هامبورج/لندن (رويترز) - بدأ موردو الحبوب في التخلف عن توريد شحنات متفق عليها لمستوردين رئيسيين منهم مصر أكبر مستورد للقمح في العالم بدلا من التسليم وفقا للعقود التي أبرمت بأسعار قديمة ما يجعلهم يخسرون بسبب الارتفاع الحاد في الأسعار بعد الجفاف الذي ضرب الولاياتالمتحدة. وتدمر أسوأ موجة جفاف في 50 عاما المحاصيل في الغرب الأوسط الأمريكي وتدفع أسعار الحبوب العالمية لارتفاع حاد ما رفع سعر الذرة وحدها بنحو 50 بالمئة في الشهر الماضي. وسجل سعر فول الصويا كذلك مستوى قياسيا تلاه سعر القمح بفارق غير كبير. ومما فاقم المشكلة نقص المحاصيل في روسيا وأوكرانيا وقازاخستان إذ اعقبت موجة برد قارس الجفاف ما رفع أسعار الحبوب واثار المخاوف من اندلاع اضطرابات خاصة في الشرق الأوسط حيث يمكن لارتفاع أسعار الغذاء إثارة قلاقل سياسية. ويقول متعاملون إن بعض مبيعات الحبوب خاصة لمشترين في مصر توقفت لكنهم أكدوا ان الشركات التجارية العالمية ستورد بموجب العقود المبرمة ومشكلة التخلف عن التوريد تتركز على الشركات الصغيرة. غير أن هذه الشركات عادة تتعامل مجتمعة في نحو مئة الف طن. وقال متعامل في الشرق الأوسط "نتحدث إلى بعض المشترين المصريين من القطاع الخاص المتعاقدين مع موردين في البحر الأسود بشأن صفقات لم تنفذ للذرة والقمح. الشحنات صغيرة ما بين عشرة آلاف طن و25 الفا." وثارت شكوك كذلك بشأن ما إذا كانت مبيعات قمح لليبيا ابرمت في الفترة الأخيرة ستورد. وقال متعامل ألماني "فقط في يونيو كان التجار يبيعون القمح والحبوب الأخرى لمشترين في الشرق الأوسط وسط توقعات بتراجع الأسعار بسبب محصول قياسي في الولاياتالمتحدة وزيادة الصادرات من روسيا." وأضاف "وارتفاع الأسعار يعني أن بعض المبيعات تمت بخسائر كبيرة الناس الآن ينظرون في شروط سندات الأداء ليروا ما إذا كان الأجدى عدم التوريد." وفي أغلب عقود التجارة الدولية يقدم البائع ضمانا يتمثل في شرط جزائي إذا لم يلتزم بشروط العقد يطلق عليه سند الأداء. وفي بعض اتفاقات بيع الحبوب تعني سندات الأداء أن يدفع البائع عشرة بالمئة من قيمة العقد للمشتري في حال التخلف عن التوريد. وعادة ما تبرم اتفاقات توريد الحبوب قبل توريدها بشهور ويستخدم التجار خبرتهم في السوق في حساب حجم المعروض في وقت تحميل السفن. وحتى اربعة أسابيع مضت كان التجار يتوقعون ان تنخفض الأسعار متوقعين محصولا قياسيا في الولاياتالمتحدة ما يوفر الحبوب باسعار منخفضة في السوق. وأي زيادة في التخلف عن التوريد من شأنها التسبب في ارتفاع كبير في التكلفة خاصة بالنسبة لدول الشرق الأوسط وشمال افريقيا التي تعتمد على واردات الحبوب في صناعة الخبز وعلف الحيوان. وقال مستورد كبير للقمح في مصر إنه سمع عن بعض حالات التخلف عن توريد شحنات من البحر الأسود لمشترين مصريين من القطاع الخاص. واضاف ان الشحنات يعتقد انها صغيرة نسبيا. ومن الاتفاقات التي قد تكون مهددة كذلك شحنة 50 الف طن من القمح لليبيا يوم الرابع من يوليو. وقال متعامل "سيدهش الكثيرون إذا تمت هذه الصفقة إذ يبدو انها ستكون خاسرة." ويواجه المشترون من القطاعين العام والخاص الذين لم يبرموا صفقات الشهر الماضي ارتفاعات كبيرة في التكاليف إذا اضطروا للشراء بالأسعار الراهنة. وقال متعامل أوروبي "الأردن والعراق ارتكبا خطأ كبيرا بإلغاء مناقصات سابقة." وألغى العراق مناقصة لشراء القمح في وقت سابق هذا الشهر وطرح مناقصة جديدة يوم 12 يوليو في حين ألغى الأردن المستورد الكبير للقمح مناقصة دولية لشراء مئة ألف طن يوم الثلاثاء الماضي بسبب ارتفاع الأسعار وطرح مناقصة جديدة يوم الأربعاء.