تتضارب الأنباء حول مصير الدوري الممتاز وتتضاءل فرص انطلاق المسابقة في موعدها المحدد سلفا في منتصف ديسمبر الجاري في ظل عدم التوصل إلي حلول عملية لإقامته. وتتزايد فرص إلغاء المسابقة في أي وقت في ظل الأحداث المتوترة التي تشهدها البلاد بعدما تم تأجيل موعد انطلاقها أكثر من مرة حيث كان محددا له أكثر من موعد في 26 أغسطس و7 سبتمبر و 17 سبتمبر و 17 أكتوبر وغيرها من المواعيد التي كانت شاهدة علي خيبة أمل جموع العاملين في المجال الرياضي نتيجة عدم التزام المسئولين سواء في وزارة الرياضة أو اتحاد الكرة بوعودهم بسرعة التدخل لإعادة الدوري الممتاز. ورغم الوقفات والمسيرات الاحتجاجية التي نظمها عدد من الرياضيين والعاملين في المجال الرياضي طالبوا خلالها بسرعة عودة الدوري الممتاز المتوقف في أعقاب مذبحة إستاد بورسعيد. والوعود التي قطعها العامري فاروق وزير الرياضة بعودة الدوري في موعده. ورغم وجود مجلس إدارة جديد يقود الاتحاد برئاسة جمال علام. حيث فشل جميع المسئولين سواء في وزارة الرياضة أو الاتحاد في التوصل إلي حلول جذرية وعملية لكافة المشاكل التي أدت إلي توقف النشاط. ولم يتوصلوا خلال الاجتماعات التي عقدوها مع روابط الألتراس إلي حلول وسط لإقامة المسابقة في ظل تمسك روابط الجماهير بموقفهم الرافض لاستئناف النشاط الرياضي مجددا قبل القصاص لأرواح الضحايا الذين سقطوا في موقعة الأربعاء الدامي. وهو ما عبروا عنه أكثر من مرة سواء عند اقتحامهم لاتحاد الكرة أو النادي الأهلي أو وقفتهم الاحتجاجية أمام وزارة الرياضة أو قصر الاتحادية وقيامهم بقطع الطريق والتهديد بالاعتصام أمام الملاعب في حال إقامة مسابقة الدوري قبل النطق بالحكم في القضية التي تنظرها المحكمة. إلا أن كل هذه المحاولات لن تمنع صدور قرار متوقع بإلغاء مسابقة الدوري الممتاز بعدما أكد جمال علام رئيس اتحاد الكرة أن كافة الاتصالات مع المسئولين في الدولة وخاصة وزارة الداخلية والجهات الأمنية مقطوعة في الوقت الحالي في ظل الأحداث التي تشهدها البلاد. متوقعا عودة هذه الاتصالات في أقرب وقت في حال هدوء الأوضاع الأمنية. و أن الموافقة الأمنية علي استضافة القوات المسلحة لمباريات الدوري الممتاز علي ملاعبها هي الموافقة القديمة التي حصلت عليها وزارة الرياضة من شهر سبتمبر الماضي وليست موافقة أو تطور جديد في الموقف. وهو ما دفع عدداً من أعضاء مجلس الإدارة للتأكيد علي أن مسألة عودة مسابقة الدوري الممتاز في موعدها المحدد أمر شبه مستحيل في ظل الظروف الحالية التي تمر بها البلاد. مؤكدين أن الاتحاد بذل كل مساعيه ومجهوداته من أجل عودة الدوري من خلال اجتماعات مع كافة المسئولين في الدولة ومحاولة فتح قنوات اتصال مع كافة الأطراف ولكن الأمر أصبح في منتهي الصعوبة. كما أكد جمال علام أن الفكرة التي طرحتها الشركة الراعية للاتحاد بإقامة دورة تنشيطية غير رسمية بين أندية الدوري الممتاز تجد نفس الصعوبة التي يجدها الدوري خاصة أنها ستحتاج هي الأخري إلي موافقات أمنية وهي العقبة في طريق عودة الدوري خوفا من حدوث اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن وروابط الألتراس مثلما حدث في بعض المباريات الموسم الماضي. مع هذا القرار المنتظر أصبح كل العاملين في المجال الرياضي من أندية وشركات ومؤسسات إعلامية مقبلين علي مخاطر حقيقية حيث يخيم شبح الإفلاس علي كل الأندية والمؤسسات الرياضية في ظل توقف النشاط. حيث تتفاقم الأزمات المالية للأندية في ظل عدم نجاح مسئوليها في تحصيل جزء كبير من مستحقاتها لدي العديد من الهيئات ويشكو المسئولون في الأندية الصغيرة من أزمة مالية طاحنة بسبب عجزهم عن تحصيل مواردهم في ظل الأزمة المالية العنيفة التي تعاني منها كل الهيئات والمؤسسات المختلفة. وتوقفت أغلب الأندية عن سداد مستحقات لاعبيها في حين عجز البعض الأخر عن مرتبات العاملين. الأزمة المالية وأن بدت واضحة المعالم علي كل الأندية إلا أنها الأوضاع تزداد سوء داخل الأندية الصغيرة والفقيرة التي تعاني في الظروف العادية. حيث نجح الأهلي في الفوز بما يعادل مليون ونصف المليون دولار بعد تتويجه بالبطولة الأفريقية. فيما نجح أيضا الأهلي والزمالك في تدبير بعض الموارد المالية من خلال المعسكرات الخليجية. فيما توقفت كل الأندية عن سداد مستحقات لاعبيها بسبب الأزمة المالية. وهو ما دفع بعض الأندية وفي مقدمتهم نادي سموحة إلي التلويح برفع دعاوي قضائية ضد رئيس الحكومة تطالبه خلالها بتعويض مادي عن الخسائر الفادحة التي منيت بها الأندية بسبب توقف النشاط الرياضي. يأتي هذا في الوقت الذي أكد فيه صلاح رمضان رئيس لجنة شئون اللاعبين أن تعليمات الفيفا واضحة وصارمة بشأن مستحقات اللاعبين. وتلزم الأندية بسدادها وأن من حق أغلب لاعبي الدوري الممتاز الذين لم يتقاضوا مستحقاتهم الرحيل في فترة الانتقالات الشتوية في يناير المقبل مجانا حتي دون الرجوع لأنديتهم طالما لم يحصلوا علي مستحقاتهم المتأخرة. وهو ما يعطي الحق لأغلب لاعبي الدوري الممتاز إلي الرحيل عن أنديتهم مجانا. وهو الأمر الذي سيزيد بلا شك من خسائر الأندية.