عاد لاعب كرة القدم الفلسطيني محمود السرسك الذي كان اسيرا لدى اسرائيل واضرب عن الطعام لحوالى ثلاثة اشهر، الى منزله في رفح بجنوب قطاع غزة، كما افاد مراسلو وكالة فرانس برس. واستقبل مئات الفلسطينيين محمود السرسك (25 عاما) الذي امضى حوالى سنتين قيد الاعتقال الاداري في اسرائيل، استقبال الابطال. وقال محمود السرسك ان الافراج عنه يشكل "انتصارا ليس فقط لي وانما للشعب الفلسطيني وللاسرى الفلسطينيين المعتقلين في سجون الاحتلال". ودعا حركة فتح وكذلك حماس الى ابداء "تضامن اكبر" مع الفلسطينيين المعتقلين لدى اسرائيل. وكان السرسك وصل بعد الافراج عنه، في سيارة اسعاف فلسطينية الى الجانب الفلسطيني عند حاجز بيت حانون (ايريز) شمال القطاع حيث كان مئات الفلسطينيين بينهم والداه في الاستقبال الشعبي. واحاط عشرات المواطنين بسيارة الاسعاف التي كانت تقل السرسك وهم يرددون هتافات منها "الانتصار الانتصار والحرية للاسرى". وقال السرسك فور وصوله "لا استطيع ان اعبر عن مدى الفرحة وفي نفس الوقت لا انسى صرخات الاسرى الذين لا زالوا في السجون الاسرائيلية، هذا انتصار للاسرى"، مضيفا "اشكر كل الجهات الفلسطينية والعربية والدولية وكل الناس الذين وقفوا معي". من جانبها عبرت والدة السرسك عن سعادتها ب"انتصار" ابنها في معركة "الامعاء الخاوية" باضرابه عن الطعام، وقالت "انا فخورة بان محمود انتصر على السجانين الاسرائيليين واتمنى ان يفرج عن كل الاسرى". وفور وصوله الى غزة نقل السرسك الى مستشفى الشفاء بالمدينة حيث اجريت له الفحوص الطبية قبل ان يغادر المستشفى الذي تجمع فيه مئات من المواطنين لاستقباله، باتجاه منزله في رفح في جنوب قطاع غزة حيث تنظم المنظمات الوطنية والاسلامية مهرجانا شعبيا احتفاء بالافراج عنه. واكد الاطباء في مستشفى الشفاء انه تم اجراء الفحوص الطبية "اللازمة" للسرسك الذي بدا متعبا لكن "صحته مطمئنة وجيدة". وكان السرسك نفذ اضرابا عن الطعام امتد اكثر من 90 يوما احتجاجا على اعتقاله اداريا قبل التوصل الى اتفاق بينه وبين مصلحة السجون الاسرائيلية قبل ثلاثة اسابيع قضى بوقف اضرابه والافراج عنه في العاشر من تموز/يوليو. واعتبر نافذ عزام القيادي في حركة الجهاد الاسلامي في مؤتمر صحافي عقده في مستشفى الشفاء ان الافراج عن السرسك "انتصار اسطوري"، مؤكدا ان الاسير المفرج عنه "سجل خلال اضرابه عن الطعام رقما قياسيا عالميا". وشدد عزام على ان "الشعب الفلسطيني ما زال متمسكا بحقوقه"، والافراج عن السرسك "ليس انجازا لحركة الجهاد التي ينتمي لها فقط بل لكل شرائح الشعب الفلسطيني الذي ساند محمود". ورفع المستقبلون وبينهم عشرات النساء والاطفال اعلاما فلسطينية وصورا للسرسك وعدد من الاسرى في السجون الاسرائيلية وكتب على صورة للسرسك "الحرية والانتصار للاعب المنتخب الفلسطيني لكرة القدم محمود السرسك". وشارك في استقبال السرسك ايضا عشرات من لاعبي كرة القدم المحليين. ورحبت منظمة العفو الدولية في بيان بالافراج عن السرسك لكنها اكدت ان ذلك "لا يعكس اي تغيير جوهري في استخدام السلطات الاسرائيلية للاعتقال الاداري". وطالبت منظمة العفو بالافراج عن اسيرين اخرين مضربين عن الطعام هما سامر البرق وحسن الصفدي. وكان محمود السرسك نقل لتلقي العلاج في مستشفى اسرائيلي بسبب تدهور حالته الصحية مرات عدة. واعتقل السرسك في تموز/يوليو 2009 على حاجز ايريز الحدودي بين قطاع غزة واسرائيل اثناء توجهه الى الضفة الغربية لتوقيع عقد احترافي مع فريق كرة قدم في الضفة. وشارك السرسك قبل اعتقاله في مباريات عدة مع المنتخب الفلسطيني في دول عربية واوروبية.