديد من الاشخاص الاكبر سناً في الحزب الجمهوري . وتقارن الصحيفة بين رومني وريان، فتقول ان ريان واضح ومحافظ بينما رومني يعطي وعوداً مبهمة ، وتضيف ان ريان يتميز باعطاء تفاصيل دقيقة لأفكاره . وترى الصحيفة ان سباق الرئاسة سيكون محموماً . ونقرأ في افتتاحية الصحيفة نفسها، مقالاُ بعنوان اسطورة الاولمبياد . وتقول الصحيفة ان عمدة لندن بوريس جونسون قال امس خلال حفل اختتام الالعاب الاولمبية في لندن ان الاولمبياد كان حدث مميز في حياة اللندنيين وهو حدث سنتذكره طوال حياتنا . واضافت الصحيفة ان الامة بأكملها عاشت اجواء من البهجة والسرور على مدى 15 يوما الا انه مع انتهاء هذه الالعاب الأولمبية فإنها ستصبح ذكرى الا ان تأثيرها يجب ان يستمر ولا يتوقف . واضاف المقال ان روح الاولمبياد يجب ان تستمر الى ما بعد الاولمبياد . وترى الصحيفة ان تنظيم الاولمبياد لم يكن مجرد مهرجان بل اظهر قدرة البلاد على تنظيم مشروع معقد وبشكل ناجح . واشار المقال الى ضرورة ان تنتهج الدولة نفس الطريقة لتحقيق تغيرات كبيرة في الاقتصاد البريطاني، موضحاً ان جوهر التغيير في الاقتصاد البريطاني هو العمل على تأمين مجال للتنافس والذي يمكن ان يتحقق من خلال الاستثمار في الخبرات لتحقيق التغيرات الجذرية في الاقتصاد البريطاني وتخفيف عبء الضرائب المفروضة .