*حياتو ساخرًا: أسمع عن تورطى فى قضايا فساد منذ 20 عامًا وما زلت حرًا طليقًا *إجراءات مشددة للكشف عن نزاهة أعضاء الاتحاد الدولى لمنع تكرار الفضائح تواصل الزلزال العنيف الذى هز أركان الاتحاد الدولى لكرة القدم (الفيفا)، وإن أصبح أكثر قوة هذه المرة، بإعلان رئيس الفيفا السويسرى جوزيف سيب بلاتر نيته الاستقالة من منصبه وإجراء جمعية عمومية غير عادية وانتخابات رئاسية مبكرة فى موعد أقصاه مارس من العام المقبل. استقالة بلاتر جاءت لتلقى بالكثير من الضجة فى أوساط الكرة العالمية، حيث أكدت مصادر مطلعة أن بلاتر متورط فى التحقيقات الأمريكية التى تسببت فى القبض على عدد من مسئولى الفيفا بتهمة دفع وتلقى رشاوى والتورط فى أعمال فساد متعلقة بعملية إسناد تنظيم بطولات كأس العالم وعقود الرعاية الخاصة بالبطولات الكبرى. وقالت تلك المصادر إن اسم بلاتر ورد فى عدد من الملفات، ورغم انتخابه قبل أسبوع إلا أنه فضل الرحيل من تلقاء نفسه قبل أن يتورط بصورة أكبر. صحيفة ديلى ميل البريطانية أكدت أن جيروم فالكه الأمين العام للفيفا دفع رشوة قدرها 10 ملايين دولار لمسئولين باتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبى (الكونكاكاف) وعلى رأسه المقبوض عليه جاك وارنر التريندادى بهدف التصويت لصالح ملف جنوب إفريقيا فى عملية استضافة كأس العالم 2010. ونشرت الصحيفة نسخة من خطاب فالكه الخاص بهذا الأمر، ويعتقد أن هذه النسخة جاءت كتسريب من مكتب التحقيقات الفيدرالى الأمريكى FBI الذى يتولى التحقيق فى الأمر. ورغم أن الفيفا نفى هذه الادعاءات مسبقًا فى مؤتمر صحفى، زاعمًا أن هذا المبلغ تم دفعه فى مشروع لدعم حكومة جنوب إفريقيا بمسمى «لم شمل أبناء القارة السمراء فى أمريكا الشمالية والوسطى» بتكليف من حكومة جنوب إفريقيا، وأن مهمة لم تكن أكثر من حجز هذا المبلغ لديها ثم تسليمه، إلا أن التحقيقات أكدت أن المبلغ ذهب بشكل شخصى من حساب فالكه إلى حساب وارنر، وهو ما يؤكد ضلوع الرجلين فى قضية الفساد. ورغم الأنباء التى ترددت عن استدعاء الكاميرونى عيسى حياتو للتحقيق فى القضية إلا أن رئيس الاتحاد الإفريقى والنائب الأول لبلاتر نفى هذا الأمر مؤكدًا أنه لم يتعرض لأى استدعاء من قبل الشرطة السويسرية أو مكتب التحقيقات الأمريكى. وقال حياتو أنه يسمع عن اتهامه بالفساد منذ 20 عامًا، لكن دون أن يتعرض لمضايقة من أى سلطات لأنه يثق فى نزاهة يده. بلاتر الذى يرأس الفيفا منذ عام 1998 فاز بالرئاسة لدورة خامسة الأسبوع الماضى بتفوقه على الأمير الأردنى على بن الحسين الذى انسحب من جولة التصويت الثانية عقب حصول بلاتر على 133 صوتًا مقابل 73 للأمير على، إلا أن السويسرى قرر الاستقالة والدعوة لانتخابات مبكرة تقام ما بين ديسمبر 2015 ومارس 2016. وأعلن بلاتر أنه سيواصل البقاء فى منصبه حتى موعد الجمعية العمومية غير العادية، ولكن مع تقليص صلاحياته كرئيس للفيفا، وذلك بتطبيق برنامج إصلاحى يرأسه السويسرى دومينيكو سكالا رئيس لجنة التدقيق المالى بالفيفا. ويقضى هذا البرنامج الإصلاحى بإعادة هيكلة الفيفا فيما يتعلق بفترة الرئاسة وعدد مرات الترشح وعملية انتخاب أعضاء المكتب التنفيذى وأمور أخرى. ويذكر أن هذه العملية كانت قد قوبلت بالرفض من أعضاء الفيفا سابقًا، إلا أن بلاتر أكد على تطبيقها هذه المرة بعد الفضيحة التى هزت أرجاء الجهة الحاكمة لكرة القدم فى العالم. سكالا أكد عقب استقالة بلاتر أنه سيتم مستقبلًا إجراء اختبارات لضمان نزاهة وأهلية المرشحين لعضوية المكتب التنفيذى للفيفا، وذلك حتى لا تتكرر هذه الفضيحة مرة أخرى. وقال رئيس لجنة التدقيق المالى أن هذا المقترح تم رفضه من قبل لكنه سيطبق هذه المرة، جنبًا إلى جنب مع الإعلان عما يتلقاه رئيس اللجنة التنفيذية وأعضائها من أموال للمزيد من الشفافية. كما اقترح سكالا أن يتم تخفيض المدة الزمنية لرئاسة وعضوية اللجنة التنفيذية إلى عامين بدلًا من أربعة، والسماح بإعادة الانتخاب مرتين فقط. من ناحية أخرى بدأ الحديث حول فتح ملفات فساد جديدة متعلقة بإسناد تنظيم بطولتى كأس العالم 2018 لروسيا و2022 لقطر على الترتيب. وطالب جريج دايك رئيس الاتحاد الإنجليزى لكرة القدم بإجراء تحقيق فورى فى ملفى البطولتين عقب استقالة بلاتر المدافع الأول عن هذا الأمر.