ما أروع هذا الشعب المصري الأصيل .. إنه شعب محب لبلده .. يعتز بعروبته وانتمائه إلي أمة لغة الضاد.. ما أروع هذا الشعب وهويتبادل التهاني مع بعضه البعض لأن قطر ستنظم كاس العالم 202..2 إن لحظة هذا الإعلان علي لسان جوزيف بلاتر رئيس الفيفا علي العالم كله تزامنت مع فترة الاستراحة أثناء مباراة الأهلي وسموحة في الدوري العام .. الجميع تبادلوا التهاني لأن دولة عربية ستنظم المونديال .. تحقق الحلم وصار حقيقة ملموسة .. اللحظات التي سبقت إعلان سيب جوزيف بلاتر عن ذلك مرت ثقيلة جدا .. فالمنافسة كانت شديدة مع أربعة بلدان من أقوي بلدان العالم تتقدمها الولاياتالمتحدةالأمريكية ويقود ملفها الرئيس الأسبق بل كلينتون ..ومعها كوريا الجنوبية وهي أحد النمور الاقتصادية الآسيوية والتي برز التقدم الصناعي بها بشكل جبار وغزت منتجاتها الصناعية بلاد العالم أجمع وكان رئيس ملفها هورئيس الوزراء الكوري .. المنافس الثالث كان اليابان .. وآه وألف آه من اليابان إنها تملك كل وسائل التكنولوجيا والصناعة وتتحكم في تطورها وتقدم للعالم كل يوم نسخا جديدة منها ..إنها دولة قادرة علي الانجاز والابهار وإلا ما حققت ما وصلت إليه بعد الدمار والخراب الذي لحق بها اثناء الحرب العالمية الثانية لكنها نهضت وقفزت قفزات رائدة . الدولة الرابعة في المنافسة كانت استراليا وهي قارة مستقلة بنفسها رغم خضوعها للتاج البريطاني حتي الآن إلا أنها دولة زراعية واقتصادية كبيرة جدا وهي نسخة من القارة الأوربية علي شكل دولة واحدة .. لكن الملف القطري تفوق علي كل هؤلاء وقد يكون هذا الملف قد استخدم تقنيات من كوريا واليابان وأمريكا وربما استراليا لكن توليفته كانت جبارة ومقنعة لأعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم .فلم يكن أمامهم سوي الانصياع لرغبه قطر القوية لتنظيم هذه البطولة . فالملف لم يترك شاردة ولا واردة إلا أجاب عليها بفصاحة منقطعة النظير .. قالوا إن هذه النسخة مختلفة تماما عن كل النسخ التي سبقت .. فقد اعتدنا أن تقام كأس العالم في عدة مدن وليس في مدينة واحدة .. اعتادت الفرق أن تحزم حقائبها بعد كل دور لتنتقل إلي مدينة أخري وربما تعود إليها بعد ذلك مما يخلق نوعا من القلق وعدم الاستقرار لدي الفرق .. لكن الوضع في قطر سيكون مختلفا تماما .. الفريق سينزل في فندق واحد منذ اليوم الأول لوصوله حتي يوم مغادرته قطر .. ملاعب التدريب لن تتغير وكذلك ملاعب المباريات .. نفس الشيء بالنسبة للجمهور الذي سيذهب لحضور البطولة .. هذا الجمهور يمكنه أن يشاهد ثلاث مباريات في يوم واحد إذا أراد ذلك لأن قطر بلد صغير والملاعب فيه متقاربة كما أن مترو الأنفاق الذي يجري تشييده الآن سيكون نقلة جبارة وسيخفف العبء علي الشوارع إن لم يكن سيساعد علي خلوها من السيارات الكثيرة.. أضف إلي ذلك أنه سيكون مكيفا بقطاراته ومحطاته وهذا سيكون مغريا ورخيصا جدا للمشاهدين . قطر صنعت حلما وتاريخا بملفها المبهر الرائع الذي تفوق وحصلت بموجبه علي رخصة تنظيم كأس العالم 2022.. وأعطت انطباعا لكل الدول أن تحسن العطاء والجهد وأن تتمسك بحقها وتدافع عنه وألا تخشي منافسة الكبار لأن الخوف لايحقق انتصارا وإنما يسبب انكسارا . الاتحاد الدولي كثيرا ما راهن وغامر ولكن مغامرته مع قطر كانت مغامرة دقيقة ومحسوبة .ولابد أن تكون ناجحة . ولن يندم المسئولون به بل ربما يساعدهم ذلك علي مغامرات أكثر وأكثر.. فقد آن لهذه المنطقة أن تنظم بطولة بهذا الحجم. وهي المنطقة المنسية من العالم. والتي لايتذكرونها إلا عندما يفكرون في نهب ثرواتها وخيراتها فقط .. إنهم يرون أننا لسنا جديرين بهذا الشرف لكنني علي يقين بأن قطر ستفي بكل ما التزمت به وأكثر لأنهم يشهدون نهضة عمرانية جبارة وينفذون برامج تعليمية قاسية ويؤمنون بأن السبيل إلي التطور هو التعليم ولا شيء سواه . إن كأس العالم لكرة القدم عام 2022 لن يكون حدثا رياضيا فحسب ولكنه حدث اقتصادي من الدرجة الأولي. و لابد أن يستغله الأشقاء في قطرأحسن استغلال .. كما أن كل دول المنطقة العربية ستحقق عائدا اقتصاديا وسياحيا لو أنها بدأت من الآن في إعداد خريطة دعائية سياحية لاستغلال وجود السائحين من كل بلاد العالم غربا وشرقا علي أرض قطر الشقيقة .. مبروك لقطر هذا الإنجاز العالمي الرياضي.. إنهم فعلا جديرون بهذا الشرف لأنهم سعوا وصبروا واستماتوا حتي حققوا هذا المجد . ألف مبروك.