أغرب صيحات كرة القدم المبتكرة، فهي مباريات جديدة، في ميادين جديدة، لا يكتفي فيها اللاعبون بمجرد الركض خلف الكرة أو ركلها نحو المرمى أو مراوغة المنافس، بل يمتد الأمر إلى الاختلاط الكامل بين اللاعب والميدان، اختلاط يظهر على الأجسام والثياب في مباريات تُلعب في المستنقعات. قد يتصور البعض أن الأمر لا يعدو سوى مجرد مزحة أو نوع من الترفيه لا أكثر، إلا أن الأمر تطور سريعا، ليفاجئ عشاق الساحرة المستديرة حول العالم، بإعلان مونديال «كأس العام لكرة القدم في المستنقعات»، وهي مسابقة يشارك فيها نحو 200 فريق يتنافسون على الفوز بمباريات «الطين» للفوز ببطولة خاصة للغاية. رغم أن الفكرة تبدو حديثة، إلا أن كرة القدم في المستنقعات لعبة قديمة، حيث بدأت كتمرين عنيف للجنود، وتطورت لتصبح نوع من التدريبات القوية التي يعتمد عليها بعض لاعبي الكرة، وسرعان ما تحولت لمنافسات رياضية عالمية. بدأت «كرة قدم المستنقعات» تظهر كلعبة فوق تلال اسكتلندا، بطريقة تشبه إلى حد بعيد، قواعد كرة القدم التقليدية، مع إضافات بسيطة للغاية تتماشى مع طبيعة اللعبة نفسها، حيث لا يقوم اللاعب بتبديل الحذاء الخاص به أبدا، وإلا فإن على كل فريق أن يتحمل تكلفة عشرات الأحذية لكل لاعب ، كما يعلم اللاعبون قبل خوض غمار «التجربة الطينية» أن اتساخ ملابسهم الكامل هو أحد أسس وقواعد اللعبة، ومن يرغب في اللعب فعليه أن يتحمل النتيجة.