أريحا (سوريا) (رويترز) - تقع نقاط التفتيش التابعة للجيش السوري في أنحاء بلدة أريحا بشمال البلاد في منطقة خطيرة حتى انه يتم جلب الاغذية للجنود في دبابة. ويقول جنود في موقع خارج أريحا انهم لم يغامروا بدخول البلدة منذ عدة اشهر خوفا على سلامتهم في منطقة وصل العداء فيها للرئيس بشار الاسد الى نقطة الغليان. وقال جندي للصحفيين الذين زاروا ادلب هذا الاسبوع "اننا نمكث هنا فحسب. وأضاف "اليوم وقع هجوم على نقاط التفتيش حولنا - اذا ذهبنا داخل اريحا فانهم سيقطعوننا اربا." وتقع أريحا في محافظة ادلب وهي معقل للانتفاضة ضد حكم الاسد التي تفجرت في مارس اذار من العام الماضي. كما تحملت عبء حملة عسكرية على الانتفاضة التي بدأت باحتجاجات سلمية لكنها تطورت الى تمرد مسلح تحدث فيه ناشطون عن قصف بلدات واعتقالات جماعية وأعمال قتل واسعة النطاق من جانب قوات الامن. وأذكت أعمال العنف من جانب قوات الامن مشاعر الاستياء بين العديد من السكان حتى لو كان بعضهم خاب ظنه اتجاه حركة المعارضة للطابع العسكري. وقال محمود وهو ساكن عمره 29 عاما بمدينة ادلب "عندما سالت أول نقطة دم خسر النظام." وأضاف "نحن قريبون جدا من المجتمع وفي المدن والبلدات نعرف بعضنا البعض ... لذلك مع سقوط كل شهيد سيخرج مزيد من الناس الى الشارع ولا سبيل لاعادتهم." وكان الجنود على أهبة الاستعداد مساء الثلاثاء عندما اقتربت من ادلب مجموعة من ضباط الاممالمتحدة الذين يحاولون مراقبة وقف اطلاق النار الذي خرقه كل من قوات الحكومة والمعارضة. وعندما غادرت قافلتهم الطريق السريع لدخول المدينة وصلت عربتان مدرعتان ممتلئتان بالجنود لحراستهم. وكانت توجد ثلاث نقاط تفتيش على الطريق كل منها يحرسها عشرات الجنود ويتم الاقتراب منها في حارة واحدة على جانبيها حواجز رملية. وعندما توقفت القافلة قفز الجنود خارج العربة واتخذوا مواقع دفاعية وفتشوا الحقول في الجانبين بحثا عن مسلحين. وفي المدينة نفسها أمكن سماع دوي اطلاق نار باستمرار تقريبا مساء الثلاثاء وهز انفجار واحد على الاقل المباني. وألقى حاكم المنطقة ياسر الصوفي باللوم في العنف على "محرضين خارجيين" في اشارة الى تركيا التي تشترك في حدود مع ادلب وتأوي معارضين من الجيش السوري الحر الذين ينفذون هجمات داخل سوريا. وقال انه لولا الاستفزاز الخارجي الذي يأتي اليهم عبر الحدود لكان الوضع في سوريا أصبح على ما يرام. وكانت المدارس والمتاجر مفتوحة كالمعتاد في ادلب يومي الثلاثاء والاربعاء. لكن اثار الهجمات والاشتباكات في الاونة الاخيرة كانت واضحة. فقد شوهت فتحات الطلقات ببعض المباني واغلقت الحواجز الخرسانية الطرق المؤدية الى مكاتب ادارية. وفي فندق كارلتون الذي اغلق في الصيف الماضي بعد بدء الانتفاضة لكن اعيد فتحه لاستضافة مراقبي الاممالمتحدة كانت النوافذ المحطمة وصالة المطعم التي لحقت بها أضرار بالغة دليل على اطلاق النار الذي قال جنود انه يقع كل ليلة. وقال جندي في الفندق ذكر ان اسمه أسعد "اننا نقاتل مسلحين يدمرون البلاد." وأضاف "نحن لا نعلم ماذا يريدون - انني جندي أقوم بواجبي في حماية بلدي." وفي منتصف الطريق جنوبي ادلب يوم الاربعاء كان هناك حطام دبابة دمرت في الساعات الاربع والعشرين منذ ان مر صحفيون في نفس المنطقة يوم الثلاثاء. وبدا انه لا يوجد جنود في موقع عسكري على جسر يطل على الحطام المحترق. لكن في القرى الواقعة على مشارف ادلب نفث السكان عن غضبهم على مسافة تقل عن كيلومتر من نقطة تفتيش الجيش. وقال ساكن يدعى هلال "الجيش مازال يأتي ويطلق النار علينا ويقتلوننا." وأضاف "نعم منذ وصول المراقبين تراجع ذلك لكنه مازال يحدث." وهتف شخص اخر قائلا "اذا قتلنا مليون مرة فانه لن يتم اسكاتنا. أي شخص يقتل أطفالنا لا يمكن ان يكون رئيسنا." وقال فتى عمره عشر سنوات ان الجنود داهموا منزله قبل اسبوعين. واضاف "أحدهم كان يحمل بندقية وسألني ان كان والدي لديه واحدة مثلها فقلت لا . لذلك أخذوا جهاز الكمبيوتر الخاص بي." وقال الجنود انه تقع اشتباكات يومية مع مسلحين تتحول احيانا الى معارك ضارية. ويتعين عليهم في الغالب استدعاء تعزيزات. وقال أحدهم "مدينة ادلب امنة." وأضاف "لكن كل المناطق المحيطة في حالة غليان." ومعظم الجنود من محافظة دير الزور وساحل البحر المتوسط بينما قال سكان ان بعض المقاتلين على الاقل في الريف حول ادلب أجانب - وهي نقطة أكدت السلطات السورية عليها مرات عديدة في اطار جدلها انها تواجه تمردا يدعمه اجانب وليس مشاعر استياء محلي. وقال عصام الذي ذكر انه يؤيد الانتفاضة لكنه غير راض عن انها اصبحت مسلحة بدرجة أكبر "يوجد ليبيون يقاتلون هنا بالتأكيد. اننا نعرف ذلك والجميع في المدينة يعرفون ذلك." وتابع "قد أغادر الى حلب لكنني اذا غادرت فان الامن سيحرق منزلي. انهم يفعلون ذلك مع الذين يغادرون." (اعداد رفقي فخري للنشرة العربية - تحرير نبيل عدلي)