قال غالبية الحضور في مناظرة اقيمت مساء الاربعاء ان المجلس العسكري الذي يحكم مصر غير مهتم باحداث اصلاحات حقيقية لكن خبراء قالوا ان هذا لا يعكس رأي الشارع. وهذه ثاني حلقة تنظم في القاهرة ضمن برنامج "مناظرات الدوحة" التي يديرها تيم سيباستيان المراسل السابق لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) تحت رعاية مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع. وفي نهاية المناظرة صوت 84.7 بالمئة من الحاضرين لصالح أن المجلس العسكري غير مهتم باحداث اصلاحات حقيقية بينما عارض 15.3 بالمئة هذا الطرح. وبدأت مناظرات الدوحة في 2004 ويحضرها 350 طالبا من جنسيات مختلفة من بلدان عربية واسلامية. ويتابع جمهور واسع تلك المناظرات عبر تلفزيون (بي.بي.سي). ومع تولي المجلس الاعلى للقوات المسلحة ادارة شؤون البلاد منذ الاطاحة بالرئيس حسني مبارك في انتفاضة شعبية في 11 فبراير شباط يراود كثير من المصريين شكوك في نوايا الجيش ويعتقدون انه ربما يريد التشبث بالسلطة من وراء الستار حتى بعد تسليم الحكم. بيد أن الدكتور جمال عبد الجواد سلطان استاذ العلوم السياسية بالجامعة الامريكية في القاهرة قال ان هذا التصويت لا يعكس رأي الجماهير في الشارع التي ترى أن المجلس العسكري جاد في سعيه الي اصلاحات حقيقية. وتعهد المجلس العسكري بتحول ديمقراطي في البلاد. وقال المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة في يوليو تموز "نحن ماضون على طريق ترسيخ اركان الدولة الديمقراطية التي تعزز الحريات وحقوق المواطنين من خلال انتخابات برلمانية حرة ونزيهة." وقال سلطان لرويترز "وضع الرأي العام يخالف رأي النخبة... 90 بالمئة من عموم الناس يضعون ثقتهم في المجلس العسكري بينما لا تمثل هذه النخبة كل المجتمع." لكن الدكتور محمد فهمي منزا العضو المؤسس بحزب مصر الحرية الذي تأسس في الاونة الاخيرة انتقد اداء المجلس العسكري قائلا ان تصريحات المجلس تتناول الاصلاح السياسي فقط دون الحديث عن اصلاح اجتماعي أو اقتصادي. وتأكيدا على أهمية الاصلاح الاجتماعي والاقتصادي قال منزا لرويترز "هذه هي مطالب الثورة (عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية) الاحزاب السياسية ضعيفة ولا بد أن يكون الاصلاح شاملا ليس في الدولة فحسب بل في المجتمع ايضا."