تقرير: أحمد فراج قرر جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" الاستقالة من منصبه ، وسط فضائح الفساد التي تورط بها المسئولين بالفيفا مؤخراً قبل أيام من اجراء انتخابات الاتحاد لاختيار رئيسه ، وكان الاختيار مابين الامير الاردنى على بن الحسين ، وجوزيف بلاتر رئيس الاتحاد فى ذلك الوقت . وبعد اجراء المرحلة الاولى من الانتخابات وحصول بلاتر على 133 صوتاً مقابل 73 صوتاً للامير على ، قرر بن الحسين الانسحاب من السباق الانتخابى للفيفا بسبب فارق الاصوات، معللاً انسحابه بأنه لا يريد أن يسبب المشاكل للاتحادات والدول التي منحته ثقتها في هذه الانتخابات ، موجهاً الشكر لهم قائلاً : " لن أنسى من وقف بجانبي ، وأتوقع أن تزدهر كرة العالم أكثر خلال الأعوام المقبلة ، وأتمناها بدون أزمات " وشدد الامير على بعد انسحابه من الانتخابات " على أي حال أنا لن أتخذ دور المتفرج إن رصدت إي مخالفات في الفيفا ". وكانت الانتخابات استقرت على الامير على وجوزيف بلاتر بعد انسحاب اللاعب البرتغالي السابق لويس فيجو ، قبل الانتخابات التي أجريت في 29 مايو الماضي ، مشيراُ إلى أن دوره الأساسي كان إدانة " النظام القائم " في هذه المنظمة ، وترك الباب مفتوحاً أمام امكانية عودته للترشح. فيجو
وقال فيجو إن نقص الشفافية في العملية الانتخابية كان سببا حاسما في اتخاذ قراره بالانسحاب ، مؤكداَ أن هذه " لم تكن انتخابات " ولكن " استفتاء لتسليم السلطة المطلقة لرجل واحد ". وبعد انسحاب البرتغالى فيجو والاردنى بن الحسين ، فاز السويسرى العجوز بلاتر بالولاية الخامسة له من الانتخابات للاتحاد الدولى لكرة القدم الفيفا ، ولكن لم يستمر بلاتر فى ولايته الجديدة سوى اربعة ايام بعد اجراء الانتخابات ، حيث أشار إلى أنه لم يحصل على التأييد والدعم الكافي من الجميع في عالم كرة القدم ، وحان الآن وقت إعادة هيكلة الفيفا ، مضيفاً بأن "مصلحة الفيفا عزيزة علي ، ولهذا اتخذت هذا القرار ، ما يهمني بشكل أكبر هو منظمة الفيفا وكرة القدم حول العالم". وأضاف صاحب 79 عاما إلى "أننى أمتلك تفويضاً من عضوية الفيفا ، لا اشعر بأن لدي تفويضا من كل عالم كرة القدم ، الجماهير ، اللاعبون ، الأندية ، الأشخاص الذين يعيشون ويتنفسون ويحبون كرة القدم مثلما نحبها في الفيفا بيان الفيفا
وذكرت صحيفة "الدايلى ميل البريطانية" أن السبب الرئيسى فى استقالة بلاتر من رئاسة اتحاد كرة القدم الدولى ، تسريب خطاب سري للإعلام ، يؤكد ضلوع الفرنسي "جيروم فالكيه" السكرتير العام للفيفا ، والرجل الثاني خلف بلاتر في مسألة دفع مبلغ 10 مليون دولار لمسؤولين في اتحاد الكرة "لقارات أمريكا الشمالية والوسطي والكاريبي" (كونكاكاف) كثمن لأصوات دفعت من اجل تنظيم جنوب افريقيا لمونديال 2010 ، والمقرر ان يحقق فى ذلك القضية مكتب التحقيقات الفيدرالية الامريكي . وقال بيان الفيفا " في 2007 عن كأس العالم 2010 ، صدقت حكومة جنوب أفريقيا على مشروع بقيمة عشرة ملايين دولار لدعم الشتات الأفريقي في دول الكاريبي ، "كإرث للمونديال". ووفقا لاتحاد كرة قدم جنوب افريقيا ، طُلب من الفيفا أن يعمد إلى حجز عشرة ملايين دولار من ميزانية اللجنة