أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في عددها الصادر الجمعة 27-5-2011 فرض عقوبات أمريكية على شركة إسرائيلية بعد إتهامها بإبرام صفقات مع إيران . وكتبت الصحيفة بهذا الخصوص في تقرير لها بقلم إيزابل كرشنر تقول في الوقت الذي مجد بنيامين نتانياهو يوم الثلاثاء في خطابه الولاياتالمتحدةالأمريكية لفرضها المزيد من العقوبات على إيران في إطار ملف طهران النووي، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية معاقبة شركة "الإخوان عوفر" الإسرائيلية نتيجة لأنشطتها لصالح قطاع الطاقة في إيران.
وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية نشرت مساء أمس الخميس تقريرا حول خرق قانون الحظر الاقتصادي الذي فرضته الكنيست الإسرائيلي على إيران منذ 2008 دون أن تحرك الحكومة الإسرائيلية ساكنا بهذا الخصوص. وتتردد بين الحين والآخر أنباء حول العلاقات التجارية بين طهران وتل أبيب رغم الحرب الكلامية التي تدار رحاها على ساحات وسائل الإعلام المحلية والدولية بين البلدين، سيما وأن الرئيس الإيراني شن خلال الفترات السابقة حملات ضد إسرائيل بلغت التشكيك في المحرقة النازية ضد اليهود . وعلى صعيد متصل، كشفت صحيفة "هآرتس" أمس الخميس أن حكومة إسرائيل تتجاهل حقيقة وجود 200 شركة إسرائيلية لها صلات تجارية مع إيران. وأضافت الصحيفة أن التبادل التجاري بين البلدين يشمل استثمار الإسرائيليين في قطاع الطاقة الإيراني الذي ترفد إيراداته تطوير المشروع النوي الإيراني. وجاء في التقرير أن الشركات الإسرائيلية تصدر إلى إيران مواد تستخدم في الإنتاج الزراعي من قبيل الأسمدة العضوية وأجهزة التنقيط وهورمونات لإنتاج الألبان والبقول. وبخصوص الحظر المفروض على شركة "عوفر"، نفت وزارة الدفاع الإسرائيلية علمها أو ضلوعها في بيع ناقلة نفط من قبل الشركة المذكورة إلى إيران جملة وتفصيلا واعتبرت ماتردد بهذا الشأن أنباء مضللة. وجاء إعلان وزارة الخارجية الأمريكية فرض العقوبات على الشركة الإسرائيلية تزامنا مع الخلافات بين الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي حول عودة إسرائيلي إلى حدود عام 1967 تمهيدا لتشكيل دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤول إسرائيلي، رفض الكشف عن هويته، أن تزامن إعلان وزارة الخارجية الأمريكية فرض العقوبات على شركة "عوفر" الإسرائيلية مباشرة بعد رفض نتنياهو العودة إلى حدود 1967 لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تسبب في إثارة المزيد من الضجيج. وأضاف المسؤول "لا احد يريد تهويل الأسباب من وراء التوقيت لإعلان العقوبات إلا ان الخارجية الأمريكية لا تمتلك أسباب منطقية لإعلان الخبر في هذا الوقت". يذكر أن شركة "عوفر" التي أبرمت صفقة بيع ناقلة نفط إلى إيران تمتلكها أسرة تجارية بارزة في إسرائيل، وقد أدرج إسمها في القائمة السوداء الأمريكية. ولا تشمل العقوبات "عوفر" فحسب بل تمتد إلى شركات تابعة لها من قبل "تانكر باسيفيك" ومقرها في سنغافورة، وشركة "اسوشيتد شيب بروكينغ" ومقرها في إمارة موناكو. وكانت هذه الشركات أبرمت في سبتمبر/أيلول 2010 صفقة مع خطوط الملاحة البحرية للجمهورية الإسلامية الإيرانية قدرها800 مليون و65 الف دولار. ويمتلك مجموعة "عوفر" الاستثمارية، الأخوان سامي ويولي عوفر، وتأسست في عام 1956 في تل أبيب، وتعتبر حاليا من الشركات الإسرائيلية العملاقة، وتعد أسرة "عوفر" من بين عشرة أسر تمتلك 25% من الشركات المسجلة في إسرائيل. هذا ولم يصدر حتى الآن أي موقف رسمي إيراني لشرح دوافع إبرام صفقات بين طهران وشركات إسرائيلية.