في ظل الأزمة التي يعيشها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في الوقت الحالي، تسلط الأضواء بشكل كبير على جيروم فالكه السكرتير العام للاتحاد وكذلك دومينيكو سكالا رئيس لجنة التدقيق بالفيفا، لعدة أسباب مختلفة. فالفرنسي فالكه معروف بأنه المشرف الرئيسي على عمليات سحب قرعة البطولات الكبيرة، وخلال قيامه بتلك المهمة، لم يلاحظ خطأ وقع خلال قرعة كأس القارات 2013 وطلب المساعدة من السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا أمام عدد هائل من الكاميرات خلال بث القرعة تليفزيونيا. لكن الآن لن يستطيع بلاتر تقديم المساعدة إذا ثبت فعلا أن فالكه هو مسؤول الفيفا المقصود في لائحة الاتهام المتعلقة بتحويل عشرة ملايين دولار من جنوب أفريقيا المستضيفة لمونديال 2010، عبر الفيفا، إلى حساب بنكي يستحوذ عليه جاك وارنر من ترينيداد وتوباغو، ضمن التحقيقات الأمريكية في قضية الفساد. وكان لفالكه عدد آخر من النقاط المظلمة في مسيرته مع الفيفا حيث اضطر للرحيل عن الاتحاد بعدما تفاوض في عام 2006 على عقد رعاية مع شركة "فيزا" للبطاقات الائتمانية خلف ظهر شركة "ماستركارد" المنافسة لها والتي كانت تمتلك حق الرعاية في هذه المنطقة خلال تلك الفترة. واضطر الفيفا لدفع أكثر من 90 مليون دولار كتعويض، ولكن فالكه عاد بعدها بقليل إلى الفيفا في منصب السكرتير العام في حدث شكل مفاجأة كبيرة. كذلك كتب فالكه في رسالة خاصة عبر البريد الالكتروني إلى وارنر أن قطر اشترت كأس العالم 2022، وأحدث موجة غضب بالبرازيل عندما قال إنها بحاجة إلى "ركلة في المؤخرة" بسبب بطء الاستعدادات لاستضافة كأس العالم 2014 . ولا يتوقع أن يستمر مستقبل فالكه في الفيفا بعد رحيل بلاتر حيث سيعتبر جزءا من النظام السابق، بالإضافة إلى أن السكرتير العام يجرى تعيينه وإقالته من قبل الرئيس. أما بالنسبة للإيطالي دومينيكو سكالا فهو عاشق متحمس لكرة القدم ولكنه حتى الآن يعرف فقط في الفيفا من خلال عمله الذي يتضمن تقديم تقرير لجنته في الكونغرس السنوي للفيفا. والآن يواجه مهمة صعبة من أجل إعداد خطة إصلاح واسعة النطاق مع رحيل بلاتر عن الرئاسة، ومحو الصورة التي يشوبها الفساد وتحويل الفيفا إلى منظمة تعتمد على الشفافية، وذلك في ظل معارضة محتملة من أتباع بلاتر. وقال سكالا الثلاثاء: "الآن حان الوقت ليمضي الفيفا قدما، أمامنا عمل هائل من أجل استعادة ثقة الجماهير وإجراء إصلاحات جذرية للصورة التي يرى الناس الفيفا عليها، هذه الخطوات ستضمن عدم استغلال المنظمة ممن يسعون لإثراء أنفسهم على حساب اللعبة." ويقول منتقدون إن سكالا لن يتمكن من تقديم عمل صحيح لأنه كان قريبا للغاية من بلاتر رغم أن سجله في عالم الأعمال ليس مشوها وقد حصل على جائزة القيادة العالمية الشابة 2004 في المنتدى الاقتصادي العالمي.