مع قررات الاستدعاء وحملات التفتيش والتحقيقات الضريبية تتزايد الضغوط في روسيا على زعماء المعارضة لسلطة فلاديمير بوتين وفي مقدمهم اليكسي نافالني الذي استدعي الثلاثاء للاستجواب. فقد استدعي نافالني امام لجنة التحقيق التي توازي مكتب التحقيقات الفدرالي (اف.بي.آي) الاميركي، لاستجوابه حول شعارات متطرفة اطلقت خلال تظاهرات المعارضة في 5 و24 كانون الاول/ديسمبر، بعد الانتخابات التشريعية التي احتجت عليها المعارضة. كذلك تعرض حسابه على موقع تويتر ليل الاثنين الثلاثاء للقرصنة وبثت عليه رسائل بذيئة تهدف ايضا الى تشويه سمعته، وقد سارع الى اتهام لجنة التحقيق بهذه التصرفات. وكتب على مدونته "من الواضح ان ذلك قد حصل عبر اجهزة الكومبيوتر/ايباد، التي صودرت خلال عملية الدهم. هذه هي لجنة التحقيق". وكان نافالني يلمح الى عمليات الدهم التي استهدفت في 11 حزيران/يونيو منزله ومكتب جمعيته روسبيل الناشطة على صعيد مكافحة الفساد. كما جرت الاسبوع مداهمات لمنازل قادة آخرين في المعارضة هم بوريس نمتسوف وايليا ياشين وكسينيا سوبتشاك. وفي اطار عملية دهم منزل كسينيا سوبتشاك، عثر المحققون على اكثر من مليون يورو نقدا، واوضحوا انهم كانوا يريدون التحقق من تسديدها للضرائب، كما اكدت ذلك النجمة التلفزيونية السابقة. وذكرت لجنة التحقيق الروسية الثلاثاء ايضا انها فتحت تحقيقا اوليا ضد النائب غينادي غودكوف، أحد منظمي تظاهرات المعارضة، حول تهم بالتزوير الضريبي وتبييض اموال وجهها اليه مواطن بلغاري. "ابعدوا قادة حركة المعارضة عن اللعبة". وقد صدر هذا الاعلان بعدما بثت شبكة ان.تي.في تحقيقا السبت تضمن مقابلة مع بلغاري وجه فيها اتهامات الى غودكوف. وتدأب هذه الشبكة التي تشرف عليها مجموعة غازبروم الرسمية على نشر معلومات تنتقد المعارضة. واكدت الشبكة مرارا ان المعارضة الروسية تحصل على تمويل من الخارج ولاسيما من الولاياتالمتحدة. وعلى مدونته، كتب غودكوف النائب عن حزب يسار الوسط روسيا العادلة "تتزايد ملامح سياسة +دفع المعارضين حتى المراحيض+ (صيغة شهيرة استخدمها فلاديمير بوتين حيال المتمردين الشيشان)". وشهد هذا العضو السابق في جهاز الاستخبارات الروسي (كي.جي.بي) ونجله ديمتري النائب ايضا، في الاسابيع الاخيرة عمليات دهم قامت بها الشرطة لشركات في مجموعتهما الامنية سحبت منها الرخص وصودرت اسلحتها. واعلن غودكوف انه سيرفع شكوى على شبكة ان.تي.في. واوضح اليكسي نافالني انه سيقوم بالخطوة نفسها حول قرصنة حسابه على موقع تويتر. وقد اتهمته لجنة التحقيق في المقابل بأنه يحاول ممارسة ضغوط على التحقيق الذي يستهدفه، مهددة اياه بملاحقات جديدة. ويجرى استجواب اليكسي نافالني حول تظاهرة في السادس من ايار/مايو في موسكو انتهت بصدامات اسفرت عن سقوط عدد كبير من الجرحى بين المشاركين وعناصر الشرطة. واتهم نافالني الاثنين السلطات الروسية بالسعي من خلال الضغوط للحصول على شهادات اثبات ضد قادة المعارضة. واكد الزعيم المعارض الاخر، الصحافي سيرغي بارخومنكو بعد استجوابه ايضا ان الاسئلة استهدفت خصوصا جمع عناصر اثبات ضد نافالني. واعتبر المحلل في مركز كارنيغي اندريه ريابوف انهم "يحاولون ان يبعدوا عن السياسة انشط قادة حركة الاحتجاج على امل ان يؤدي ابعادهم الى انهيار الحركة". واخيرا، طلب ناشط من حركة "روسيا الاخرى" المعارضة اللجوء السياسي في هولندا، قائلا انه يتعرض لضغوط ومراقبة بعد مشاركته في تظاهرات، كما ذكرت اذاعة صدى موسكو.