الاسكندرية (مصر) (رويترز) - يريد كل من حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للاخوان المسلمين وحزب النور السلفي لمصر أن تعمل بالشريعة الاسلامية لكن دعاة انتخاب حزب الحرية والعدالة ومؤيدي حزب النور بينوا شدة المنافسة بين الحزبين. فنحو نصف المقاعد التي يتعين شغلها في الجولة الثانية من المرحلة الاولى من انتخابات مجلس الشعب وعددها 52 مقعدا يتنافس عليها الحزبان. ولا تتبدى ضراوة المعركة بينهما في الشوارع على الاصوات بقدر ما تتبدى في الاسكندرية حيث بات الاسلاميون يهمنون على المدينة التي كانت قديما مركزا للتعليم المسيحي. وقال محمد حسين (20 عاما) أمام لجنة انتخابية حيث كان يوزع أوراق دعاية لحزب الحرية والعدالة "نحن من خلفية واحدة لكن هذا لا يعني أننا شيء واحد." وأضاف "كانت هناك محاولات للوحدة لكن السلفيين يتسمون بالصعوبة الشديدة. قد نتفق في بعض الامور لكننا مختلفون في الرؤية والاستراتيجية." وتابع "الحديث مع ليبرالي أو اشتراكي أسهل علي من الخديث مع سلفي." وحصلت قوائم حزب الاخوان على قرابة 37 في المئة من الاصوات في المرحلة الاولى وهي نسبة تقرب الى هذا الحد أو ذاك مما توقعه كثيرون للجماعة التي أمضت سنوات تحشد الدعم والتأييد حتى عندما كانت محظورة في عهد حسني مبارك. لكن ما فاجأ كثير من المصريين هو نسبة الاربع والعشرون في المئة التي حصلت عليها قوائم السلفيين الذين يريدون حظر البكيني على الشواطيء المصرية وتحريم شرب الخمر في البلاد وهي امور قد تمثل ضربة للسياحة في مقتل. وتميز هذه الاراء السلفيين عن الاخوان الذين كونوا خبرة على مدى عشرات السنين وينادون بالتطبيق المتمهل للشريعة الاسلامية وحشد التأييد لبرنامجهم. ويقول السلفيون ان الجماعة تتساهل في مبادئها. وقال عصام حسنين مرشح حزب النور في غرب الاسكندرية الذي ينافس مرشحا اخوانيا "من البداية كان يجب أن يكون هناك اتفاق لكن هذا صعب. هناك اختلافات فكرية." ولا تزال هناك مرحلتان قبل أن تنتهي انتخابات مجلس الشعب في 11 يناير كانون الثاني. وأثارت هيمنة الحزبين الاسلاميين على المنافسة يوم الاثنين في الاسكندرية انزعاج المسيحيين واخرين في المدينة التي عرفت طويلا بأنها بوتقة لانصهار الثقافات. وقال الطالب المسيحي بيشوي جرجس الذي يبلغ من العمر 23 عاما "الاخوان لا يمثلونني لكنهم أفضل من السلفيين. انهم سياسيون." وأضاف "أفضل الموت على أن يمثلني سلفي في البرلمان." وخارج لجان الانتخاب جلس نشطاء الحزبين على مناضد لتعريف الناخبين بأرقام لجانهم الفرعية وترتيبهم في الكشوف. واذا تكررت نتائج المرحلة الاولى التي شملت تسع محافظات في المرحلتين التاليتين فبمقدور الحزبين تحقيق اغلبية في البرلمان اذا عملا معا. لكن التنافس بينهما يتجاوز الشارع الى القيادات وهو ما قد يحد من التعاون بينهما. وكان النور انسحب من تحالف انتخابي مع حزب الحرية والعدالة قبل الانتخابات متهما اياه بالاثرة في ترتيب القوائم. ويقول حسنين مرشح حزب النور ان الاسلاميين سيتغلبون على خلافاتهم ويضيف "الناس يظنون بالاسلاميين خيرا ويتمنون أن يتحدوا. ونحن نعد بأن نفعل ذلك."