"الشعب يريد إعدام الرئيس" هكذا خرجت مظاهرات جمعة الثبات والصبر في أرجاء المدن السورية، ورغم أن هذا الشعار قد تردد من قبل في عدة مدن إلا أنه كان الأبرز في مظاهرات الأمس، فلم يعد الشعب السوري يبحث عن إسقاط النظام أو رحيل الأسد فقط بل يطالب بمحاكمته بعد المجازر التي ارتكبتها قواته ضد المدنيين في سوريا. ومع تعالي الأصوات المطالبة بالتدخل الإعلامي والإنساني لقوات الناتو إلا أن هذا التدخل ما زال مرفوضا من الغالبية العظمى في سوريا حتى الآن، فقد رفع المتظاهرون لافتات بالأمس "واصبر على ما أصابك إن ذلك لمن عزم الأمور" و"لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك" في إشارة جلية إلى استمرار سلمية الثورة. لكن الأمر اختلف قليلا في حوران التي كانت مسرحا لعمليات الجيش السوري في بداية الثورة، فقد رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها " ثابتون حتى تتحقق مطالبنا .. إنما للصبر حدود "، وفي محاولة لتحريك الشارع العربي للتضامن مع الثورة السورية رفع المتظاهرون شعارات " اشتريتم الثياب لكم ولأطفالكم واشترينا الأكفان لنا ولأطفالنا "، كما أعلن المتظاهرون تضامنهم مع الرسام علي فرزات الذي اعتدت عليه ميليشيات الشبيحة التابعة للأسد . ميدانيا انتقلت المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن السورية إلى ساحات المساجد، حيث قامت قوات الأمن السورية بمحاصرة المصلين في عدة أماكن منها مسجد الرفاعي بكفر سوسة وأطلقت عليهم قنابل الغاز لمنعهم من الخروج في المظاهرات المناهضة للأسد بعد صلاة التراويح، كما قامت قوات الأمن الحكومية مدعومة بدبابات الجيش بمحاصرة 2000 من المصلين في مسجد العمري بدرعا، ومنعت المصلين من الخروج حتى صباح اليوم، وبحسب لجان التنسيق المحلية فقد سقط بالأمس ما لا يقل عن 8 قتلى في مختلف أنحاء المدن السورية . من جهة أخرى صرحت اللجنة التابعة للأمم المتحدة والمكلفة ببحث الوضع الإنساني في سوريا بأن هناك حاجة ملحة لحماية المدنيين في سوريا، وقد ذكرت اللجنة في تقرير لها بأنه قد واجهتها صعوبات في التحرك بحرية خلال الجولة بسبب وجود المسؤولين الحكوميين والقيود التي فرضت عليهم في سوريا، لكن البعثة تمكنت من الحديث مع بعض المواطنين في الأماكن التي شهدت اضطرابات في الفترة الأخيرة، وقد نقلوا للوفد الأممي ما يشعرون به من خوف وتهديد جراء ما تقوم به قوات الجيش وميليشيات الشبيحة التابعة للأسد .