* أكثر المتفائلين لم يكن يتوقع فوز الأهلي ببطولة الأندية الأبطال ويعود لمنصة التتويج حاملاً كأس البطولة!! والأهلي عاني طويلاً وكثيراً من كل شيء. وما حققه لابد أن نعتبره انجازاً سيذكر بصفة خاصة لحسام البدري المدرب الجسور الشجاع الذي كشف لنا عن معدن جديد لمدرب يعرف أوراقه جيداً. ويجمع مابين الشخصية القيادية الإدارية والعقلية الفنية المرتبة التي تدير الفريق بإقتدار أثناء المباراة!! هذا هو البدري الذي راهن البعض علي فشله. وهو نفسه المدرب الذي تم استبعاده من الجهاز الفني من قبل بعد هزيمته في الدوري فرحل إلي السودان ليحقق بطولة رائعة للمريخ ويدخل التاريخ شمال النيل الكروي.. هاهو البدري الذي حكمت عليه الجماهير من قبل بالفشل عاد إلي الأهلي بطلاً بالسوادني.. ثم حقق للأهلي أصعب بطولة في حياته. لأن الظروف التي مر بها الأهلي لم يمر بها فريق آخر من قبل!! فريق لا يلعب إلا المباريات الرسمية دون إعداد أو إستعداد ودوري أو منافسة تصنع البطولة. ورغم ذلك حقق لقباً قارياً وليس محلياً بفضل البدري وجهازه الفني ومجموعة اللاعبين الذين أثبتوا أنهم أصحاب مهارات عالية وعلي أعلي مستوي في القارة. وليصعد الأهلي رافعاً رأسه للمرة "السابعة". ما يهمني هنا هو الدروس المستفادة من الأهلي ليكون نموذجاً لكل الأندية المصرية التي تولول وتصرخ من توقف الدوري الذي أضر بها مالياً. وكأن القضية الكروية في مصر توقفت عند حدود توفير السيولة فقط دون النظر في المستوي الفني أو تحقيق الألقاب. والقياس مع الفارق بين الأهلي الذي جاهد ضد كل الظروف. وبين الزمالك الذي شارك الأهلي في نفس البطولة وخرج من دور المجموعات بسلسلة من الفشل توازي نفس سلسلة النجاح الذي حققه الأهلي.. لابد ان نبحث عن الإدارة بين الفريقين.. كيف تساهم في نجاح الأهلي وكيف تسببت في فشل الزمالك. وكيف للإدارة أن تسيطر علي الفريق واللاعبين وتصعد بهم الي القمة أو تهوي بهم إلي القاع. هذا هو الفارق بين الأهلي البطل بجدارة والزمالك الذي فشل وخرج ولم يصل الي المربع الذهبي!! نفس الظروف والملابسات واحدة في الناديين ولكن قدرة البدري الذي كان مديراً للكرة من قبل ومعه سيد عبدالحفيظ مدير الكرة الحالي.. قادت الفريق الي اللقب.. بينما في الزمالك حدث ولا حرج عن إختلاف مجلس الإدارة وإنشقاق الاعضاء واختلاف الرئيس مع نائبه والافلاس والديون وتهديد اللاعبين بالرحيل أضف الي ذلك تغيير الجهاز الفني.. هذه هي اسباب فشل الزمالك لكنها في نفس الوقت كانت دافعاً للأهلي لتحقيق اللقب. لذلك.. الأهلي وعد جماهيره. ووعد أهالي الشهداء بتحقيق اللقب وإهدائه لأرواح كل شهداء استاد بورسعيد. وأوفي الأهلي بجهازه الفني وبلاعبيه بكل الوعود وهزموا كل العقبات وأهمها توقف الدوري!! حقاً يا أهلي.. وعدت فأوفيت واستعدت اللقب والدرع الأفريقي للجزيرة!! لذلك تستحق ألف تحية!