كان المشهد في مباراة السوبر علي أرض ستاد محمد بن زايد بدولة الإمارات الشقيقة مشهداً رائعاً وحضارياً عندما امتلأت مدرجات الاستاد بجماهير الزمالك وجماهير الأهلي ليؤكدوا للعالم الروح الرياضية والوحدة والتماسك بين أبناء الوطن الواحد وأن وعي المصريين في الغربة أن الكل سواء مشجعو الزمالك أو مشجعو الأهلي بأنها مجرد مباراة فيها فائز وفيها مهزوم ومرت المباراة بسلام ووصلت إلي ضربات الجزاء التي حسمها الواثق في نفسه المتزن الهادي جداً النجم المتمكن محمود عبدالرحيم "جنش" رجل المباراة الذي يستحق الإشادة والانصاف سواء في نادي الزمالك أو منحه فرصة في منتخب مصر وعلي جهاز المنتخب من اليوم تجهيزه للمشاركة في كأس العالم 2018 بإذن الله. فكان مهرجان السوبر مشرفاً وعاش المصريون وأخواتهم أبناء دولة الإمارات والمغرب المقمين فيها لحظات من الفرح والبهجة والسعادة والتشجيع الملتزم في جو مليء بالمحبة والمودة فتح فيه الأخوة في الإمارات أبوابهم وقلوبهم لأشقائهم أبناء مصر ليعطوا نموذجاً رائعاً للعلاقات الطيبة التي تربط مصر بالإمارات وهي حالة خاصة جداً في العالم العربي وحالة صافية خالية من الحقد والضغائن ولا تصفية حسابات وهي صورة منورة للوطنية والقومية العربية. وتحية واجبة لاتحاد الكرة بقيادة هاني أبوريدة ومجلس الإدارة و العميد الغائب ثروت سويلم الجندي المجهول الذي يساهم بجهده في كل النجاحات التي يحققها اتحاد الكرة وتحية للاعبين والأجهزة الفنية لنادي الزمالك والنادي الأهلي وكان لهم الفضل أن تخرج المباراة بلا تجاوزات أو مشاكل. وكانت الأمور الاحترافية في التنظيم وإخراج الحدث في أبهي صوره شرفت مصر وجعلت المصريين فخورين ببلدهم وأعجبني الرجل الخلوق محمد حلمي المدير الفني للزمالك عندما توجه هو ولاعبوه جميعاً لدكة الأهلي لمواساتهم بعد خسارة اللقب وفعل هذا قبل المباراة بمصافحة زميله حسام البدري وقد جاءت تصريحات المدربان في المؤتمر الصحفي معبرة عن قيم أخلاقية من الجانبين وقدم البدري التهنئة للفائز وحرص رئيس الاتحاد العربي ورئيس الاتحاد الإماراتي علي المشاركة في تسليم الكأس للبطل والميداليات للفريقين وكان مشهداً رائعاً عندما أصطحب المهندس هاني أبوريدة رئيس الاتحاد المصري المهندس محمود طاهر وأحمد مرتضي منصور رئيس بعثة الزمالك لتحية الجميع. وفي مشهد حضاري عندما التزمت جماهير الزمالك بتطبيقها في التشجيع المثالي المحترم الذي لا يسئ لأحد من الفرق المنافسة وكانت لفتة تستحق تقدير جماهير الزمالك عندما رفعوا لافتة تحيي أرواح شهداء الأهلي الذين سقطوا قتلي في ستاد بورسعيد بتاج التعصب الأعمي والانفلات والفوضي التي شهدتها ملاعبنا في الآونة الأخيرة. ولعل ما شهدناه في بطولة السوبر والذي فاز فيها بعد غياب طويل فتهنئة للزمالك وللزملكاوية الذين حيوا بكل أدب جماهير الأهلي عندما هتف بعض المتخلفين والمندسين بنداءات عدائية مرفوضة لأسامة نبيه ابن الزمالك والذي يعمل في المنتخب الوطني لتشويه الصورة الجميلة لسلوك المصريين المحترمين. وكنت أتمني أن يخرج جماهير الأهلي فرحانين ومبسوطين ولكن هذه هي مباريات كرة القدم وياما الأهلي كسب بطولات فلا داعي للحزن ياما الزملكاوية كانوا يعودون بعد كل خسارة وهم موجوعين ولكن ربنا كرمهم بهذه البطولة ليعيشوا في حالة فرح وسعادة تحفز اللاعبين للفوز بالبطولات القادمة لإسعاد جماهيرهم المتعطشة للفرحة.