من المتوقع أن تنمو التجارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بنسبة 131% حتى عام ،2026 أي أسرع من النمو التجاري العالمي خلال الفترة نفسها (86%)، وذلك وفقاً لتقريرHSBC الأخير حول علاقات التبادل التجاري . وبينما لا تزال الصناعات والمنتجات النفطية تمثل مصدر تركيز تجاري أساسي بالنسبة للمنطقة، فإن زيادة أهمية صادرات الحديد والفولاذ تبرز سرعة نمو القطاع الصناعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما أوضح التقرير أن النمو المتوقع في الإمارات سوف يتجاوز 124% بحلول 2026 . وقال تيم ريد، الرئيس الإقليمي للخدمات المصرفية التجارية في بنك HSBC الشرق الأوسط: “ليس هنالك أي إنكار للتحديات التي واجهتها المنطقة والتي لا تزال تواجهها في هذا العام، ولكن معطيات اليوم تدعم بشكل كبير جداً إيماننا بإمكانيات النمو الاقتصادي للمنطقة على المدى الطويل . وباعتبارنا البنك الدولي الرائد في المنطقة في مجال خدمات التجارة، فنحن ندرك بأن التجارة تكمن في صلب ضمان الانتعاش الاقتصادي الدولي، حيث تسعى الشركات والمؤسسات التجارية إلى استكشاف الطرق التجارية الجديدة، والاستفادة من الفرص العالمية الجديدة . ولا تزال منطقة الشرق الأوسط ككل تشكل مركزاً مثالياً لطرق التجارة بين الشمال والجنوب، وبين الشرق والغرب، وتدفقات التبادلات التجارية الإقليمية . لذا، فإنه ينبغي على الشركات والمؤسسات التجارية أن تواصل شعورها بالثقة تجاه المستقبل . وتشير التوقعات الربع سنوية الى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سوف لن تشهد نمواً في تجارتها بمعدل أسرع من بقية أنحاء العالم فحسب، بل إن الشركات والمؤسسات التجارية الدولية سوف تصبح أقل اعتماداً على أوروبا والولاياتالمتحدة بالنسبة للعلاقات التجارية . كما تشير المعطيات إلى أن الشركاء التجاريين الحاليين الأكبر للمنطقة بالنسبة لعام 2012 سيكونون الولاياتالمتحدة والصين والهند، ما يعكس هيمنة قطاع الصناعات والمنتجات النفطية بالنسبة للمنطقة . وأضاف ريد: على اعتبار أن ثلثي احتياطي النفط الخام في العالم موجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فإنه لا ينبغي علينا النظر إلى المنطقة على أنها مصدر للصناعات والمنتجات النفطية وحسب عندما ننظر إلى العلاقات التجارية على المدى الطويل . فالتنويع واضح، بل من المتوقع أن يزداد أهميةً . فسواء كنا ننظر إلى السلع الغذائية أو صناعات الكهربائيات، فإننا سنحصل على صورة لمنطقة لن تكون معتمدة على الصناعات النفطية فقط . وعندما ننظر إلى توقعاتنا بالنسبة للمنطقة، فإنه من غير المستغرب أن يكون الحديد الخام على رأس القائمة (37 .14%) نظراً لسرعة نمو القطاع الصناعي في الأسواق الناشئة" . وبالنظر إلى كل بلد على حدة، وبافتراض عدم وجود المزيد من الأزمات السياسية، فمن المتوقع أن تكون مصر هي المصدر والمستورد الأسرع نمواً على المدى المتوسط إلى البعيد . وسيزداد النمو التجاري لمصر بنسبة 40 .167% حتى عام ،2026 حيث سيكون قطاع صادرات لفائف الحديد المسطح والفولاذ هي الأوسع والأسرع نمواً (70 .21% على مدى السنوات الخمس المقبلة) . ومن المتوقع أيضاً أن تشهد السعودية نمواً في تجارتها بنسبة 12 .107% حتى عام 2026 . وعلى غرار العديد من دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كان أداء المملكة العربية السعودية جيداً نسبيا خلال عام 2011 على الرغم من التباطؤ الاقتصادي العالمي وأزمة الديون في منطقة اليورو . ومن المتوقع أن تشهد السعودية نمواً في صادراتها التجارية بنسبة 52 .5% على مدى السنوات الخمس المقبلة، بينما ستزداد وارداتها بنسبة 99 .6% مدفوعةً بتوسيع بنتيها التحتية . وتظهر معطيات التوقعات التجارية بأن الشركات الإماراتية تتوقع زيادة نشاطها التجاري بنسبة 52 .5% سنوياً على مدى الأعوام الخمسة عشر المقبلة، بحيث يتوقع أن يزيد النمو التجاري عموماً الآن بنسبة 03 .124% حتى عام 2026 . ويتوقع أن يكون النمو مدفوعاً بتجارة الأجهزة الكهربائية والمجوهرات والطائرات علاوةً على النفط ومنتجاته ومشتقاته . كما يتوقع أن تنمو تجارة قطر بنسبة 74 .150% حتى عام ،2026 أي أسرع من المعدل العالمي المتوقع على مدى الأعوام الخمسة عشر المقبلة . ويرجع ذلك إلى وضع قطر الاقتصادي القوي مقارنة بالبلدان الأخرى على مدى الأعوام الأربعة الماضية . وقد كان أداء قطر جيداً جداً خلال عام 2011 على الرغم من التباطؤ الاقتصادي العالمي وأزمة الديون في منطقة اليورو . كما أن من أكبر القطاعات التجارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قطاعات الصناعات غير النفطية، والنفط الخام والغاز والذهب والماس والتي تشكل معظم تجارتها . ومع ذلك، فإن نمو القطاعات الناشئة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يظهر بوضوح أن الحكومات في المنطقة تسعى إلى تنويع اقتصادها بعيداً عن هيمنة الوقود الأحفوري . ويتم تصنيف القطاعات التي ستشهد أكبر مستوى للنمو على مدى السنوات الخمس المقبلة ضمن ثلاث فئات هي: السلع مثل الحديد الخام والرصاص، والأرز، والقمح التي تستخدم منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كطريق تجاري على نحو متزايد، والبنية التحتية مثل منتجات الحديد والصلب لمشاريع البناء والإنشاء في المنطقة، والأسمدة لزراعة المحاصيل الغذائية في مناخ منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا غير الخصب والمنتجات الالكترونية مثل الدارات المدمجة . كما تعمل المنطقة أيضاً على تطوير قطاع صناعة الألبان ومنتجاتها وبناء طرق التجارة من أوروبا وإفريقيا لتعزيز أمنها الغذائي واكتفائها الذاتي . ويظهر هذا من خلال النمو المتوقع في القطاع بنسبة 39 .9% . كما يظهر القمح والحنطة من ضمن أكبر وأعلى القطاعات الناشئة - وهو ما يعزز دور منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كممر تجاري رئيسي يربط بين إفريقيا وأوروبا وروسيا، التي تعتبر من أكبر المناطق المنتجة للقمح والحنطة في العالم . المصدر : جريدة دار الخليج الاماراتية