المنظمة، واستخدامها في تمويل "برنامج إرث الشتات". وأعلم اتحاد جنوب أفريقيا لكرة القدم الفيفا ، بأن برنامج إرث الشتات يجب أن يدار ويطبق بشكل مباشر من قبل رئيس الكونكاكاف الذي كان في ذلك الوقت هو نائب رئيس لجنة المخصصات ، والذي يجب عليه التوقيع على أموال الصندوق". ويبدو ان المبرر الذى اوضحته الفيفا ، لم يروق للتحقيقات الفيدرالية "اف بي أي" ، حيث قال مصدر مطلع لصحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية ، ان ممثلي الادعاء يعتقدون أن فالكه هو مسؤول الفيفا البارز الذي تم ذكره في لائحة اتهام أمريكية ضمن التحقيقات مع جاك وارنر نائب رئيس الفيفا السابق. وما يزيد من الشكوك الامريكية ان تحويل المبلغ تم من قبل الفيفا نيابة عن جنوب أفريقيا التي استضافت كأس العالم 2010 ، حيث لم يكن ممكنا تحويله مباشرة من الصناديق الحكومية. واكد على ذلك اعتراف عضو اللجنة التنفيذية السابق في الفيفا ، الاميركي تشاك بلايزر بانه تقاضى الى جانب اعضاء اخرين من اللجنة، رشوة لمونديالي 1998 و2010 حسب محضر الاستماع الذى نشر امس الاربعاء وكان بلايزر الرجل الثاني في اتحاد الكونكاكاف (اميركا الشمالية والوسطى والكاريبي) من 1990 الى 2011 ، كما انه كان عضوا في اللجنة التنفيذية للفيفا من 1997 الى 2013. وحسب المحضر، اعترف بلايزر امام المحكمة الفدارلية لمنطقة نيويورك في 25 نوفمبر 2013 انه "خلال الفترة التي عملت فيها مع الفيفا واتحاد الكونكاكاف، ارتكبت مع اشخاص آخرين على الاقل عمليتي ابتزاز". واضاف "قبلت مع اشخاص آخرين في 1992 او في حدود هذا التاريخ تسهيل دفع رشوة من اجل اختيار الدولة المضيفة لمونديال 1998″. واعترف بلايزر الذي شغل منصب الامين العام لاتحاد الكونكاكاف، بانه قام ايضا بترتيب اعمال رشوة على هامش كأس العالم 1998 التي اقيمت في فرنسا. ونالت فرنسا عام 1992 شرف تنظيم مونديال 1998 على حساب المنافس الوحيد المغرب بحصولها على 12 صوتا من اصوات اعضاء اللجنة التنفيذية مقابل 7 للخاسر. واوضح بلايزر في وثيقة ثانية نشرت اليوم ايضا للقضاء الاميركي ، انه تلقى دعوة من اللجنة المغربية المنظمة لزيراة المغرب مع الشخص الذي اشار اليه القضاء الاميركي انه "المتآمر رقم واحد". واضافت هذه الوثيقة "بلايزر كان حاضرا عندما قدم ممثل للجنة المغربية المنظمة رشوة للمتآمر رقم واحد من اجل منح صوته للمغرب في الاقتراع على الدولة المنظمة لمونديال 1998، والمتأمر رقم واحد قبل تلك الرشوة". وقال بلايزر لقاضي المحكمة رايموند ديري "من بداية 2004 وحتى عام 2011 ، قررنا انا وبعض اعضاء اللجنة التنفيية في الفيفا قبول رشاوى في ما يتعلق بمنح جنوب افريقيا شرف استضافة كأس العالم 2010″. وفازت جنوب افريقيا بشرف تنظيم كاس العالم 2010 على حساب المغرب ايضا بعد استبعاد الملف التونسي-الليبي المشترك وملف مصر. واصدر القضاء الاميركي في 27 مايو مذكرة اتهام بحق الترينيدادي جاك وارنر رئيس اتحاد الكوكاكاف في تلك الفترة يؤكد ان قبض 10 ملايين دولار مقابل 3 اصوات لصالح جنوب افريقيا خلال عملية التصويت على استضافة مونديال 2010. واعترفت جنوب افريقيا بانها دفعت 10 ملايين دولار لكرة القدم في منطقة الكاريبي على اساس الاخوة، ونفت اي فكرة فساد في هذه العملية. دايفيد كامرون
