لم يكن يدرك السويسري جوزيف بلاتر أن الزلزال الذي ضرب اتحاد كرة القدم الدولي قبل ساعات من الانتخابات الأخيرة سيطيح به خارج الاتحاد فقد أصر علي عناده وقرر الاستمرار في الانتخابات بل وفاز بها وهو الأمر الذي مثل مفاجأة مدوية لكل معارضيه خاصة بعد أن نصحه الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي بالانسحاب وعدم خوض معركة الانتخابات أمام الأمير علي بن الحسين إلا أنه نجح في النهاية وهو ما جعل معارضي بلاتر ومنهم منافسه الأمير علي وبلاتيني يتأكدون أن الفيفا أرض الفساد وتطهيره يستلزم المزيد من الوقت والإجراءات وأولها رحيل بلاتر. البعض توقع أن يستمر بلاتر حتي نهاية ولايته لكن لم يكن أحد يتوقع أبدا أن يقدم السويسري استقالته من منصبه قبل أن يمر أسبوع علي إعادة انتخابه حيث مثل هذا مفاجأة مدوية وهو ما جعل البعض يربط بين اتهام بلاتر نفسه في قضايا الفساد التي طالت أعضاء المكتب التنفيذي قبل الانتخابات قبل أن يخرج للنور خطاب موقع من جيروم فالكه الرجل المقرب من بلاتر يقض ي بتحويل مبلغ 10 ملايين دولار إلي جاك وارنر أحد المتهمين الرئيسيين في قضايا فساد الفيفا ليكون المسمار الأخير في نعش رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي أُجبر علي الاستقالة ولولا تورطه ومعه أقرب مساعديه في قضايا الفساد التي فجرتها "أمريكا" لكان بلاتر ما يزال رئيسا للفيفا. المملكة التي أشرف بلاتر علي توسعها علي مستوي العالم بدأ تتهاوي قبل الانتخابات بساعات وتمثلت المصيبة في قضايا الفساد التي أشعلتها الولاياتالمتحدةالأمريكية والتي حاولت من خلالها الضغط علي بلاتر نفسه للتنحي والابتعاد عن الانتخابات لكن الرجل الذي تخطي السبعين أصر علي استكمال مسيرته رغم تلوثها في النهاية لتنتهي بفضيحة مدوية أكدت أنه بالرغم من حملات الإصلاح والتوسعات التي أجراها الفيفا في ال17 عاما التي قضاها بلاتر رئيسا للفيفا بداية من 1998 وحتي الآن لم تخل من الفساد بل كانت مليئة به ومازال البعض يشكك في أهمية حملة الإصلاح التي سيقوم بها الاتحاد الدولي. حملة الإصلاح حملة الإصلاح التي يشكك المعارضون في جديتها أعلن عنها بلاتر ويقودها دومينيكو سكالا رئيس لجنة التدقيق والامتثال في الاتحاد الدولي وتشمل عملية الإصلاح تكوين اللجنة التنفيذية والطريقة التي سيتم انتخاب أعضاء هذه اللجنة بها كما أعلن سكالا . كما دعا بلاتر لعقد جمعية عمومية غير عادية من أجل انتخاب رئيس جديد للفيفا في الفترة من ديسمبر وحتي مارس من العام المقبل وهي الفترة التي ستتم فيها اعتماد خطوات الإصلاح. صحف العالم صحف العالم خلال الساعات الماضية خرجت كلها لتؤكد نهاية بلاتر التي كتبها بنفسه حيث أكدت صحيفة "الديلي ميل" الإنجليزية أن السبب الحقيقي وراء استقالة رئيس الفيفا هو تورط جيروم فالكه سكرتير عام الفيفا وصديقه المقرب في قضايا الفساد حيث ساهم في تحويل 10 ملايين دولار لاتحاد الكرة في الكونكاكاف إبان فوز جنوب أفريقيا بشرف تنظيم مونديال 2010 الذي نظمته بالفعل وكان ينافسها وقتها المغرب ومصر حيث حصلت مصر علي صفر من الأصوات وهو ما مثل علامة استفهام وقتها فيما أكدت صحافو أسبانيا وفرنسا أن الخطاب "المسرب" هو المسمار الأخير في نعش بلاتر الذي لن يكون له تواجد في الفيفا في الفترة المقبلة بعد عملية الإصلاح فيما لم تستبعد الصحف الأسبانية أن يكون لزلزال الفساد الذي ضرب الفيفا قبل أيام توابع وما علي الجميع سوي أن يتابع مشيرة إلي أن السلاح الذي استخدمه المحققون هو جنوب أفريقيا وبحسب تأكيدات الصحافة الإنجليزية فإن البحث في ملف استضافة قطر لمونديال 2022 سيشهد العديد من المفاجآت التي ينتظرها الاتحاد الإنجليزي الذي كان أشد المعارضين لفكرة إقامة المونديال في قطر ورغم تأكيدات بلاتر نفسه قبل التنحي بأن مونديالي 2018 بروسيا و2022 في قطر لن يتم المساس بهما لأنهما محسومان فإن البعض مازال يمني نفسه بفتح تحقيق موسع في كيفية منح قطر شرف تنظيم المونديال. البديل المناسب