كان مفاجئا للجميع ، ان يكون الظهور الأول لأحد الضباط المنشقين عن الجيش السورى ، هو على شاشة التليفزيون السورى ذاته ، لتقديم مسرحية هزلية ، بطلها ضابط سورى ، هو المقدم حسين هرموش ، رفض أن يقتل المدنيين بمدافع الدبابات ، ثم كتب عليه أن يسقط فى قبضة الاستخبارات السورية ، وأساليبها الإجرامية الرهيبة . ليجبر على أن يحكى ما لا يقنع طفلا صغيرا ، من قصص الجماعات الإرهابية التى تقتل الناس والجيش ، وعن اتصالات ، وسلاح من الإخوان المسلمين ، و من عبد الحليم خدام ، ورفعت الأسد وبرهان غليون .
سوريين فى تركيبة تذكرنا بروايات إعلام مبارك ، عن تحالف ايرانى قطري اسرائيلى امريكى لدعم ثورة 25 يناير ، وهو ما كان يعكس ساعتها غباء من يديرون حملة الدفاع عن نظام نفذ رصيده ، ومصداقيته ، وشرفه ، أمام شعبه .
ظهور الهرموش الذى كان هاربا فى تركيا ، فجر موجة عارمة من الانتقادات للحكومة التركية ، واتهمها تتدعيم الضباط الأحرار ، وهم مجموعة منشقة أخرى من الجيش السورى ، أعلنت أنها تحمل الحكومة التركية مسئولية مصير هرموش ، بعد سقوطه فى يد الاسد ، بل هددت بان تشكو تركيا للامم المتحدة .
ورغم رفض اردغان رواية التسليم ، وترجيح المراقبين لرواية الاختطاف ، فقد ظلت الاسئلة تدور حول قلة اعداد المنشقين عن جيش ، يفعل ما لا يقبله البشر .
فالجيش السورى الذى يصول ويجول فى القرى والمدن السورية على جثث السوريين الذين خرجوا يطالبون بالحرية ، هذا الجيش الذى تشكل فى اغلبه من الاقلية العلوية ، التى ينتمى اليها بشار الاسد ، كانت فرص الانشقاقات فيه ضعيفة ، بحكم طبيعة تركيبته الطائفية .
بالإضافة الى سياسة بشار الاسد القائمة على استخدام الفرق العلوية التكوين فى قمع المتظاهرين ، لضمان عدم حدوث انشقاقات اثناء قتل المتظاهرين ، وقمع ثورتهم بنيران المدافع ، وتحت جنازير المدرعات فى شوارع دمشق وحماة .
هذا ما جعل الاسد يتحمل طول امد عملياته العسكرية ، لضمان التزام الجنود والضباط بتنفيذ الأوامر القاسية بقتل المتظاهرين ، وهدم المدن على راس ساكنيها .
ورغم ذلك فقد حدثت انشقاقات ملحوظة تنامت منذ رمضان الماضى ، ورغم قلة العدد مقارنة بحجم الاجرام الذى يمارسة الاسد وجنوده ، فان التعويل على تزايد الانشقاقات فى صفوف الجيش ، اصبح اقرب للتحقق وفق المشاهدات الاخيرة .