وكان هناك الكثير من المسئولين الدوليين المؤيدين لقرار الاستقالة وكانوا لا يريدون بلاتر رئيساً للفيفا لولاية خامسة ، فرئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون ابلغ المستشارة الالمانية انجيلا ميركل بأنه يرى "أنه يجب على بلاتر أن يرحل ، عاجلاً وليس آجلاً" ، حيث أن تصور قدرته على قيادة الفيفا إلى الأمام "غير وارد" ، مضيفا بأنه يجب تنظيف هذا الجانب القذر (من كرة القدم) . ولم تكتفى ميركل بتصريحات كاميرون ، ولكن هى أكدت أيضا على أهمية أن تكون هناك نهاية للفساد وأن تعود الشفافية للاتحاد. ميشيل بلاتينى ورئيس الاتحاد الاوروبى ميشال بلاتيني ، كان من الواضح عليه انه لم يريد بلاتر من الاساس رئيساً للاتحاد لولاية خامسة معلقا على قرار السويسرى بأن " استقالة بلاتر قرار صعب وجريء ، ولكنه القرار الصحيح". وعلى نفس سياق رئيس الاتحاد الاوربى رحب رئيس الاتحاد الانجليزى جريج دايك بقرار بلاتر بالاستقالة معلقاً " استقالة بلاتر تعد أنباء سعيدة ، ولكن يجب أن نتطلع لمستقبل أكثر شفافية ، خاصة وأن الأحداث التي وقعت الأسبوع الماضي حول شبهة الفساد قد تسببت في رحيل الفيفا ". متابعا " الآن بلاتر رحل لذلك يجب علينا أن نصلح الأمور في الفيفا ، وبعدها ننظر إلى مونديالي 2018 بروسيا وقطر 2022 فالاتحاد يحتاج لاعادة هيكله من جديد ". تميم وبالنظر للقضية الاكثر جدلا فى الاتحاد الدولى لكرة القدم ، مونديال كأس العالم 2022 الذى تنظمه قطر ، فعلق مسؤول في ملف "قطر 2022″ للسى ان ان ، أن الدوحة ليس لديها اى تعليق على رحيل بلاتر . وأكدت قطر أن " العمل في مواقع البناء لمشاريع كأس العالم لكرة القدم 2022، يسير حسب ما خُطط له" ، وذكرت أنه "تم إنجاز حوالي خمسة ملايين ساعة عمل دون وفيات" ، ولكن على النقيض هناك تقرير من منظمة الصحة العالمية خرج عام 2012 يؤكد سقوط وفيات فى اعمال الانشاء والتجهيزات لمونديال 2022 ، حيث يوضح التقرير أن العمالة المهاجرة في دولة قطر أكثر من مليون عامل ، ويتوقع أيضاً وفاة أكثر من 400 حالة سنوياً ، بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية ، حتى لو كانوا في بلدانهم الأصلية" ومن جانبه وصفت قطر التقرير بأنه عار من الصحة تماما ، وانهم متأسفون لوفاة اى عامل . وعلق رئيس الاتحاد الانجليزى على هذه القضية الجدلية " إذا كنت مكان قطر الآن لما نمت أو شعرت بأي راحة بعد رحيل بلاتر". FIFA وبعد كل هذه الشبهات التى طالت الاتحاد الدولى لكرة القدم " الفيفا " الذى كانت لها سبباً رئيسا فى استقالة بلاتر ، ينتظر الجميع انعقاد الاجتماع الاستثنائى لكونجرس الفيفا الذى يكون من اختصاص اللجنة التنفيذية وسيكون خلال الفترة من ديسمبر ومارس المقبلين على حسب تصريحات دومينيكو سكالا رئيس لجنة التدقيق بالفيفا. ويترقب الجميع من سيترشح من جديد لكرسى رئاسة الاتحاد ، حيث أعلن نائب رئيس اتحاد كرة القدم الأردني صلاح صبرة ، فور فتح باب الترشح ، فمن سيكونوا المرشحين للمنصب ؟ من سيكون قائد الفيفا القادم ليعيد هيكلة النظام من جديد ، وهيبة المنظمة ؟
